أضرار المخترعات على البشرية
صار الوقت متأخرا وأنا لم أتمكن من إكمال واجباتي اليومية، فهدوء الليل بدأ يخيم جميع الأماكن حتى الغرفة التي أجلس فيها، لكن الأمر لن يطول، فبدأت أركز على ذاكرتي أكثر فأكثر، فإذ بي تذكرت حادثة أخبرني عنها أحد زملائي حين زرته في مكانه فرأيته قلقا يعلوه كآبة، فسألته عن سبب حزنه فقص علي ما حدث في المدرسة التي تخرج منها.
فقال لي بأن اليوم أحد طلبة من طلاب دورة الحديث توفي، فحين سألته سبب وفاته فأخبرني أنه تكهرب، فنطق لساني دون اختيار إنا لله وإنا إليه راجعون.
فخرجت من غرفته متفكرا ما حدث مع ذلك الطالب، ناتجا من أفكاري أشياء فأشياء ثم وصلت إلى نتيجة بأن الإنسان كم هو غبي يخترع أشياء ليستفيد منها ، ومن المفروض أن تكون نافعة ومفيدة لكنها من ناحية تكون ضارة ومضرة.
إنها الكهرباء نفسها التي تحاول الحكومة عدة محاولات لتوليدها، فتنشأ السدود في أماكن جبلية، وتنصب مولدات الكهربائية الضخمة التي تشتغل على البنزين، ومولدات الكهرباء الأخرى تشتغل على الغاز لإيصال الضوء و الراحة إلى بيوت الناس، لكن للأسف طفق نفس الكهرباء تسحب الحياة الإنسانية من الإنسان وتصبح عضوا من أعضاء أعداء الناس التي دائما محاولتها هي قتل الإنسان الأبرياء دون أي سبب.
فأسأل الله تبارك وتعالى أن يدخله في جنة الفردوس الأعلى وأن يصبر أهله وأن يجعله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله.
