سلسلة رمضانية : حديث اليوم ينجيك من عدة مشاكل، تعانيها في حياتك.
من عادتي أنني أعلن عن العمل الذي أقوم به قبل إنجازه، فما كنت أدرك ما ذا يحدث لو فعلت هذا؟ وبعض زملائي كانوا يمنعوني عن ذلك الإعلان، وينصحونني بأن العمل الذي تريد القيام به، فأرجوك عدم ذكره أمام أي واحد، فكنت أقول لهم: نعم، أفعل كما تريدون، فكنت أناقش نفسي عن هذا الموضوع، لكن محاولاتي كلها ذهبت بفشل ذريع، ولم أتمكن من الوصول إلى نتيجة نهائية، ولكني لم أكن أتوقف عند المناقشة، بل واصلت حتى اليوم الذي كنت أنتظره...
منذ يومين وأنا أبحث عن كتاب للمطالعة، فعثرت على كتاب، وهو مجموع من الأحاديث النبوية ـ عليه الصلاة والسلام ـ والتي جمعها في ذلك الكتاب العلامة محمد هاشم التتوي ـ رحمه الله تعالى ـ فبدأت بمطالعة ذلك الكتاب، وكنت أقرأ يوميا حديثا أو حديثين مع شرح مفصل، فلما قرأت اليوم حديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والذي كنت أبحث عنه منذ مدة، وهو " استعينوا على قضاء الحاجات بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود"[1]
علم من هذا الحديث أن كل من أراد أن يقوم بعمل، فينبغي له قضاءه بالكتمان، فمثلا: أحد الإخوة يريد أن يكتب مقالة، فيضع لها خطة، فلا ينبغي أن ينشر الخبر عنه بين زملائه، وذلك لأنهم يحسدونه، فيعرقلون له، ويحدثون له عدة مشاكل، حتى لا يتمكن من إكمالها...
وفي هذا الحديث نصيحة قيمة لنا جميعا، فكل عمل يقوم به لا بد من كتمانه أمام زملائه، وذلك لأن معرفتهم بتلك النعمة التي حصلها أحدنا تجعلهم حاسدين له، فتكون النتيجة سيئة...
[1] - رواه الطبراني في معاجمه الثلاثة، والبيهقي في العشب، وأبو نعيم وابن أبي الدنيا، والعسكري، وابن عدي، كلهم عن معاذ بن جبل. ورواه أبو الحسن الخلعي عن علي ـ رضي الله عنه ـ بدون قوله: (فإن كل ذي نعمة...)