اليوم الثاني والعشرون: من يومياتي في شهر رمضان عام 1442هـ
اليوم الثاني والعشرون من رمضان
إن هذا اليوم كان مثل أيام أخرى، فلا فرق بينه وبينها غير أن الحرارة اليوم كانت أشد من الأيام الماضية، فالعرق كان يسيل على جسدي من رغم أن الكهرباء متوفرة، والمروحة مشتغلة، وأنا جالس تحت السقف، والغرفة التي جالس فيها الآن هي عادة تكون باردة في الأيام العادية ولكنها صارت اليوم حارة بسبب شدة الحرارة. وكيف لا تكون حرارة فنحن في شهر مايو، وعادة في هذا الشهر تكون الحرارة.
فالحرارة من ناحية والنوم من ناحية أخرى، فعند ما أنام لا تتركني الحرارة للنوم، فإن لم أنم الصداع لا يفارقني فإلى أين أذهب؟ أخيرا وجدت الحل الوسط، وهو لا بد لي أن أذهب للاستحمام فإنه يخفف الحرارة ويقربني إلى النوم، فذهبت واستحممت ثم رجعت إلى الغرفة، فما إن جئت وجدت نفسي مرتاحة قليلا، فنمت.
بعد مضي ساعتين جاء خالي من القرية، فأيقظني من النوم، وبدأ يحدثني في أمور شتى، ثم سألته عن سبب مجيئه، فأخبرني أن أذنه تؤلمه فجاء ليذهب إلى الطبيب للفحص. فسألته: هل ذهبت إلى الطبيب أم أنك جئت أولا إلى هنا؟ فقال لي: نعم، ذهبت أولا إلى الطبيب وفحصها وكتب لي الأدوية فاشتريتها، ولكني صائم فإن شاء الله بعد الإفطار أتناولها. فدعوت له بالشفاء العاجل، ثم قال لي: أنا ذاهب إلى القرية. فأصررت عليه أنه يفطر معنا ثم يذهب. فأنكر قائلا: إن الخضروات التي اشتريتها للبيت فهي عندي، والأسرة تنتظرها فعندما أذهب ثم تجهز، فلذلك لا بد لي أن أخرج إلى القرية الآن، وإن شاء الله في المرة القادمة أفطر معكم بإذن الله. فقلت له: طيب، ثم ودعته عند الباب فخرج إلى البيت.