في حديث اليوم قصة مضحكة
خرجت يوم الأربعاء مع الطلاب إلى المنتزه وبقيت معهم طوال اليوم. مكثت في حوض الماء ثم تجولت في المنتزه ويصعب علي وصف أحداث تلك النزهة، وذلك لأنني كتبت عنها في كتابة مستقلة تحتوي على ست عشرة صفحة، فلا أقوى الآن إعادة تلك الكتابة مرة أخرى، ثم ليست فقط إعادة الكتابة بل يجب علي أولا إعادة الأفكار وتنسيقها وترتيبها في دماغي ثم أنقلها بمساعدة قلم إلى صفحات فهذا ما لا يطاق، فلذا لا أكتب عنها شيئا في كتابة اليوم.
أما اليوم فهو يوم الجمعة، وكانت لي إجازة من قبل الجامعة ومن قبل المدرسة، فبقيت في المدرسة مشغولا بأمور شتى حيث تلوت القرآن الكريم في صباح اليوم، ثم أفطرت وأخذت قسطا من الراحة لأنني نمت البارحة متأخرا جدا، ثم أعددت نفسي لصلاة الجمعة، وبعد ما أديت صلاة الجمعة جلس الأساتذة على المائدة لتناول الغداء فقالوا لي: تعال تناول معنا. فأخبرتهم بأنني تغديت وحدي قبل صلاة الجمعة لأني كنت أشعر جوعا شديدا، فجلست معهم نصف ساعة وكنا نتحدث في موضوعات مختلفة ثم تذكرت أن أحد الطلاب قبل الصلاة قال لي: يا أستاذ، جاء بعض أساتذتي فهل يمكنك أن تقابلهم وتشاركهم في طعامهم، وفي نفس الوقت كنت أتغدى فأخبرته أن غدائي أمامي وأنت ترى، فلا يمكنني تناول الغداء مرة أخرى خوفا من زيادة الوزن. أكرم أساتذتك وأنا إن شاء الله آتي إليهم للقاء فقط.
استأذنت الأساتذة وذهبت إلى غرفة الضيوف فلقيت أساتذة ذاك الطالب وتحدثت إليهم ربع ساعة ثم استأذنتهم وتركتهم لتناول الغداء وأنا عدت إلى مكاني. وقلت في نفسي: لا أحتاج إلى النوم حاليا لأنني نمت نوما كاملا، فلو زدت عليه نوما آخر ثم لا يطاوعني ليلا فقررت على عدم النوم.
بما أن هذا الوقت كان فارغا فطالعت عشر صفحات من كتاب ثم سجلت بعض الدروس التي يجب علي تسجيلها كل يوم، وأعددت درسا كان علي تدريسه مساء اليوم. وتعلمت عشر كلمات جديدة مع معانيها واستعمالها حتى رأيت إلى ساعتي فإنها كانت تدق الخامسة وعشرين دقيقة وصلاة العصر تقام عندنا على السادسة إلا ربعا فخرجت من الغرفة حتى أتوضأ فتوضأت ثم انتظرت لإقامة الصلاة.
فأديت الصلاة مع الجماعة ثم جئت إلى الغرفة وبدأت عملي حيث تركته إلى المغرب ثم قريبا من الساعة الثامنة ذهبت لتناول العشاء إلى غرفة الأساتذة، فتعشينا معا وتحدثنا قليلا وكان حديث موضوعنا اليوم الزواج الثاني. فقص علينا أحد الأساتذة قصة مضحكة حيث قال: إحدى العالمات كانت تعظ الأخوات وكانت ترغبهن على عدم منعهن أزواجهن من الزواج الثاني، وفي نهاية الموعظة اقتربت إحدى الأخوات التي كانت مشاركة في موعظتها، وسألت تلك العالمة قائلة: ما ذا تقولين في زوجك إذا أراد الزواج الثاني فهل تمنعينه منه؟ فقالت: لا، لا أمنع حتى لو تزوج بالثالثة والرابعة. فتلك الأخت التي كانت مشاركة قالت لهذه العالمة: منذ مدة وكنت أريد إخبارك بشيء ولكنني ما كنت أستطيع أنا ولا زوجك، وهو أنني زوجة ثانية لزوجك، فما إن سمعت تلك العالمة كلامه أغمي عليها تماما. ضحكنا الجميع على سماع هذه القصة.
بعد نهاية العشاء قمنا جميعا وكل واحد منا اشتغل في عمله، وأنا أيضا اشتغلت فيما كان إنجازه على ذمتي حتى انتهيت منه، ثم أردت كتابة اليوم، فها هي كتابة اليوم.
يوم الأربعاء 17- أغسطس – 2023م