حكيم الإسلام القاري محمد طيب القاسمي: حياته وأعماله

حكيم الإسلام القاري محمد طيب القاسمي: حياته وأعماله

(1315 - 1403هـ = 1897 - 1983م)[1]

 

الكاتب : أبو العائض مجاهد صغير أحمد چودهوري[2]

 

العالم النحرير والخطيب المصقع والكاتب الرشيق والقائد السياسي البارز والمفكر الإسلامي، أحد كبار العلماء المشهورين في الهند ومن سادات جماعة علماء ديوبند؛ الذين عرفوا في الأوساط العلمية والشعبية بغزارة العلم وسعة الاطلاع وثقوب الفكر وبعد النظر وبراعة الخطابة ورشاقة الكتابة وقيادة الأمة من الناحية الدينة والسياسية، وهو الذي ريّ العلوم والآداب والفنون في منطقته، ورأس الجامعة الإسلامية دار العلوم ديوبند – الهند لمدة أكثر خمسين سنة، وكان رئيس هيئة الأحوال الشخصية الإسلامية لعموم الهند، واشترك في تأسيس وافتتاح ورئاسة وعضوية العشرات من المجالس والجميعات والجماعات والمدارس والمراكز الإسلامية والدينية والتعليمية والاجتماعية والسياسية التي أنشئت في الهند لمصلحة الدعوة واستخدام طاقات الشباب لخدمة الإسلام والمسلمين، وإن خدماته جليلة إلىٰ حد لا ينساها مؤرخ إسلامي في الهند أو في غيرها من البلاد، وفيما يلي لمحة عن سيرته ودراسة موجزة لأعماله ومآثره القيمة.(3)

 

المبحث الأول: أسرته ومزاياها وبعض مشاهيرها

 

المطلب الأوّل: أسرته ومزاياها

ظلت أسرة الشيخ العلامة القاري محمد طيب القاسمي منذ قرنين علىٰ رأس الدور والبيوتات التي اشتهرت بالحفاظ علىٰ سفينة الأمة المتلجلجة في طوفان الحوادث والفتن وقيادتها بسلام إلىٰ بر الأمان والسنة، ولعلماء أسرته مواقف مشهودة حاسمة مسجلة بالحروف الذهبية في التاريخ الإسلامي الهندي.

 فجده هو الإمام الجليل، العالم الموسوعي، المتكلم الأصولي، المصلح الكبير، البطل المجاهد، الشيخ حجة الإسلام محمد قاسم النانوتوي (المتوفىٰ 1297هـ)، الّذي كان رئيس الطائفة المؤمنة والكتيبة الربّانية التي أسّسَت جامعة دار العلوم ديوبند الشهيرة، كان رائد نهضة التعليم الديني في القارة الهندية وقائد حركة التحرير والثورة على الاحتلال الإنجليزي في الهند، إنه بذل نفسه ونفيسه في هذين الأمرين الجليلين، ثم بذل قصارىٰ جهوده الجبارة للدفاع عن الإسلام والمسلمين الذين كانوا قد عانوا من اعتراضات وشبه من قبل اليهود والنصارىٰ، وسعد بوقف حياته علىٰ نشر العقيدة الصحيحة والذَّوْب عن لجِيْنها غبار البدع والخرافات الجاهلية.(4)

وأبوه العالم الورع التقي النقي فخر الإسلام، القاضي، الشيخ الحافظ محمد أحمد بن الإمام محمد قاسم النانوتوي (المتوفىٰ 1347هـ)، الذي رأس جامعة دار العلوم ديوبند مدة أربعين عامًا في الفترة ما بين 1313 و1347هـ، وكان رئيس القضاة في المحكمة العالية بدولة دكن – الهند.(5)

فهي أسرة عريقة في المجد والشرف وعائلة صديقية ينتهي نسبها إلىٰ سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه - خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم -، فقد نزح جدهم الأعلى الشيخ محمد هاشم الصديقي إلى الهند من مدينة بَلَخ في عهد الإمبراطور المغولي محمد شَاه جَهَان (المتوفىٰ: 1076هـ)، ونزل بـ «نَانُوْتَه»(6)، وأقام بها، وولد في جيله الثامن الإمام محمد قاسم النانوتوي، ينتهي نسبه باثنتين وأربعين واسطة إلى الفقيه الحافظ القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق المدني (المتوفىٰ: 107هـ)، وإلىٰ هذه العائلة ترجع إقطاعة قرية «نَانُوْتَه» من الإمبراطور المغولي محمد شَاهِ جَهَان الذي كانت الإقطاعية سائدة في عصره.(7)

 

المطلب الثاني: بعض مشاهيرها

إن هذه الأسرة لها دور قيادي في الحركة الدينية والعلمية في شبه القارة الهندية، فقد أنجبت أعلامًا ورجالًا، تفتخر بهم الأمة الإسلامية عن جدار، ومن هؤلاء الأعلام:

الشيخ مملوك العلي النانوتوي (المتوفىٰ 1265هـ):

هو العالم الكبير، المعلّم الأكبر، والعامل الأقوىٰ، وراء قيام النهضة العلمية التعليمية، أستاذ الكل، الشيخ مولانا مملوك العلي بن أحمد علي بن الحكيم غلام أشرف بن الحكيم عبد الله بن أبي الفتح بن محمد المفتي بن عبد السميع بن محمد هاشم الصديقي، أحد أساتذة المشهورين ومرجع طلبة العلم، رئيس هيئة التدريس بمدرسة دهلي (كلية دهلي)، وأمين عام بالمدرسة العالية (كولكاتا)، أستاذ الإمام محمد قاسم النانوتوي وأستاذ الكثير من أعلام القرن التاسع عشر في الهند.(8)

الشيخ محمد يعقوب النانوتوي (المتوفىٰ 1302هـ):

هو العالم الكبير، المحدث، الشيخ مولانا محمد يعقوب بن الشيخ مملوك العلي النانوتوي الصديقي، أحد الأساتذة المشهورين في الهند، رئيس هيئة التدريس الأول بجامعة دار العلوم ديوبند، كان كبيرًا في العلم والإفادة والتدريس والصلاح والتقوىٰ وتخريج كبار العلماء والدعاة مثل والده.(9)

الشيخ محمد مظهر النانوتوي (المتوفىٰ 1283هـ):

هو العالم المحدث، الشيخ مولانا محمد مظهر بن الحافظ لطف علي بن الحافظ محمد حسن بن الحكيم غلام أشرف بن الحكيم عبد الله بن أبي الفتح بن محمد المفتي بن عبد السميع بن محمد هاشم الصديقي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث، أفنىٰ قواه في تدريس الكتاب والسنة ونشر العلوم والفنون بالجامعة مظاهر العلوم سهارنبور – إحدى الجامعات العريقة في الهند.(10)

الشيخ محمد أحسن النانوتوي (المتوفىٰ 1283هـ):

العالم الفقيه، الشيخ مولانا محمد أحسن بن الحافظ لطف علي بن الحافظ محمد حسن النانوتوي الصديقي، أحد الفقهاء المشهورين، صاحب المؤلفات العلمية والأدبية القيمة؛ له «مذاق العارفين» ترجمة إحياء علوم الدين، و«أحسن المسائل» ترجمة كنز الدقائق، و«تكملة غاية الأوار»، و«ترجمة الدر المختار»، و«أحسن البضاعة في مسائل الرضاعة»، وغير ذلك.(11)

الشيخ محمد منير النانوتوي (المتوفىٰ نحو 1321هـ):

هو الشيخ مولانا محمد منير بن الحافظ لطف علي بن الحافظ محمد حسن النانوتوي الصديقي، أحد قواد حركة التحرير ضد الاستعمار الإنجليزي، ورئيس الجامعة دار العلوم ديوبند،  له «سراج السالكين» ترجمة منهاج العابدين، و«الفوائد الغربية».

