كدت أن أصطدم بسيارة اليوم!
خرجت من الجامعة حسب العادة، وردفني أستاذي على الدراجة النارية، وفي الطريق كان عندي عمل في مكتب وزارة التعليم العالي، فتوقفت هنالك، والتمست من أستاذي المكرم قليل الانتظار حتى أقوم بمهمتي، فاستغرقت في ذلك المكتب حوالي نصف ساعة، وذلك لأنه لم يكن مكتبا واحدا، هو كان مجموعة من المكاتب، فتجولت بينها حتى أنهيت عملي، ثم جئت وبدأت من جديد مشواري إلى المدرسة...
وفي الطريق أنزلت أستاذي، ثم انطلقت، وخلاف العادة ضغت دواسة بنزين الدراجة النارية، فازدادت سرعتها، وعدادها كان يشير إلى أن سرعتها تتراوح بين سبعين وثمانين، والطريق كانت مزدحمة نوعا ما، وكنت سائرا على أحد خطوط السير، ولم أمل عنه لا يمينا ولا شمالا بسبب زحمة سيارات قادمة خلفي...
فأثناء سفري فجأة توقفت إحدى السيارات من بين تلك السيارات التي كانت تسير على خط السير الذي يقع على يميني، فتوقفت السيارة التي كانت خلفها، ولكن كابحها على حد علمي لم يكن يعمل بكفاءة، فأراد سائقها أن يقودها إلى خط السير الذي كنت عليه، فمباشرة انتبهت، وعطفت دراجتي إلى اليسار قليلا، وذلك لأنه أيضا كان كان مشغولا بسير السيارات...
ففي البداية ظننت بأن اليوم هو يوم أخير لي، ثم لا أعلم كيف نجوت من ذلك الاصطدام الخطير، فشكرت الله ـ سبحانه وتعالى على نجاتي منه، وتذكرت ربما هذا كان بسبب دعاء السفر، فإن من عادتي ـ الحمد لله ـ الاهتمام بدعاء السفر قبل بدئه، فكنت خائفا إلى عدة ساعات، ثم قلت في نفسي: لا بد من تصدق على الإخوة، لأن الصدقة ترد البلاء، فتصدقت على الإخوة..
فالدرس الذي تعلمته اليوم، هو الاحتياط في القيادة، والانتباه أثناءها انتباها كاملا، حتى لا يتعرض لحادثة أو اصطدام يجعله طريح الفراش، أو يوصله إلى المستشفى....
29/ جمادي الأولى / 1441هـ
25/ يناير / 2020م