إلى أين شبابنا اليوم؟
الشعب البنغالي يمتد جذوره أو يتصل جذوله بتراث الهنود و ثقافتها ، فباعتبار الشعب يضمر كل بنغالي ثقافة تمتاز عن ثقافة العرب و ثقافة الأوروبا أوغيرها من الثقافات أخرى وهي ثقافة الهنود ، وهذا الشعب يعتنق بالديانة الإسلامية ثمة هناك فرق شاسع بين الهنود الهندوسي و الهنود المسلم، وقبل أن يعرف هذا الشعب نفسه بالهنود يجب أن يعرف بالديانته وهي ديانة الإسلام ، والإسلام دين له ثقافته وتعاليمه تختلف عن ثقافة الهنود والديانة الهندوسية. على الرغم من ذلك الشعب البنغالي يتسم بسيمة الهنود في ثقافته ولكن بعد دخول الإسلام في هذه البقعة بدأ هذا الشعب يترعرع في حضن الإسلام من جديد، حيث أصبح يتبع ثقافة الإسلام في كل أمر من أمور حياته في مأكله و ملبسه و معتقداته ، بعد أن قامت دعائم حياة البنغاليين على أسس الديانة الإسلامية ظل هذا الشعب يتمسك بعض العادات و تقاليد التي من تراث الهنود، كلما لا يتجاوز الحد في مسلك الحياة فهذا الأمر ظل موافقة لشريعة الإسلامية ولم يحرم ولو كان من تراث الهنود أو ثقافة الهنود، أما إذا تجاوز حدود الشرعية في أمر من الأمور فهذا حرام .
هناك من يزعم أن ثقافة الإسلامية هي نفسها ثقافة العرب ، رغم أن هناك فرق بين ثقافة العربية و ثقافة الإسلامية ، الثقافة الإسلامية لا تشمل كلما كانت موجودة في الثقافة العربية ما قبل الإسلام ، إنما الإسلام له منهجه وطريقته في تشريعه ، فانضم الإسلام بعص الأمور من الثقافة العرب وترك أخرى وجعلها حراما أو مانعا، مثلا كان الشعب العربي يشتهر بين الشعوب بشرب الخمر وارتكاب الفواحش ، فهذه الخصلة قد حرمها الإسلام أما هناك العادات كان يتسم بها الشعب العربي فاحترمها الإسلام والتخذها مسلكا في حياة المسلم ، مثلا إكرام الضيوف وانفاق على المساكين ، ثمة يتضح أن كلما كان عند العرب من عاداتهم وتقاليدهم إنها ليست خليقة بالثقافة الإسلامية ، أو كلها بعيدة عن ثقافة الإسلامية وتشريع الإسلامي ، فالثقافة البنغالية بعضها يقر الإسلام حيث يوافق تشريع الإسلامي وأخرى ينكر حيث يخالف تشريع الإسلامي، فالمسلم في بنغلاديش يتسم بسيمة الإسلامية أولا، ثم يضمر ثقافة البنغالية حيث لا تخالف تشريع الإسلامي مثلا في ملبسه وطريقة مأكله وتفاعل الحياة مع بيئة البنغالية ، هناك صفات يشترك فيها جميع المسلمين سواء كان من ثقافة الهندية أو العربية أو الأوروبية أو الصينية أو اليابانية، وصفات يختلف فيها كل مسلم فكل يتخذ مسلكا يتميز عن الآخر حسب ثقافته، ولكن لكل مسلم مقياس في كل أمر من أمور حياته ، فإنه يقاس بمعيار التشريع الإسلامي فإذا وافق فهذا من شيم المسلم وإذا كان مخالفا لتشريع الإسلامي فهذا حرام. أين موقف شباب البنغال في هذا العصر الحديث؟ فهل هم مسلم فحسب؟ أو بنغالي فقط لا يتسم بسيمة الإسلامية؟ أم مسلم وبنغالي معا؟ شبابنا اليوم منحرفون عن قيم الإسلامي فبدأ يبتعد عن تعاليم الإسلام يوما بعد يوم، فمظاهر الحياة أصبح يختلف عن تشريع الإسلامي ، وذلك لمنهج الدراسي في هذا البلاد .
فالمنهج لا تقوم على قيم إسلامي أو التربية الإسلامية فالكتب الدراسي أو أسس المنهج تعتمد على أفكار علماني أو الحادي ، ولما يتخرج الشاب في هذه الكليات أو الجامعات فلا يضمر إلا اعتقادا علمانيا أو الحاديا، وهذا الشاب له منصب في البرلمان أو في السلطة ثمة يبدأ يحكم بغير تشريع الإسلامي، وهذا من أكبر الخطورة لشعب البنغالي يواجهها في المستقبل القريب، فسلوك الإنسان يذعن لباله في كل تصرفاته ، فإذا ترعرع الغلام على أسس غير إسلامية فمهم حاولت دعاة أو رجال التصوف أن يرشدوه إلى سبيل الهدى فيظل يخالف الإسلام رغم أنه ولد في حض الأم المسلمة .
إنها من الحقيقة لا تغشيها الغشوة أن الاساتذة في الكليات و الجامعات سواء كانت وطنية أو الدولية فكل لا يغرس في قلوب أبناء المسلمين إلا أفكارا تخالف الشريعة الإسلامية .
أما منهج الحياة لشبابنا اليوم أصبح يتبع أفلام الهندية أو مسلسلات الهندية، فكلما تعرض في هذه الأفلام من الفواحش أو الخرفات فأصبح الشباب يتبع بغض النظر، رغم أن الأطفال يترعرعون في الأسرة المسلمة ولكن لا يحمل الثقافة الإسلامية في قلبه إنما يحمل ثقافة الهندوسية أو ما تعرض في الأفلام الهندية فأصبح يتخذ ممثل الهندي قدوة له في شؤون الحياة حتى في معتقداته و مظاهر حياته، لأن أبرز الممثلين في الهند هم أبناء المسلمين غير أنهم لا يحترمون الديانة الإسلامية ولا يعتقدون بالديانة الإسلامية كما هو مطلوب، وكذلك برامج تلفاز في بنغلاديش تتبع ثقافة الهندوسية أو برامج تلفاز الهندية، حيث تعرض على الشاشة ما تعرض في تلفاز الهند، فأصبح المجتمع البنغالي يعتمد دعائمه على ثقافة الهندوسية، فنجد في مجتمعنا أن الأب يتبع منج الرسول في حياته و ولده يتبع منهج الممثل الهندي، وابنته تتبع الممثلة الهندية، فأطرح السؤال أمام القارئ :
إلى أين شبابنا اليوم؟ وما موقف دعاة المسلمين أمام هذه التيارات ؟