الشيخ محمد سالم القاسمي حفظه الله:

هو العالم القائد الحسيب النسيب، خطيب الإسلام، الشيخ مولانا محمد سالم بن القاري محمد طيب بن الحافظ محمد أحمد بن الإمام محمد قاسم النانوتوي، رئيس الجامعة الإسلامية دار العلوم وقف ديوبند، ونائب رئيس هيئة الأحوال الشخصية الإسلامية لعموم الهند، والمشرف علىٰ عدد من الجامعات الكبرىٰ في شبه القارة الهندية.(12)

فهم يُعتبَرون من أبرز رجال هذه الأسرة، ومن أبرز علماء هذه الأسرة كذلك أولاد وأحفاد الإمام حجة الإسلام محمد قاسم النانوتوي الذين لهم خدمات جليلة سواء أكانت في مجال العلم أو التدريس، أو في مجال الدعوة إلى الله.

المبحث الثاني: سيرته الذاتية

المطلب الأول: اسمه ونسبه ونسته ولقبه

1 - اسمه

سُمّي الشيخ باسمَين، أولهما سمَّاه تلميذ جده الشيخ عبد الغني البهلاودي (المتوفىٰ: 1352هـ) بـ «خورشيد قاسم»، والثاني سمَّاه أهل عشيرته بـ «محمد طيب»(13)، وفي قيل: اسمه تاريخًا «مظفر الدين»(14).

2 –نسبه

شجرة نسبه هكذا: محمد طيب بن الحافظ محمد أحمد بن الإمام محمد قاسم بن الشيخ أسد علي بن الشيخ غلام بَخْش بن الشيخ محمد بَخْش بن الشيخ علاء الدين بن الشيخ أبي الفتح بن الشيخ محمد المفتي بن الشيخ عبد السميع بن الشيخ مولانا محمد هاشم الصديقي بلخي الأصل النانوتوي(15)، فيتصل نسبه بأمير المؤمنين سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه بست وأربعين واسطة.

3 – نسبته

يعرف الشيخ بـ «القَاسِميّ» نسبةً إلىٰ جده الإمام محمد قاسم النانوتوي، فمعظم من يسمَّىٰ نفسه بـ «القَاسِميّ» إما يمتني إلىٰ هذه الإسرة أو تخرّج من جامعة دار العلوم ديوبند، فيُنسَب إلىٰ رئيس الطائفة.

وأيضًا يعرف الشيخ: بـ «الدِّيوَبَنْدِيّ» نسبةً إلىٰ دِيْوَبَنْد(16)، وهذه النسبة إلىٰ موطنه، فإن عند ما تولّىٰ جده الإمام محمد قاسم النانوتوي زمام مسئولية جامعة دار العلوم بديوبند ارتحل إليها، ثم آبائه سكنوها(17)، ويقال «الدِّيوَبَنْدِيّ» لمن ينتسب إلىٰ مسلك علماء دار العلوم ديوبند أيضًا، وكان يقول المفتي محمد شفيع العثماني الديوبندي (المتوفىٰ: 1396هـ): «أنا ديوبندي بثلاث وجوه: ولدتُ في ديوبند وهو وطني، وقرأت في جامعة ديوبند، وأنتسب إلىٰ مسلك ديوبند».(18)

4 – لقبه

اشتهر الشيخ بلقب «حكيم الإسلام»(19) في بلاد شبه القارة الهندية، والشيخ محمد عاشق إلٰهي البَرَني المُظَاهِري (المتوفىٰ: 1422هـ) ذكره بلقب «تاج الخطباء» أيضًا، وذلك لنبوغه في الخطابة، وكانت خطابته مملوء بالحكم الطريفة والمواعظ الحسنة والنكت البديعة(20).

 

المطلب الثاني: مولده ونشأته العلمية

الأول: مولده

وُلِدَ الشيخ في ذلك البيت العلمي والوسط الديني في محرم سنة 1315هـ (الموافق مايو 1897م)، وذلك في مدينة «ديوبند» بمديرية «سَهَارَنْبُوْر»(21)، بولاية «أترَا برَادِيْش» (Uttarpradesh) بالهند.(22)

الثاني: نشأته العلمية

1 – قراءة بسم الله

كان مولد الشيخ سببًا لدعاء أحد المشايخ المستجابة دعوتهم وهو الذي قد نبّأ عن كونه ولدًا ذكرًا وحافظًا للقرآن ومقريًا ومقتدى للناس وعالمًا كبيرًا وحاجًّا لبيت الله الحرام، فالتحق بجامعة دار العلوم ديوبند وهو ابن سبع سنين، وبدأ يتعلّم بيد الشيخ ذو الفقار علي الديوبندي (المتوفىٰ: 1322هـ)(23) في مجلس تمّ عقده في سنة 1322هـ، وحضره معه شيخ الهند محمود الحسن الديوبندي (المتوفىٰ: 1339هـ) والشيخ فضل الرحمٰن العثماني الديوبندي (المتوفىٰ: 1335هـ)(24)، والمفتي عزيز الرحمٰن العثماني الديوبندي (المتوفىٰ: 1347هـ)، والشيخ حبيب الرحمٰن العثماني الديوبندي (المتوفىٰ: 1348هـ) رحمهم الله؛ جميعهم دعوا الله لكونه عالمًا كبيرًا وتقيًا صالحًا.

2 –تحفيظ القرآن الكريم

بدأ الشيخ دراسته بتحفيظ القرآن الكريم وتلاوته وتجويده عند الشيخ الحافظ المقرئ عبد الوحيد خان الإلٰه آبادي (المتوفىٰ: 1326هـ)، الذي دُعي من  إلٰه آباد(25)، وأقام في بيته معلّمًا إياه، فحفظ الشيخُ القرآنَ الكريم تجويدًا وإتقانًا مع جملة المبادئ  في عمر يتجاوز اثني عشر عامًا في سنة 1326هـ، وذلك في مدة سنتين، كان قد وهبه الله صوتًا جهوريًا مع لحنه الخاص الذي أجبر الشيخ حكيم الأمة أشرف علي التهانوي (المتوفىٰ: 1362هـ) علىٰ أن يقدّمه ليصلّي بالناس وهو حاضر يقتدي به.

