اليوم الثامن: من يومياتي في شهر رمضان عام 1442هـ
بدأت الساعة تدق التاسعة والنصف ليلا وأنا جالس أمام الحاسوب حتى أكتب ما حدث اليوم معي ويستحق أن يقيد بقلم بين صفحات حتى يخلد ذكره في الأيام القادمة، وقد ذكرت سالفا بأني دائما أحاول أن أتدرب على تمرين الكتابة حتى أنال هدفي، ويناسبني ذكر قول أحد الأساتذة الذي له يد طولى في هذا المجال حيث قال: إذا تريد أن تكون بارعا في الإنشاء فلا بد أن تتمرن أكثر فأكثر، ولا تبالي ما يقوله الناس في ما تكتبه أنت، لأن الناس لا ولن يرضون بما تطور نفسك ولا يودون أن تتفوق عليهم، بل دائما يأملون أنك تكون تحتهم وتكون محتاجا إليهم، فلذلك لا بد لكل واحد أن يمرن نفسه وأن يدرب قلمه حتى يستقيم في كتابته.
بعد ما ذكرت كلمات كتمهيد أعود إلى مقصدي وهو تقييد أحداث اليوم بقلمي، وهو أني أنشأت مجموعة باسم " شرعي مسائل (دار الإفتاء) وأتلقى فيها مسائل شتى من قبل مختلف المشاركين فيها، فتلقيت اليوم خمسة مسائل، فبحثت عن إجاباتها حتى عثرت عليها، ثم أجبت عن تلك المسائل في المجموعة، والمسألة التي ما كنت أستطيع حلها فكنت أرسل تلك المسألة إلى مجموعة يرأسها أحد المفتيين والذي عنده خبرة طويلة في مجال الفتوى، فاستعنت من إجاباته، واستفدت منها، ثم كنت أجيب عنها في المجموعة.
على الساعة الواحدة ظهرا أخذت جوالي وفحصت واتس فرأيت أن أستاذي قد أرسل إلي رسالة صوتية فسمعتها ثم أجبت عنها، فطلب مني في رسالته أنه قد أرسل إلي ملف مقالة إحدى الطالبات وعلي فحصها في برنامج ترنيتن الذي يبحث عن سرقة علمية، ففحصتها ثم أجبت أستاذي بأن البرنامج يقول: إن السرقة العلمية التي في مقالتها هي سبعة وثمانون في المائة، والمسموح من قبل وزارة التعليم العالي هو أقل من تسعة عشر في المائة، فلابد لتلك الطالبة أن تقلل نسبة سرقة علمية وتنزلها إلى أقل من تسعة عشر في المائة ثم حدثته في بعض أمور أخرى.
الأمر الذي جذبني إلى تقييده بقلمي هو أن ابني الأصغر قد انبطح على الأرض في وقت الإفطار، وأنا كنت أناديه قائلا: تعال يا بني، تعال، ولكنه كان مصرا على انبطاحه وما كان يقوم، فهددته بأني أثقب أذنيك إن لم تقف فما إن سمع هذه الكلمة مباشرة قام وجائني، ثم قال لي: يا أبي أطعمني فأطعمته لقيمة ثم ذهب وكان يتجول حول المائدة فأحيانا يذهب إلى جده ويقول له: أطعمني وأحيانا يذهب إلى عمه الأصغر ويضرب على ظهره ثم يعود إلى جدته فهكذا كان يمضي وقته.
لما رفع أذان صلاة العشاء وذهبت إلى المسجد وأديت فيه صلاة العشاء والتراويح، فلما انتهيا منها وخرجنا من المسجد فأحد المصلين قال للإمام: يا إمام لقد أسرعت اليوم في الصلاة حيث أنهيتها قبل الموعد بدقيقتين، فلما سمعت كلامه فأجبته بدل الإمام قائلا: ما ذنب الإمام المسكين؟ إذا أخر الصلاة تسمعونه لماذا أخرتها اليوم، وإذا عجلها حيث أنهاها قبل الموعد فتقولون له: لما ذا لأنهيتها سريعا اليوم، فذلك المسكين أين يذهب؟ فضحك ذلك الأخ وذهب دون أن يقول لي كلمة واحدة.