اليوم السابع: من يومياتي من شهر رمضان عام 1442هــ
اليوم السابع من رمضان
كان اليوم أحر من الأيام الماضية، فكنت أشعر حرارة في النهار غير أنها لم تكن فوق طاقها، بل كانت إلى درجة يستطيع كل واحد تحملها، ولكن أزعجني طوال اليوم أمر آخر، وهو أن إحدى سني كانت تؤلمني فانزعجت منها وما كنت أدري ما ذا يجب علي أن أفعل تجاه ذلك الألم المزعج، فلله الحمد والشكر على أنه وفقني لتحمل ذلك الألم، فتحملت إلى وقت الإفطار.
الأمر الذي أدهشني هو أنني كنت نويت على تناول دواء لتخفيف ذلك الألم بعد الإفطار، ولكن حدث شيء غير متوقع حيث إن ذلك الألم الذي أزعجني طوال اليوم قد انتهى وما كنت أشعر بشيء، فصرت مترددا بين تناول دواء وعدم تناوله، فرجحت عندي كفة عدم تناول الدواء فلم أتناول، واشتغلت بأموري.
وفي وقت السحور حدث شيء يستحق ذكره ويستحق تقييده بقلمي حتى يخلد بين هذه الصفحات، وهو أني جلست على مائدة لأتناول السحور، فصببت مرقا في الصحن وتناولته ثم صببت أرزا في صحني، ولم أخمن في البداية بأني قد أكثرته، فبدأت أتناوله حتى شبعت والأرز بقي في الصحن، فابن أخي ـ هو في الحقيقة ابن ابن عمتي ـ رآني وهو صغير، فأنا غطيت ذلك الصحن بصحن آخر حتى لا يعلم أحد بأني أبقيت الأرز، فقال لي بصوت عال: لماذا تركت الأرز في صحنك، ولماذا لم تتناوله تماما؟ فقلت له: ما بقي شيء من الأرز في صحني. فمباشرة أبعد ذلك الصحن الذي جعلته غطاء وقال لي: انظر، ها هو الأرز الذي تركته في الصحن، ولم تتناوله تماما. فخجلت أمامه لأن الجميع كانوا يسمعونه، وطبعا ما كنت أستطيع أن أفعل شيئا لأنه بالفعل كان محقا وأنا كنت مذنبا فيما قال لي، فضحك الجميع على المائدة.
وها أنا أسجل أحداث اليوم وكوب الشاي أمامي، فهنا أيضا بدأت أفكاري تتشتت حيث لو أترك كتابتي فربما تذهب أفكاري من دماغي، وإذا توجهت إلى الكتابة وركزت عليها وتركت الشاي فإنه يصبح فاترا كالماء ثم لا يُشْرَبُ، فصعب علي أخذ قرار، ولكن لا بد لي من أخذ قرار فقررت على أنه علي الاستمرار في الكتابة حتى نهايتها ثم أشرب الشاي، وذلك لأن الشاي بعد ما يفتر يمكن تسخينه مرة أخرى ولكن الأفكار لو ذهبت من دماغي فيصعب علي جمعها مرة أخرى، فلذلك رجحت ذلك القرار وأخذته ونفذته أيضا وها هي نتيجة ذلك القرار.