3 – دراسة اللغة الفارسية

بعد ما أتم تحفيظ القرآن الكريم بدأ يتعلم اللغة الفارسية عند الشيخ محمد يسن العثماني الديوبندي (المتوفىٰ: 1335هـ)(26) وهو كان بارعًا في اللغة الفارسية، ولذلك فقد تضلع عنده من هذه اللغة كما تعلم عليه بعض الكتب في تجويد القرآن الكريم والرياضيات والفن الأخير، وبفضل الله قد حصل له المعرفة التامة بالفارسية، فجعل يقول الشعر كما انطلق يكتب بها، فلما زار أفغانستان علىٰ دعوة مَلكها ألقى الخطب بهذه اللغة كما تحدث معهم فيها، فتأثر أدباء أفغانستان وشعراؤها بعلمه الفائق باللغة الفارسية.(27)

4 – الدراسات العليا

بعد ما أتم دراسة اللغة الفارسية ارتقىٰ في الدراسات العليا في سنة 1330هـ، فأكمل بها دراسة أمهات الكتب في التفسير والحديث والفقه وأصوله وغيرها في مدة ثمان سنوات، وذلك علىٰ الأساتذة البارعين في الهند، فتخرّج من جامعة دار العلوم ديوبند عالمًا متضلّعًا في سنة 1337هـ وهو ابن نحو 22 سنة فقط، وجعل يفيد الناس من علمه الجم وعمله الصالح(28).

الثالث: شيوخه

وكان من بين الشيوخ الأجلاء الّذين قرأ عليهم في جامعة دار العلوم ديوبند:

الشيخ محمود الحسن الديوبندي (المتوفىٰ: 1339هـ):

هو العلامة، المحدث، المجاهد الكبير، الشيخ محمود الحسن بن ذو الفقار علي الديوبندي المعروف بـ «شيخ الهند»، مؤسس «حركة الرسائل الحريرية» المعروفة جدًّا في تاريخ تحرير الهند من مخالب الاستعمار البريطاني.(29)

الشيخ خليل أحمد السَّهَارَنْبُوري (المتوفىٰ: 1346هـ):

هو العلامة، المحدث، الفقيه، الشيخ خليل أحمد بن مجيد علي السَّهَارَنْبُوري الأنبيتهوي الأنصاري المَدَني، أحد العلماء الصالحين وكبار الفقهاء والمحدثين.(30)

الشيخ عزيز الرحمٰن العثماني (المتوفىٰ: 1347هـ)(31):

هو العلامة، المفتي الأعظم، الشيخ عزيز الرحمٰن بن فضل الرحمٰن العثماني الديوبندي، أحد كبار علماء الأحناف في الهند، المفتي الأكبر بجامعة دار العلو ديوبند.(32)

الشيخ حبيب الرحمٰن العثماني (المتوفىٰ: 1348هـ):

هو العلامة، الفقيه، المحدث، الأديب، الشيخ حبيب الرحمٰن بن فضل الرحمٰن العثماني الديوبندي، الرئيس الأسبق لجامعة دار العلوم ديوبند.(33)

الشيخ محمد أنور شاه الكشميري (المتوفىٰ: 1352هـ):

هو العلامة، الفقيه المجتهد، المحدّث الكبير، الشيخ السيد محمد أنور شاه بن معظم شاه الحسيني، أحد علماء الحديث الأجلاء وكبار الفقهاء الأحناف.[34]

الشيخ شبير أحمد العثماني (المتوفىٰ: 1369هـ):

هو العلامة، المحدث، شيخ الإسلام شبير أحمد بن فضل الرحمٰن العثماني الديوبندي، أحد الخطباء المصاقع والأدباء المترسلين المبرزين باللغة الأردية.(35)

الشيخ محمد أصغر حسين الديوبندي (المتوفىٰ: 1364هـ):

هو العلامة، الفقيه، المحدث، العارف، الشيخ السيد ميان محمد أصغر حسين بن السيد محمود الحسن الديوبندي، من أبرز أساتذة جامعة دار العلوم ديوبند.(36)

الشيخ إعزاز علي الأَمْرُوهوي (المتوفىٰ 1374هـ):

هوالعلامة، الفقيه، الأديب، الزاهد الشيخ إعزاز علي بن محمد مزاج علي الديوبندي الأمروهي البريلي، شيخ الأدب والفقه بجامعة دار العلوم ديوبند.(37)

الشيخ محمد إبراهيم البَلْيَاوي ( المتوفىٰ: 1387هـ).

هو العلامة، الفقيه، المحدث شيخ المعقولات والمنقولات محمد إبراهيم البلياوي، رئيس هيئة التدريس بجامعة دار العلوم ديوبند.(38)(39)

 

المطلب الثالث: مبيايعته في السلوك

تخرّج الشيخ في التزكية والإحسان على العلامة شيخ الهند محمود الحسن الديوبندي (المتوفىٰ: 1339هـ)، الذي قد رجع إلى الوطن من مالتا، ولكن من سوء الحظ أنه لم يوفّق حياة طويلة بعدها إذ فاجأه الموت بعد ما قضىٰ مدة ستة أشهر فقط، فبقي القاري محمد طيب القاسمي محرومًا من تشرفه بالحصول التام على هذه الطريقة الروحية التي قد بدأها منذ قريب.

ثم تخرج الشيخ على العلّامة أنور شاه الكَشْمِيري (المتوفىٰ: 1352هـ)، ولكنه لم يسنح له الفرصة الكاملة لقطع هذا الوادي إذ شدّ الشيخ أنور شاه الكشميري رحاله إلىٰ دهابيل(40)، فبقي القاري محمد طيب القاسمي غير تام في هذا المجال مرة أخرىٰ.

بينما كان الشيخ في البحث عن مرشد روحي كامل إذ توقف نظره على العلامة الكبير حكيم الأمة أشرف علي التهانوي (المتوفىٰ 1362هـ) بالبيعة، ثم بالخلافة، فجعل القاري محمد طيب القاسمي يصلح الناس وينوّر قلوبهم بالبركات الربانية.(41)

 

المبحث الثالث: خدماته الجليلة في ألوان المجالات

 

المطلب الأول: في مجال التدريس ومزاياه في ذلك

1- تعيينه كمدرّس

 وبعد أن فرغ عن تحصيل العلوم المتنوعة عيّن الشيخ مدرسًا في جامعة دار العلوم ديوبند في سنة 1343هـ، فجعل يعلّم الطلبة الكتب البدائية، كما علّم غيرهما من الكتب الأخرى البدائية، وهذه هي من عادة المدارس الإسلامية أن الأساتذة الجدد يعطون الفصول البدائية للتدريس لكي ينالوا التجربة، ثم بعد مدة غير مديدة جعل يدرّس الكتب الأخرى العليا مثل «مشكاة المصابيح» حتىٰ درّس «صحيح البخاري» عند ما توفي الشيخ السيد فخر الدين أحمد الحسيني المرادآبادي (المتوفىٰ: 1392هـ)(42).

 2- حدة ذهنه وسَعَة علمه

 وبما أنه قد أعطي ذهنًا حادًا، ثم أكثر دراسة الكتب العلمية من الأمهات والمصادر لا سيما الكتب التي تثير في الدراس قوة التفكير وتهدي إلىٰ سبل استخراج الأسرار، فقد بلغ ذهنه ما لم يبلغه غيره من العلماء والفضلاء، وأعطىٰ طلبة العلوم وعلماء الفنون ما لم يجدوه من غيره من مثل الكتب في علوم القرآن والحديث والفقه والعلوم الجديدة.

