الإسلام و الاقتصاد العالمي
الإسلامُ دينٌ عالميٌ شاملٌ و دستورٌ شاملٌ لكافة ركب البشرية، يضمن سعادتها في كافة الأصعدة و المجالات، القوانين و الدساتير و الاقتراحات التي يقدِّمها الإسلام تتعلق بكافة أطوار الحياة البشرية، معالمه و قيمه ليست منحصرة في المسلمين فحسب، بل كما يكون الإسلام ديناً عالمياً فدساتيره و قوانينه تكون عالمية، اليوم كافة الدول العالمية تعاني من الأزمات و المشاكل الإقتصادية التي انهكتها و ساقت بها إلی مستنقع الانهيار الإقتصادي، أكبر كارثة عالمية إقتصادية تعرضت بها الدول العالمية هي كارثة الوالستريت، تفاقمت الأوضاع الإقتصادية في أميركا و أروبة، كادت أن تنهار البنوك العالمية و تفشل في لمحة البصر، و بدأت هذه الكارثة الخطيرة بتعثر مؤسسات و شركات كبيرة عالمية في أميركا، و سرعان ما أدت لانهيار و فشل الكثير من البنوك العالمية في أروبة و أميركة و إنخفاض البورصات، و مازالت هذه الكارثة الإقتصادية مستمرة في كافة الأصعدة.
هؤلاء الخبراء بدأوا دراسة الأسباب التي أدت إلی انهيار الاقتصاد العالمي، انعقدت المؤتمرات و الندوات العالمية علی الصعيد الدولي لمعالجة هذه الكارثة الإقتصادية، حضر ممثِّلو البلاد و الأديان لدراسة الأسباب و تقديم الاقتراحات و الحلول لحلِّ هذه الكارثة؛ أما ذهبت جهودهم أدراج الرياح و سدی و بلا جدوی، هؤلاء أرادوا معالجتها في ضوء أفكارهم و نظرياتهم العقلية و انترياتهم المنطقية و تجاربهم البعيدة عن وحي السماء، بل زاد الضغثُ علی الإبالة، و زاد الطين بلة، الإسلام و اقتراحاته و قوانينه كفيلة لحلِّ الأزمة الإقتصادية التي تنخر جذعه حتی الأعماق.
( *يقول شيخ الاسلام الإمام المحدث محمد تقي العثماني حفظه الله تعالی:
فأصبح الاقتصاد المعاصر في أيامنا يرزح تحت فكرة مادية لادينية، خالصة واغلة في العادية، بحيث لاتسمح للمفاهيم الدينية و الحلول و البرامج الاقتصادية، و ذلك علی أساس أنَّ الاقتصاد خارج عن نطاق الدِّين، و يواصل كلامه سماحة الأستاذ و يقول: مع أنَّ الظرافة تظهر، و الغرابة قد تغمرنا عندما نجد أن كلَّ دولار مكتوب عليه هذه العبارة: «نحن علی ثقة بالله»(an God We trust),عندما يأتي دور رسم خطط، و وضع استراتيجيات لكسب الدولار أو توزيعه، أو إنفاقه؛ فحينئذٍ يرتفع الاعتماد عن الله، و تنفصم عری الثقة به،و ينفصل الأمر عنه*)، هذه الطريقة التي سلكها الغربيون تمهد الطريق لانهيار الاقتصاد، الإسلام الطريق الوحيد الذي يضمن سلامة كافة الأصعدة الإقتصادية في العالم، ينقذ العالَم من الأزمات المبيدة الإقتصادية، و من أفدح الأخطاء الشائعة التي تغمرنا هي زعم الخبراء بأن الدين لا حظ له في معالجة الأزمات الإقتصادية، و لا حلول نابعة بناءة له لحلِّ هذه المشكلة، رغم نظريتهم الدنيئة الخاطئة؛ الإسلام دين عالمي و قانون نابع يعالج كافة المشاكل الإجتماعية و الإقتصادية، لذا القرآن يحتوي كافة المعالجات لمشاكل ركب الإنسانية.