تاريخ اللغة السندية (لغة إقليم السند، باكستان)

ذلك أن اللهجات تتغير حسب المناطق، لكن المعروف بين متجمع الناس هو لهجتان، إحداهما مروجة في منطقة ساحلية، يقال لها "لار" والثانية مروجة في منطقة وسطية، يقال لها "اتر". لا أعني أن اللغة تختلف تماما، وإنما هي تبقى كما هي لكن اللهجة هي التي اختلفت لاختلاف المناطق...

     في النصف الأول من القرن التاسع عشر، عند ما احتل البريطانيون السند، أعلنوا أن اللغة السندية التي قد روجت الثقافة السندية تكون أكثر أثرا من جميع لغات شبه القارة الهندية، والسبب فيما أعلنوا هو أنهم قد وجدوا العلوم الدينية والدنيوية في اللغة السندية أكثر من اللغات الأخرى، علاوة على ذلك أنهم قد أدركوا أن اللغة السندية تصلح أن تكون أكثر مساعدة وفق الظروف في إنشاء مجتمع جديد.

      ولقد تعرضت  اللغة السندية بعدم الاهتمام على المستوى الرسمي والأدبي في بعض الفترات مثل لغات شبه القارة الهندي الأخرى ولقد شعر كل من أراد تطوير هذه اللغة ونموها، وأراد أن يفعل شيئا نافعا للمجتمع من خلال تطويرها وإنتاجها.

     ولقد كتب المحاضر الدكتور اين ميري : أن اللغة السندية على الرغم من قواعدها ومعرفة واسعة من الرأسمالية استهدفت بعدم الاهتمام" إضافة إلى أن اللغات الأخرى المروجة في شبه القارة الهندية لا تهمل للمصالح السياسية كما هي اللغة السندية.

     وهذا هو السبب الوحيد جعل هذه اللغة تستهدف الكراهية الأكثر بالنسبة إلى لغات أخرى، وليس استهداف الكراهية مقصورا على اللغة فحسب، وإنما توسع هذا الاستهداف إلى ناطقي هذه اللغة، حتى كانوا يعتبرون مهملين.

     كما أن مسئولية الحفاظ على الطقوس الأخرى والتقاليد والحضارة والثقافة هي مسئولية اجتماعية، كذلك مسئولية  تنمية اللغة هي أيضا مسئولية اجتماعية. السنسكريتية[1] هي لغة للشعب[2] القديم، ولها فروع كثيرة،  أصله من شرق أوروبا، وله عدة فروع، واللغة المستخدمة قديما قبل سيطرة شعب آرية تسمى باكريت، و ولغة آرية كانت تسمى السنسكريتية.

يقول بعض الخبراء اللغويين : إن اللغة السندية هي لغة غنية، وكانت فرعا من فروع اللغة السنسكريتية، ثم أصبحت لغة مستقلة بعد مرورها على مراحل التطورات.

     على الرغم من أن إقليم السند أصبح جزءا صغيرا إلا أن حدوده كان في الماضي أكثر اتساعا من الأرض، وكانت في أقاليم أخرى قديما الثقافة السندية وحضارتها ولغتها، لكن اليوم حدث العديد من التغييرات في اللغة والثقافة والحضارة.

حسب الإحصائيات كان عدد الناطقين باللغة السندية في منقطة قلات من إقليم بلوشستان حوالي 25 في المائة، وشعبها يحبون إقليم السند، ومعظمها يتحدثون باللغة السندية، بل لو قلت: إن أكثر سكان بلوشستان يفهمون اللغة السندية فلست مبالغا فيما قلت.

     فلما نتحدث عن اللهجات في اللغة السندية فهنالك عدة لهجات، وذلك أن اللهجات تتغير حسب المناطق، لكن المعروف بين متجمع الناس هو لهجتان، إحداهما مروجة في منطقة ساحلية، يقال لها "لار"  والثانية مروجة في منطقة وسطية، يقال لها "اتر". لا أعني أن اللغة تختلف تماما، وإنما هي تبقى كما هي لكن اللهجة هي التي اختلفت لاختلاف المناطق.

     لا يشك أحدنا بأننا كلنا باكستانيون، لكني بسبب العيش في السند، أدعو نفسي السندية، وأنطق لغة إقليم السند، وهي اللغة السندية، و كما نعلم جميعا أن كل لغة في باكستان هي لغة عظيمة، وبصفة أمة واحدة يجب أن نحاول جميعا تنفيذ التنفيذ العملي لكل لغة إقليمية. ولا نتخلف جميعا أن نتعلم جميع اللغات المروجة في بلدنا الحبيب باكستان.

     أسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ بلدنا من كل مكروه ومن كل شر الحاسدين، وأن يبارك فيه، وأن يجعله آمنا. آمين يا رب العالمين.

 


 

[1] - هي لغة قديمة في الهند وهي لغة طقوسية للهندوسية، والبوذية، والجانية.  

[2] - شعب قديم أصله من شرق أوروبا

أ.د.خليل أحمد


مجموع المواد : 506
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024

التعليقات

يجب أن تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب

يستغرق التسجيل بضع ثوان فقط

سجل حسابا جديدا

تسجيل الدخول

تملك حسابا مسجّلا بالفعل؟

سجل دخولك الآن
المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024