 كان يدرّس الأحاديث مثل أئمة الحديث، فقد شهد من شهد تدريسه وبراعته فيه بمناسبة تدريس ختم «صحيح البخاري»، إنه بدأه من حديثه الأول ثم استمر واستمر، حتىٰ بلغ نهايته مشيرًا إلىٰ نظم الأبواب فيما بينها، فكأن الكتاب كله منظم بعضه من بعض بنظم شديد بيحث يبطل المراد ويفسد الهدف إذا حرفنا الأحاديث أو بدّلنا مواضعها، وهذا كله من جهود أستاذه العلامة أنور شاه الكشميري (المتوفىٰ: 1352هـ).

 3- أهم مزايا تدريسه

 مما يتميز به الشيخ في مجال التدريس مُجمَله كما يلي:

  • كان يسهّل العلوم والفنون للطلبة فما كانوا يواجهون أي صعوبة في فهم الدرس واستخدامها وتطبيق الأصول في حياتهم اليومية.
  •  وكذلك لم تكن تنال محاضرته من عزة العلماء ولا من كرم الأئمة، فكان يعظّمهم كثيرًا كما كان يبجّلهم تكريمًا.
  •  كان يسأل الطلبة أن ينتقدوا آرائه كما كان يطلب منهم أن يطالعوا، ثم أن يسألوا عما صعب وأشكل عليهم من الأمور والقضايا العلمية، فكانت الطلبة أحرارًا في التعلم والتكلم.(43)

المطلب الثاني: رئاستة جامعة دار العلوم ديوبند

عيّن الشيخ مساعدًا لرئيس الجامعة والده الكريم الشيخ الحافظ محمد أحمد القاسمي (المتوفىٰ: 1347هـ) بعد ما أصابه المرض، ثم ناب مناب الشيخ حبيب الرحمٰن العثماني (المتوفىٰ: 1348هـ) الذي كان رئيس الجامعة بعد وفاة الشيخ الحافظ محمد أحمد القاسمي، فكان الشيخ يدّرس ويساعد في أمور الجامعة إلىٰ أن توفي الشيخ حبيب الرحمٰن العثماني، وبعد وفاته جعلته الهيئة منصب الرئيس للجامعة، وكان ذلك في سنة 1348هـ، فقام برئاسة جامعة دار العلوم ديوبند لمدة أكثر من خمسين سنة حتىٰ 1400هـ.(44)

 أدى الشيخ خلال هذه المدة الطويلة خدمات جليلة لمصالح الجامعة وأنشئت في عهده العديد من الأقسام العلمية والتعليمية(45)، فزاد من قدر الجامعة وشعبيتها على الصعيد العالمي، وفي هذا العهد الميمون برزت الجامعة كأكبر جامعة إسلامية أهلية علىٰ وجه الأرض، وبلغت بجهوده المتواصلة إلىٰ ذراها واشتهرت في الآفاق(46)، وهب العلماء الكبار يتوافدون إلى الجامعة يسجلون انطباعاتهم القوية تجاه الجامعة، وشهدت الجامعة تطورات علمية وإنجازات بنائية هائلة، فأدخلت تحسينات موسعة في المباني القديمة، وتم بناء عدد من المساجد والمباني الجميلة الرائقة، والبوابات الرشيقة وقاعة الحديث والفصول الدراسية بشكل سار مرموق(47).

 وتحت رئاسة الشيخ ذاته نظمت الجامعة المهرجان المئوي المنقطع النظير في تاريخ المهرجانات الجامعية في شبه القارة الهندية، وذلك في سنة 1400هـ، الذي شارك فيه سفراء وممثلو الدول الإسلامية وأعلام الأمة من مختلف أنحاء العالم بالإضافة إلىٰ تجمع إنساني حاشد يندر تكراره.(48)

المطلب الثالث: نبوغه في الخطابة

 كان الشيخ خطيبًا ذلق اللسان قوي العارضة، شديد البرهان، كان يتحدث باستمرار ساعات طويلة كسحابة ممطرة لا تمل ولا تنقطع، حتىٰ قيل: إن شبه القارة النهدية ما أنجب في آخر العصور أخطب وأفصح من العلامة القاري محمد طيب القاسمي، وقال الشيخ محمد عاشق إلٰهي البَرَني المُظَاهِري (المتوفىٰ: 1422هـ): «وكان خطيبًا مصقعًا يخطب ساعات لا يمل ولا يكل بحسن الخطاب وأعذب البيان كما كان السامعون لا يسأمون مهما خطب وأطال، وكلما دخل في مصر أو قرية كان الناس يسرعون إليه ليستمعوا خطباته ويجتمعون في حفلاته»(49).

 وكانت معظم خطاباته تدور حول غرس الحقائق الأصيلة للإسلام في قلوب الجماهير، وذلك انطلاقًا من أسوة مشايخه الّذين ظلّوا يحاربون الاستعمار الإنجليزيّ بكافة الأسلحة، ثم ظلّوا في طليعة المحاربين للفرق الضالّة والطوائف المنحرفة، بما فيها القاديانية، والبريلوية، والحركات المستهدفة للإسلام من قبل الإحيائية الهندوسيّة والتبشير المسيحيّ.

 أما بالنسبة للقاديانية فقد شارك مع مشايخه وزملائه في كثير من المناظرات والمقاومات، كما كتب وخطب طويلًا في هذا الموضوع، وبالنسبة للبريلويّة فقد كان لسانًا ناطقًا ضدها بكثير من خطاباته البارعة البارقة، والتي قلّما بقيت مدينة أو قرية في شبه القارة الهندية لم تستمع لها.

 والعالم المُقرِئ الشيخ مولانا محمد إدريس الهوشياربوري جمع ورتب ما ألقى العلامة محمد طيب القاسمي من الخطبات المتنوعة المواضيع في مختلف المناسبات، وسماها بـ «خطبات حكيم الإسلام»، ونشرتها دار الكتاب بديوبند - الهند في تسع مجلدات ضخمة تشمل ٣٧٦٧ صفحة.

المطلب الرابع: مؤهلات القيادة الرشيدة

 كان الشيخ قائدًا سياسيًا بارزًا، له مشاركة فعالة في الحركات السياسية، في الثمانينات من القرن الميلاديّ ولا سيما عام 1972م قامت محاولات للتدخّل في قانون الأحوال الشخصيّة لمسلمي الهند بشدةٍ غير عادية، وقيل: إن الشرائع الإسلامية عادت لا تفي بمطالب العصر.

فأسس هيئة الأحوال الشخصية الإسلامية لعموم الهند، وهي رصيف سياسي مركزي للمسلمين في الهند، يجمع بين الانتماءات والمذهب الإسلامية المختلفة بما فيها أهل السنّة والشيعة والديوبنديّة والبريلويّة وأهل الحديث والجماعة الإسلامية وكل من الطّوائف التي تنتمي إلى الإسلام.

