نشأة الكتابة

المقال يتحدث عن نشأة الكتابة، وكيفية انسجامها مع الكاتب.

الكتابة المستمرة تنشئ في صاحبه‍ا ملكة تدب دبيبا في أوائل أمره‍ا كحبر ألقي على الأرض ما له من رافع، ثم لا يلبث إلا بره‍ة حتى يرفع رأسه راجيا الرفعة والنجاة من الضعة...

فلم يلبث غير كثير حتى يسلك مساره نحو العلى والقلم، ولأنه لسانه الذي ينطق به، وكبده الذي لا يأوي إلا إليه، وأوردته التي لا تنبثق منها إلا ه‍و، فلا يرضى بالقعود والتثاقل...

وكأنه يخاطب نفسه بشعر:

ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها
إن السفينة لا تجري على اليبس

وبعدما يسمو إلى ذيل القلم، يتنفس نفسات عميقة مطلقا عنانه نحو ممسك القلم وذهنه، ليقطف من خواطره المتبعثرة وخواطره اللامعة وخيالاته المكنونة القيمة الثمينة، لينقله‍ا إلى الحقيقة البادرة والحياة المتواجدة...

فلا يتريث طويلا حتى يفوض نفسه مستسلما متطايرا صوب شوكة القلم عملا بآية "واتوا البيوت من أبوابها" ليلمسها مستأذنا منقادا متشكلا كيفما أراد الكاتب، ويرد حيثما شاء الكاتب إيراده على وجه الصفحة، يسعى أن يحيي بنات أفكاره ذكرى للذاكرين وعظة للمعتبرين وبحرا ذاخرا للباحثين.

أبو محمد نصيرالله المنصور

التدریس والانتظام
أستاذ اللغة والإنشاء بجامعة ابن عباس بكراتشي.
مجموع المواد : 43
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024

التعليقات

يجب أن تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب

يستغرق التسجيل بضع ثوان فقط

سجل حسابا جديدا

تسجيل الدخول

تملك حسابا مسجّلا بالفعل؟

سجل دخولك الآن
المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024