حماد بن سلمة (المتوفى سنة 167هـ)
يقول الحافظ شمس الدين الذهبي في «تذكرة الحفاظ»[1]:
حماد بن سلمة بن دينار الإمام الحافظ شيخ الإسلام أبو سلمة الربعي مولاهم البصري البزاز البطائني النحوي المحدث: سمع خاله حميد الطويل وابن أبي مليكة وأبا جمرة الضبعي ومحمد بن زياد الجمحي وأنس بن سيرين وأبا عمران الجوني وقتادة وسماك بن حرب وثابتًا البناني وخلقا كثيرا، وعنه ابن المبارك والقطان وابن مهدي وعفان والقعنبي وعبد الأعلى بن حماد وشيبان بن فروخ وهدبة وخلق سواهم. قال شعبة كان حماد بن سلمة يفيدني عن عمار بن أبي عمار وقال وهيب: حماد بن سلمة سيدنا وأعلمنا. وقال أحمد بن حنبل: حماد بن سلمة أعلم الناس بثابت البناني وأثبتهم في حميد. وقال ابن معين: هو أعلم من غيره بعلي بن زيد. قال ابن المديني كان عند يحيى بن ضريس عن حماد عشرة آلاف حديث. وروى الكوسج عن يحيى بن معين: ثقة. وقال شهاب بن معمر كان حماد بن سلمة يعد من الأبدال.
قلت هو أول من صنف التصانيف مع ابن أبي عروبة وكان بارعًا في العربية فقيهًا فصيحًا مفوهًا صاحب سنة وقع لي من عواليه أحاديث. قال عبد الرحمن بن مهدي: لو قيل لحماد بن سلمة إنك تموت غدا ما قدر أن يزيد في العمل شيئا. وقال عفان قد رأيت من هو أعبد من حماد بن سلمة. ولكن ما رأيت أشد مواظبة على الخير وقراءة القرآن والعمل لله منه. وقال يونس المؤدب مات حماد بن سلمة في الصلاة. وقال إسحاق بن الطباع سمعت حماد بن سلمة يقول: من طلب الحديث لغير الله مكر به. وقال حماد: ما كان من نيّتي أن أحدث حتى قال لي أيوب في النوم حدث. وقال عمرو بن عاصم: كتبت عن حماد بن سلمة بضعة عشر ألف حديث وقيل إن حماد بن سلمة تزوج سبعين امرأة ولم يولد له ولد. قال أبو داود: لم يكن لحماد بن سلمة كتاب إلا كتاب قيس بن سعد. وعن أحمد بن حنبل قال: إذا رأيت الرجل ينال من حماد بن سلمة فاتهمه على الإسلام. مناقب حماد يطول شرحها. وتوفي بعد عيد النحر سنة سبع وستين ومائة وقد قارب الثمانين رحمه الله تعالى.
_____
([1]) 1/151، رقم الترجمة: 197، دار الكتب العلمية، بيروت، ط: 1، سنة 1419 هـ.