 ولها مواقف مشكورة في خدمة الإسلام والمسلمين، فانساقت إليه مناصب متنوعة ولا سيّما منصب الرئاسة والإشراف العامّ علىٰ عدد من المؤسسات والهيئات الإسلامية التي تضمّ مختلف القطاعات الدينية والمذاهب الفكرية والمراكز والجماعات والمنظمات الإسلامية.(50)

المطلب الخامس: التأليف والتصنيف

 1- مهارته في التأليف:

 كان الشيخ مؤلفًا محنكًا كما كان عالمًا ربّانيًا، وكانت له يد قوية بارعة في مجال التأليف، ولكن بسبب أشغاله الإدارية والتدريسية الكثيفة المتسلسلة لم يجد للتأليف إلا وقتًا قليلًا، مع ذلك قد قام بتأليف عدد غير قليل، من الكتب المهمة عن العلوم الدينية والقضايا المعاصرة.

 لقد ترك الشيخ تراثًا علميًا غريز المادة، عظيم النفع، متنوع العطاء، وإن كان أكثرها في صورة رسائل صغيرة الحجم، ولغة تأليفه كانت لغته الأصيلة الأردية، فمعظم ما ألف في هذه اللغة.(51)

 2- عدد مؤلفاته:

 لقد بلغ عدد مؤلفات الشيخ مائة وأكثر، وقال الشيخ محمد عاشق إلٰهي البَرَني المُظَاهِري (المتوفىٰ: 1422هـ): «وله تأليفات يزيد عددها علىٰ مائة وعشرين كتابًا»(52)، وقال الدكتور المفتي مولانا مشتاق أحمد التَّجَارُوِي: «في هذه الحالة من الترحال في الآفاق قام الشيخ محمد طيب بتأليف مائة كتاب ما بين صغير وكبير، يحتوي بعضها علىٰ لم يقدر علىٰ معالجتها إلا الشيخ رحمه الله»(53).

 3- أسلوب تأليفه:

 يقول الشيخ مولانا نظام الدين أسير الأدروي البنارسي عن أسلوب تأليفه وقيمة مؤلفاته: «كان لسانه ينشر أزهار الألفاظ والمعاني، وكان كلامه مملوءًا بالروعة والغيرة مع السجع المناسب، وكان قد وفّق أسلوبًا علميًا خاصًا كما حصلت له سعة المعرفة أقرأ كتاباته تجد فيها شوبًا من الفكرة ودررًا من الحكمة ولآلي الوعي الديني، وزاد علىٰ ذلك سلاسة البيان ورواء الأدب»(54).

 4- موهبته الشعرية:

 كان الشيخ إلىٰ ذلك شاعرًا مجيدًا، كما أنه له ديوان شعر مطبوعًا باللغة الأردية، يدل علىٰ ذوقة الأدبي الرفيع وامتلاكه لناصية البيان(55)، وكذا ألّف «آنکھ کی کہانی» (قصة العيون) يحتوي علىٰ قصيدتين طويلين، أشعاره قريب من سبع مائة، و«ارمغانِ دار العلوم دیوبند» (تحفة دار العلوم)، و«جنون شباب» (جنون الشباب) مجموع كلامه المنظوم، «جزباتِ الم» (من عواطف الألم)(56)، و«عرفانِ عارف» (عرفان العارفين) مجموع كلامه العربي والفارسي(57)، و«مشاہیر امت» (مشاهير الأمة) يعني نونية الآحاد (بالعربية) مع ترجمته الأردية وشرحه(58).

 5- من مآثره العلمية:

 فمن مآثره العلمية الهائلة كتبه القيمة التي تجمع بين العلم والعقل، والأصالة والمعاصرة، وفيما يلي ذكر لبعض منها:

 أ- العقائد والردود: (1) «حاشية عقيدة الطحاوي» الكتاب الذي بين يديك، (2) «تعلیمات اسلام اور مسیحی اقوام» (التعاليم الإسلامية والأقوام المسيحية)(59)، (3) «علم غيب» (مسألة علم الغيب)(60)، (4) «كلمۂ طیبہ كی حقیقت» (حقيقة الكلمة الطيبة)(61)، (5) «مسئلۂ تقدير» (مسألة القضاء والقدر)(62)، (6) «ميلاد النبی ﷺ کی حقيقت» (حقيقة ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم).

 ب- الكتب التي تخُصُّ بالقرآن الكريم: (1) «نظریۂ دو قرآن پر ایک نظر» (الردّ علىٰ نظرية قرآنين) وهو الردّ علىٰ الدكتور غلام الجيلاني بَرَق كتابه «دوؔ قرآن» (قرآنين)(63)، (2) «سورہ فیل میں پرویزی تحریف» المسمىٰ بـ «تفسير سورة الفيل» وهو الرد علىٰ تحريف غلام أحمد بَرْوِيز(64) في سورة الفيل، (3) «سیرت قرآنی» (السيرة القرآنية)، (4) «فہم قرآن اور تعلیم مذہب کےدو بنیادی اصول» (الأصلان الأساسيان لفهم القرآن وتعليم المذهب)، (5) «قرآنی دعوت کے ستر اصول» (الأصول السبعين للدعوة القرآنية)، (28) «دینی دعوت کی قرآنی اصول» (الأصول القرآنية في الدعوة الدينية).

 ج- الكتب التي تخُصُّ بالأحاديث النبوية: (1) «حجيت حديث» (حجية الحديث)، (2) «حدیث رسول کا قرآنی معیار» (مقياس القرآن لأحاديث الرسول)(65).

 د- البحث والمسائل والفتاوىٰ: (1) «تصویر اسلام کی آئینہ میں» (الصورة في ضوء الإسلام)،(2) «دار العلوم کے ایک فتوے کی حقیقت» (حقيقة فتوىٰ واحدة من دار العلوم ديوبند)(66)، (3) «ڈاڑھی کی شرعی حیثیت» (اللحية في الإسلام)(67)، (4) «اسلام اور فرقہ واریت» (الطائفية كما يراه الإسلام)، (5) «شرعی پردہ» (الحجاب الشرعي)(68)، «قول فیصل» (القول الفيصل)(69)، (6) «اجتہاد اور تقلید» (الاجتهاد والتقليد)(70)، (7) «اسرائیل: قران سنّت کی روشنی میں»  (بنو إسرائيل كما يراهم الكتاب والسنة)(71)، (8) «نظریۂ دو فرقوں پر ایک نظر» (الرد علىٰ نظرية الطائفتين).

 ه- السيرة النبوية الشريفة: (1) «آفتاب نبوت» (شمس النبوة)(72)، (2) «سيرة خاتم الأنبياء»، (3) «شان رسالت» (عظمة الرسالة)(73)، (4) «خاتم النبيين»(74).

 و- التراجم: (1) «الكلم الطيب» في الأحداث المتنوعة للإمام محمد قاسم النانتوي، (2) «پچاس مثالیں شخصیات» (خمسون من الشخصيات النموذجية)(75)، (3) «کلمات طیبات» (الكلمات الطيبات) في أحوال مشايخ ديوبند وسيرهم.

