اليوم الأخير (يوم العيد): من يومياتي في شهر رمضان عام 1442هـ
اليوم الأخير (يوم العيد)
"الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد" إن هذه الكلمات الجميلة ترطب بها لسان كل مسلم اليوم، فكل من يخرج من بيته متوجها إلى المصلى لأداء صلاة عيد الفطر فإنه ينطق بهذه الكلمات في الطريق، ويكبر الله بها، لأن هذا اليوم هو يوم عيد الفطر المبارك الذي ينتظره كل صائم بعد نهاية شهر رمضان، فالمساجد كلها تمتلئ من الكبار والصغار والأطفال، والجميع يلبسون ملابس جديدة ملونة وتفوح فيها أجمل رائحة العطور، فالفرحة تغطي جميع الوجوه، وفي أيدهم التمر يأكلونه. فما أجمل هذا اليوم المبارك!
وبما أن ذلك المسجد الذي نؤدي صلاة العيد فأعلن أنها تقام على الساعة الثامنة والربع، فإني بعد أداء صلاة الفجر بدأت الاستعداد حتى أكون مستعدا على ذلك الموعد. ثم خرجت أنا وإخوتي من البيت متوجهين إلى ذلك المسجد، فما إن وصلنا رأينا زحمة المصلين فيه، فأخذت كرسي وجلست عليه، لأني لا أتمكن السجود على الأرض بسبب الكسر الذي حدث في عظام فخذي قبل سنة، فأدينا صلاة العيد ثم خرجنا مباشرة وعدنا إلى البيت، وهنأت أمي وأختي وعمي الدكتور ثم بدأنا الاستعداد بالذهاب إلى القرية علما أننا في الحقيقة من سكان القرية ولكن حاليا نسكن في المدينة، وإلا أٌقرباءنا وأجدادنا من الأم ومن الأب وعمنا وعماتنا وخالاتنا وأخوالنا كلهم يسكنون في القرية، فنحن عادة نسافر إلى القرية لزيارتهم في مناسبات الفرح والسرور كالعيد والزواج وغير ذلك من الأمور.
فلما ركبت في السيارة وكان يقودها عمي الدكتور، وفيها أنا وأبي وعمي وأولاده كنا معا، فعند مقبرة القرية أوقف السيارة فنزلنا ودخلنا المقبرة، ووقفنا أمام قبر جدتي من الأب، ثم قرأنا ما تيسر من القرآن الكريم، وأوصلنا أجره وثوابه إلى كافة المسلمين وخاصة جدي وجدتي من الأب، ثم واصلنا السفر حتى وصلنا إلى القرية.
فالتقيت جدي في البيت وأبناء عمي ثم فرشت المائدة وقيل لنا: تعالوا تناولوا الطعام. فقلت لهم: إني أتناول الطعام مع جدي على السرير فأحضر الطعام لي ولجدي فتناولنا معا. أما الباقون فهم جلسوا على المائدة وتناولوا الطعام. وبعد ما فرغنا من تناول الطعام قلت لأخي: ماذا رأيك لو نذهب إلى بيت عماتنا وبيت جدنا وجدتنا من الأم، فقال لي: تفضل نذهب. فذهبنا أولا إلى بيت عمتي الذي يقع أول بيت في القرية، وجلسنا قليلا، ثم توجهنا إلى بيت جدي وجدتي من الأم، فجلسنا وتناولنا الحلويات ثم شربنا الشاي، ثم توجهنا إلى بيت عمتي الصغرى، وجلسنا قليلا فيه، ثم توجهنا إلى بيت أختي، فجلسنا قليلا فيه حتى رفع أذان صلاة الظهر، فتوضأنا ثم توجهنا إلى المسجد لأداء صلاة الظهر، فأديناها وجئنا إلى بيت أختي، وجلسنا قليلا.
ثم استأذنت أختي قائلا: بأننا نذهب إلى بيت عمتي الكبرى فوافقت فذهبت أنا وأخي إلى بيتها الذي كان بجنب بيت أختي. وعمتنا كانت تنتظرنا لأنها كانت تعلم أننا سنزورها، فجلسنا وتحدثنا معها وشربنا الشراب الحلو، ثم عدنا مرة أخرى إلى بيت جدنا وجدتنا من الأم، وجلسنا وتحدثنا مع أخوالنا، وجهز الشاي فشربناه ثم ذهبت إلى بيت خالاتي، فزرتهن جميعا ثم جئت إلى البيت، وقد دخل وقت صلاة العصر، فأديتها في البيت وقلت لأمي: ماذا رأيك نذهب إلى المدينة؟ فقالت لي: نعم، نذهب، فخرجنا من القرية الحبيبة متوجهين إلى بيتنا الذي يقع في المدينة فقبيل صلاة المغرب وصلنا. فهكذا قضينا يوم عيدنا المبارك الذي صادف 13 من مايو عام 2021م الموافق 01 شوال عام 1442هـ.