المخترعات الحديثة لم تكن تقدما قط
لا ينكر أحد أن هذا الأمر (المخترعات الجديدة الالكترونية أمر تقدم أم تخلف) لم يكن متفقا عليه بسبب آراء أشخاص مختلفة، فكل شخص يدخر رأيه الخاص به، وهذا حقه، لأنه حر في تصرفات إرادته فالرأي أيضا إرادة فإن شاء يدلي رأيا يوافق رأي الآخرين وإن شاء يخالفه مائة في المائة، إلا أن الحقيقة تبقى حقيقة، فلا يمكن لأحد أن يغيرها مهما حاول..
ولقد يعلم الجميع أننا في عصر المخترعات، فكل يوم نجد واحدا يخترع شيئا جديدا ويدعي أنه قد قدم شيئا مفيدا ونافعا ولا نشك فيما يدعي ، إلا أن لدي رأيا خاصا حول الأشياء المخترعة...
فلست مبالغا في رأيي ولست كاتما فيه، بل لو أقول: إنني على اعتدال في رأيي فأنا على الحق، منذ أن أشاهد المخترعات الجديدة بدأت أتيقن بأنني على الصواب في المخترعات الجديدة والحديثة، فلا أقول: إنها خالية عن المنفعة بل قد تفيد منفعة أكبر مما يتصوره الإنسان، لكن في نفس الوقت ضررها أكبر من نفعها..
ثم الضرر لم يكن مقصورا على نوع واحد منه، بل له العديد من الصور، فإن لم يكن ذاك المخترع مضرا ماديا فيكون مضرا جسديا، وإن لم يكن مضرا جسديا يكون مضرا ماليا وهلم جرا، ولك أن تشاهد بنفسك حتى يأتيك اليقين..
فلا أقول لك: اذهب وتجول في الدنيا بأكملها، بل انظر حولك سوف تنكشف لك الأشياء والأشياء، فمثلا: اختراع الحاسوب، أمر جيد ومفيد حيث أن الإنسان يطبع ما يريده في عدة ثوان لكن هل تفكرت من ناحية أنه ليس تقدما بل تخلفا حيث يخلف أولادنا في تعلم كتابة اليد، فكثير من الجامعات والمدارس تستخدمه فيها لتسجيل الأمور الإدارية حتى الامتحانات أيضا بدأت في الحواسيب، فالأولاد لا يتوجهون إلى تحسين الخط الذي كان ومازال من جمال العلم والكتابة..ومثل ذلك في الجوال ومخترعات أخرى،
فخلاصة كلامي أن الاختراعات الجديدة شيء مفيد إلا أنه لم يكن تقدما كما يعتقد البعض، بل أقول: إنه تخلف حيث يخلف الإنسان في أشياء لا يتوقع مغبتها حاليا، لكنه في المستقبل القريب سوف يعلمها..
أما أكبر ضرر من تلك المخترعات فهو ضياءع الوقت الذي هو بمكانة عمر الإنسان حيث إنه يذوب مثل الثلج، فإن استفاد منه صاحبه فله ذلك وإن لم يستفد منه فيضيع.. فعمر الإنسان أيضا مثله حيث أنه يمضي دون أن ينتظر لأحد، فإن استفاد منه أحد فله ذلك وإن لم يستفد منه فليس له إلا الندامة والحسرة...