 ز- التاريخ: (1) «تاريخ دار العلوم ديوبند»(76)، (2) «دار العلوم کی سو سالہ زندگی» (مئة سنة علىٰ نشأة دار العلوم)، (2) «شہید کربلا اور یزید» (شهيد كربلاء و يزيد) وهو الردّ علىٰ محمود أحمد العباسي كتابه «خلافت معاویہ ویزید» (خلافة معاوية ويزيد)(77)، (3) «اسلام اور مغربی تہذیب» (الإسلام والحضارة الغربية)، (4) «علمائے دیوبند کا دینی رخ اور مسلکی مزاج» آخر تصنيفاته(78)، (5) «مسلک علمائے دیوبند» (مسلك علماء ديوبند)(79)، (63) «اسباب عروج و زوال اقوام (أسباب عروج القوم وزواله).

 ح- ذكريات الرحلات: (1) «سفرنامہ افغانستان» (ذكريات سفر أفغانستان)(80)، (2) «سفرنامہ برما» (ذكريات سفر بُوْرما)(81)، (3) «سفرنامہ مقامات مقدسہ ومآثر سفر مصر» (ذكريات سفر الأماكن المقدسة ومصر).

 ط- الكتب الإسلامية المتنوعة: (1) «اردو کی شرعی حیثیت» (مكانة اللغة الأردية في الشريعة الإسلامية)، (2) «مسئلۂ زبان اردو ہندوستان میں» (قضية اللغة الأردية في الهند)، (3) «اسلام کا اخلاقی نظام» (المنهج الخلقي للإسلام)(82)، (4) «اسلامى تہذيب وتمدّن» (التشبه في الإسلام)؛ أول تصنيفاته(83)، (5) «اسلامی مساوات» (المساوات الإسلامية)، (6) «اصول دعوت اسلام» (أصول دعوة الإسلام)(84)، (7) «انسانیت کا امتیاز» (من ميزات الإنسانية)(85)، (8) «تعلیمات اسلام اور صحیح اقدام» (التعاليم الإسلامية والخطوة الصحيحة)(86)، (9) «عالم انسانیت کا مکمل قانون» (الدستور التام لعالم الإنسانية)(87)، (10) «فطرى حكومت» (الحكومة الفطرية)، (11) «فلسفۂ نماز» (فلسفة الصلاة)، (12) «فلسفۂ نعمت ومصیبت» (فلسفة النعم والمصايب)(88)، (13) «مقالات طيبہ» (المقالات الطيبية)(89)، (14) «نسب اور اسلام» (النسب كما يراه الإسلام)، (15) «اسلام کے دو امتیازی پہلو» (سمتان ممتازان للإسلام)، (16) «سائنس اور اسلام» (العلوم والإسلام)(90)، (17) «اسلامی آزادی کا مکمل پروگرام» (البرنامج الكامل للحرية الإسلامية)، وغيرها من المؤلفات.

 

المبحث الرابع: رحلاته صفاته وفاته وخلفه

المطلب الأول: رحلاته

 وحج الشيخ مرارًا وسافر مرات وكرات لا تعد ولا تحصىٰ في أرجاء الهند وخارجه، فراح إلىٰ أفغانستان، وبورما، ومصر، والأردن، ولبنان، والأفريقية الجنوبية وغيرها من الممالك.(91)

المطلب الثاني: صفاته

كان الشيخ متصفًا بخصائص جمة وميزات لا تحصىٰ إلا أن بعض الخصائص قد أصبحت جزءًا لا ينفك من شخصيته؛ وهي تواضعه لذاته وحمله وصبره على الأذىٰ وخالص عبوديته وشفقته على الطلبة وتشجيعه للصغار.(92)

المطلب الثالث: وفاته

توفى الشيخ في الساعة الحادية عشرة والدقيقة الخامسة تمامًا من 6 شوال 1403هـ (الموافق 17يوليو 1983م): يوم الأحد عن عمر يناهز 88 عامًا(93)، وصلىٰ عليه جم غفير من العلماء والطلباء وغيرهم، ودفن عند مشائخه في المقبرة القاسمية في ديوبند أطاب الله ثراه وجعل الجنة مثواه.(94)

المطلب الرابع: خلفه

رزق الشيخ أربعة زكور:

  • الشيخ مولانا سالم بن محمد طيب القاسمي حفظه الله، الذي يُعدُّ من كبار العلماء في الهند، ورئيس الجامعة الإسلامية دار العلوم وقف ديوبند.
  •  الشيخ مولانا محمد أسلم بن محمد طيب القاسمي حفظه الله، رئيس هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية دار العلوم وقف ديوبند.
  •  الحافظ محمد عاصم بن محمد طيب القاسمي رحمه الله،
  •  الدكتور محمد أعظم بن محمد طيب القاسمي، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة مسلم عليگره – الهند. (95)

 

______________ 

(1) الدكتور نِزَار أبَاظَة والدكتور محمد ريَاض الـمَالِح: «إتمام الأعلام» (ص 247)، ومحمد خير رمضان: «تتمة الأعلام» (2 / 177)، والدكتور محمد علي جَمّاز: «معجم الأدبا» (5 / 374)، والدكتور يوسف الـمَرعَشْلِي: «نثر الـجواهر والدُّرر» (2 / 2070).

(2) مدير التحرير، مجلة «التوحيد» الشهرية تصدر من الجامعة الإسلامية فتية، شيتاغونغ.

(3) الدكتور يوسف الـمَرعَشْلِي: «نثر الـجواهر والدُّرر» (2 / 2071).

(4) السيد عبد الـحي الـحسني: «نزهة الـخواطر» (7 / 1117)، والسيد أكبر شاه البخاري: «أكابر علماء ديوبند» (ص 21 - 26).

(5) السيد أكبر شاه البخاري: «أكابر علماء ديوبند» (ص 81 - 84)، ومحمد شَكِيب ونَوشَاد القاسمي: «عكسِ أحمد» (ص 47 – 50، 124، 237، 258).

(6) «نَانُوْتَه» (Nanuta) إحدى القرية الـجامعة التابعة لـمديرية سَهَارَنْبُوْر بولاية أُتَّرَابَرَادِيْش– الـهند.

(7) خالد الرحماني: «الإمام محمد قاسم النانوتوي» (ص 6 - 7).

(8) السيد عبد الـحي الـحسني: «نزهة الـخواطر» (7 / 1117).

(9) السيد عبد الـحي الـحسني: «نزهة الـخواطر» (8 / 1403 - 1404)، والدكتور يوسف الـمَرعَشْلِي: «نثر الـجواهر والدُّرر» (2 / 1673 - 1674).

(10) السيد عبد الـحي الـحسني: «نزهة الـخواطر» (8 / 1372 - 1373).

(11) السيد عبد الـحي الـحسني: «نزهة الـخواطر» (8 / 1349 - 1350)، والدكتور يوسف الـمَرعَشْلِي: «نثر الـجواهر والدُّرر» (2 / 1022 - 1023).

(12) مجمع حجة الإسلام: «سيرة موجزة للشيخ محمد سالـم القاسمي» (ص 11).

(13) محمد شكيب وغلام نبي القاسمي: «حياتِ طيب» (1 / 41).

