رجعي، غير تقدم، عصر تقدم
رجعي، غير تقدم، عصر تقدم
إن هذه ثلاث مصطلحات تتداول في الجرائد والقنوات، وعلى ألسنة الناس.
نعم، نسمع أحدهم يقول: عجيب أمر هؤلاء الرجعيين، كلما رأوا جديدا راحوا ينكرونه، ويبغضون منه، والثاني يقول: العصر الذي نحن فيه هو عصر التقدم، والثالث: يقول: لا بد أن نتقدم مع عصر التقدم، ولا نود أن نكون رجعيين...
هذه الفكرة لم تنبت في بلدنا بنفسها، بل جاءت من الغرب، وأنبتت، ولا يدري مستعمل هذه المصطلحات موقع استعمالها، بل يستخدمها في مكان لا يتناسب استخدامها...
والذي يتمسك بدينه ويعمل به، ويجتنب عن أفكار اليهود والنصارى يقال له إنه رجعي، لا يريد التقدم في عصر التقدم، أما الذي لا يتمسك الدين، بل يأخذ أفكارهم ويطبقها في حياته، فيقال إنه رجل متقدم يحب التقدم في عصر التقدم.
والذي يلتحي ويعمل بتعليمات الدين فهو رجعي، بمعنى أنه لا يريد التقدم، ولا يحب أن يتماشى مع عصر التقدم.
نعم، أيها الإخوة، هذا هو السهم الذي يرمى إلى كل من يريد التقدم في دينه ، ويمشى على تعليمات دينه، ثم يجعله بعيدا عن الدين وتعليماته، وذلك لأنه عرف لو تمسكت ديني، وقمت بتعليماته فالمجتمع ما ذا يقول عني، فلذا يتخلف عنه بنفسه.
ومن شك في هذه الحقيقة فهو رجعي، وغير تقدمي، هذا ما توصلت أخيرا من خلال أفكار اليهود والنصارى.