(14) السيدة فاظمة الزهراء الأعظمية: «حكيم الإسلام الـمقرئ محمد طيب الديوبندي»، انظر: مجلة «الدبيل» نصف سنوية (العدد: 1، السنة: 1) (ص 100).

(15) محمد شكيب وغلام نبي القاسمي: «حياتِ طيب» (1 / 41 - 42).

(16) بلدة «دِيْوَبَنْد» (Deoband) بمديرية سَهَارَنْفُور شمالي الـهند، بولاية أترَابَرَادِيش علىٰ 150 كم من دهلي عاصمة الـهند.

(17) السيدة فاظمة الزهراء الأعظمية: «حكيم الإسلام الـمقرئ محمد طيب الديوبندي»، انظر: مجلة «الدبيل» نصف سنوية (يناير – يوليو 2016م) (ص 99 - 100).

(18) محمد عاشق إلٰـهي البرني: «العَناقيد الغالية» (ص 224 - 225).

(19) الدكتور محمد خير رمضان: «معجم الـمؤلفين الـمعاصرين» (2 / 630).

(20) محمد عاشق إلٰـهي البرني: «العَناقيد الغالية» (ص 80).

(21) مديرية «سَهَارَنْفُوْر» (Sharanpur)، وكانت تسمّى في القديم «شَاه هارون فُور» منسوبةً إلىٰ أحد شيوح هذه الـمنطقة، ثم تحول سهارنفور تدريجًا تقع علىٰ مقربة دهلي حاضرة الـهند.

(22) محمد شكيب وغلام نبي القاسمي: «حياتِ طيب» (1 / 41).

(23) هو والدُ الـمجاهد الكبير شيخ الـهند محمود الـحسن الديوبندي (الـمتوفىٰ: 1339هـ).

(24) هو والدُ الـمفتي عزيز الرحمٰن العثماني (الـمتوفىٰ: 1347هـ)، والشيخ حبيب الرحمٰن العثماني (الـمتوفىٰ: 1348هـ)، والشيخ شبير أحمد العثماني (الـمتوفىٰ: 1369هـ) X.

(25) هي اسم فارسي يعني مدينة الله، إحدىٰ مدن ولاية أترَابَرَادِيش التي تقع في شمال الـهند.

(26) هو والدُ العلامة الـمفتي الشيخ محمد شفيع العثماني (الـمتوفىٰ: 1396هـ) – مفتي جمهورية باكستان الأول، وجدّ القاضي الشيخ محمد تقي العثماني حفظه الله.

(27) محمد شكيب وغلام نبي القاسمي: «حياتِ طيب» (1 / 49 – 51، 325).

(28) محمد عاشق إلٰـهي البرني: «العَناقيد الغالية» (ص 80)، ومحمد خير رمضان: «تتمة الأعلام» (2 / 178)، والدكتور يوسف الـمَرعَشْلِي: «نثر الـجواهر والدُّرر» (2 / 2071 - 2071)، ومحمد شكيب وغلام نبي القاسمي: «حياتِ طيب» (1 / 43 - 52).

(29) السيد عبد الـحي الـحسني: «نزهة الـخواطر» (8 / 1377 - 1379).

(30) السيد عبد الـحي الـحسني: «نزهة الـخواطر» (8 / 1222 - 1223).

(31) هو الشقيق الكبير لكل من الشيخ شبير أحمد العثماني (الـمتوفىٰ: 1369هـ) والشيخ حبيب الرحمٰن العثماني (الـمتوفىٰ: 1348هـ) الرئس الأسبق لـجامعة ديوبند.

(32) السيد عبد الـحي الـحسني: «نزهة الـخواطر» (8 / 1308).

(33) السيد أكبر شاه البخاري: «أكابر علماء ديوبند» (ص 89 - 94).

(34) السيد عبد الـحي الـحسني: «نزهة الـخواطر» (8 / 1198 - 1200).

(35) السيد أكبر شاه البخاري: «أكابر علماء ديوبند» (ص 104 - 111).

(36) السيد أكبر شاه البخاري: «أكابر علماء ديوبند» (ص 132 - 136).

(37) السيد أكبر شاه البخاري: «أكابر علماء ديوبند» (ص 137 - 140).

(38) السيد أكبر شاه البخاري: «أكابر علماء ديوبند» (ص 187 - 140).

(39) محمد شكيب وغلام نبي القاسمي: «حياتِ طيب» (1 / 62 - 76).

(40) «دهابيل» (Dabhel) إحدىٰ مدن مديرية سُوْرَت بولاية الگجرات التي تقع في شمال غرب الـهند.

(41)محمد عاشق إلٰـهي البرني: «العَناقيد الغالية» (ص 80)، ومحمد شكيب وغلام نبي القاسمي: «حياتِ طيب» (1 / 77 - 84).

(42) محمد عاشق إلٰـهي البرني: «العَناقيد الغالية» (ص 80).

(43) السيدة فاظمة الزهراء الأعظمية: «حكيم الإسلام الـمقرئ محمد طيب الديوبندي»، انظر: مجلة «الدبيل» نصف سنوية (العدد: 1، السنة: 1) (ص 102 - 103).

(44) محمد عاشق إلٰـهي البرني: «العَناقيد الغالية» (ص 80)، والسيد محبوب الرضوي: «تاريخ دار العلوم ديوبند» (1 / 278 - 281)، ومحمد شكيب وغلام نبي القاسمي: «حياتِ طيب» (1 / 90 - 92).

(45) محمد خير رمضان: «تتمة الأعلام» (2 / 177)، والدكتور يوسف الـمَرعَشْلِي: «نثر الـجواهر والدُّرر» (2 / 2071).

(46) محمد عاشق إلٰـهي البرني: «العَناقيد الغالية» (ص 80).

(47) السيد محبوب الرضوي: «تاريخ دار العلوم ديوبند» (1 / 281 - 418)، ومحمد شكيب وغلام نبي القاسمي: «حياتِ طيب» (1 / 92 - 96).

(48) محمد شكيب وغلام نبي القاسمي: «حياتِ طيب» (1 / 145 - 148).

(49) محمد عاشق إلٰـهي البرني: «العَناقيد الغالية» (ص 80).

(50) الدكتور نِزَار أبَاظَة والدكتور محمد ريَاض الـمَالِح: «إتمام الأعلام» (ص 247)، ومحمد خير رمضان: «تتمة الأعلام» (2 / 178)، والدكتور يوسف الـمَرعَشْلِي: «نثر الـجواهر والدُّرر» (2 / 2071).

(51) الدكتور نِزَار أبَاظَة والدكتور محمد ريَاض الـمَالِح: «إتمام الأعلام» (ص 247)، ومحمد خير رمضان: «تتمة الأعلام» (2 / 178)، والدكتور محمد علي جَمّاز: «معجم الأدبا» (5 / 374)، والدكتور يوسف الـمَرعَشْلِي: «نثر الـجواهر والدُّرر» (2 / 2071).

(52) محمد عاشق إلٰـهي البرني: «العَناقيد الغالية» (ص 80).

(53) السيدة فاظمة الزهراء الأعظمية: «حكيم الإسلام الـمقرئ محمد طيب الديوبندي»، انظر: مجلة «الدبيل» نصف سنوية (العدد: 1، السنة: 1) (ص 104 - 105).

(54) أسير الأدروي: «حضرت حكيم الإسلام كى تصانيف پر ايک نظر»، انظر: «حياتِ طيب» لـمحمد شكيب وغلام نبي القاسمي (2 / 115)، و«حكيم الإسلام الـمقرئ محمد طيب الديوبندي» للسيدة فاظمة الزهراء الأعظمية، انظر: مجلة «الدبيل» نصف سنوية (العدد: 1، السنة: 1) (ص  105).

(55) محمد خير رمضان: «تتمة الأعلام» (2 / 178)، والدكتور محمد علي جَمّاز: «معجم الأدبا» (5 / 374)، والدكتور يوسف الـمَرعَشْلِي: «نثر الـجواهر والدُّرر» (2 / 2071).

(56) طُبعه في إدارة التأليفات الأشرفية بملتان - الباكستان في 54 صفحة.

(57) رتبه الشيخ مولانا محمد سالـم بن محمد طيب القاسمي حفظه الله، وطُبعه في الـمكتبه القاسمية ديوبند - الـهند.

(58) طُبعه في إدارة التأليفات الأشرفية بملتان - الباكستان في 64 صفحة.

(59) طُبعه نفيس اكيدمي بكراتشي – الباكستان (عام 1403هـ / 1983م) في 251 صفحة.

(60) طُبعه إدارة الإسلاميات بلاهور - الباكستان (عام 1401هـ / 1981م) في 166 صفحة.

(61) طُبعه في إدارة الإسلاميات بلاهور - الباكستان (عام 1395هـ / 1976م) في 59 صفحة.

(62) طُبعه في دار الإشاعت بكراتشي – الباكستان (عام 1397هـ / 1978م) في 159 صفحة.

(63) طُبعه في إدارة الإسلاميات بلاهور - الباكستان (عام 1388هـ / 1996م) في 148 صفحة.

(64) بَرْوِيْز (بالأردية: پرویز): وهو غلام أحمد بَرْوِيز بن فضلِ دين بن رحيم بخش (الـمتوفىٰ: 1404هـ)، مؤسس الطائفة البَرْوِيْزِيَّةِ، ومنكر حجية السنَّة.

(65) طُبعه في إدارة الإسلاميات بلاهور - الباكستان (عام 1396هـ / 1977م) في 124 صفحة.

(66) طُبعه في مكتبة تبليغ الإسلام بلاهور - الباكستان (عام 1389هـ / 1970م) في 170 صفحة.

(67) طُبعه في دار الإشاعت بكراتشي – الباكستان (عام 1393هـ / 1974م) في 127 صفحة.

(68) طُبعه في إدارة الإسلاميات بلاهور - الباكستان في 127 صفحة.

(69) طُبعه في إدارة النشر والإشاعة لدار العلوم ديوبند – الـهند.

(70) طُبعه في مجمع حجة الإسلام بديوبند – الـهند (عام 1435هـ / 2014م) في 174 صفحة.

(71) طُبعه في إدارة الإسلاميات بلاهور - الباكستان (عام 1397هـ / 1978م) في 76 صفحة.

(72) طُبعه في إدارة الإسلاميات بلاهور - الباكستان (عام 1400هـ / 1980م) في 241 صفحة.

(73) طُبعه في كُتُبخَانه صِدِّيْقِيّه بملتان – الباكستان في 146 صفحة.

(74) طُبعه في إدارة الإسلاميات بلاهور - الباكستان (عام 1396هـ / 1977م) في 85 صفحة.

(75) جمعه ورتبه الـحافظ محمد أكبر شاه البخاري، وطُبعه في إدارة التأليفات الأشرفية بملتان - الباكستان (عام 1418هـ / 1997م) في 190 صفحة.

(76) طُبعه في دار الإشاعت بكراتشي - الباكستان (عام 1358هـ / 1997م) في 144 صفحة.

(77) طُبعه في إدارة الإسلاميات بلاهور - الباكستان (عام 1395هـ / 1976م) في 209 صفحة.

(78) طُبعه إدارة الإسلاميات بلاهور - الباكستان (عام 1408هـ / 1988م) في 196 صفحة، ثم عرّبه الأستاذ نور عالـم خليل الأميني باسم: «علماء ديوبند: اتجاهمم الديني ومزاجهم الـمذهبي».

(79) طُبعه في دار الإشاعت بكراتشي – الباكستان (عام 1395هـ / 1976م) في 93 صفحة.

(80) طُبعه في مجلة «الرشيد» الشهرية (عام 1400هـ / 1980م) في 178 صفحة.

(81) رتبه الشيخ مولانا محمد سالـم بن محمد طيب القاسمي حفظه الله.

(82) طُبعه في إدارة الإسلاميات بلاهور - الباكستان (عام 1397هـ / 1978م).

(83) طُبعه في إدارة الإسلاميات بلاهور - الباكستان (عام 1400هـ / 1980م) في 318 صفحة.

(84) طُبعه في إدارة الإسلاميات بلاهور - الباكستان (عام 1400هـ / 1980م) في 318 صفحة.

(85) طُبعه في إدارة الإسلاميات بلاهور - الباكستان (عام 1377هـ / 1958م) في 196 صفحة.

(86) طُبعه في ولى پرنٹنگ پريس بدهلي – الـهند (عام 1358هـ / 1932م).

(87) طُبعه في كُتُبخَانه محمودية ديوبند - الـهند.

(88) طُبعه إدارة الإسلاميات بلاهور - الباكستان (عام 1401هـ / 1981م) في 230 صفحة.

(89) جمعه ورتبه الـحافظ محمد أكبر شاه البخاري، وطبعه إدارة الإسلاميات بلاهور - الباكستان (عام 1397هـ / 1978م) في 176صفحة.

(90) عربّه نظيف أحمد القاسمي الأزهري، وقام بنشره مجمع حجة الإسلام بديوبند – الـهند (عام 1435هـ / 2014م) في 143 صفحة.

(91) محمد عاشق إلٰـهي البرني: «العَناقيد الغالية» (ص 80).

(92) السيدة فاظمة الزهراء الأعظمية: «حكيم الإسلام الـمقرئ محمد طيب الديوبندي»، انظر: مجلة «الدبيل» نصف سنوية (العدد: 1، السنة: 1) (ص  104).

(93) مجلة «الـمجتمع» الأسبوعية (العدد: 631، السنة: 14) (ص 12)، ومحمد شكيب وغلام نبي القاسمي: «حياتِ طيب» (1 / 186).

(94) محمد عاشق إلٰـهي البرني: «العَناقيد الغالية» (ص 80).

(95) محمد شكيب وغلام نبي القاسمي: «حياتِ طيب» (1 / 275 - 277).

شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024

التعليقات

يجب أن تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب

يستغرق التسجيل بضع ثوان فقط

سجل حسابا جديدا

تسجيل الدخول

تملك حسابا مسجّلا بالفعل؟

سجل دخولك الآن
المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024