الصراع بين السهاد والرقاد!

أصبح الليل طويلا، وازداد تقلبي على فراشي، ولكن عيناي لم تكتحلا بنوم، ولو للحظة واحدة، والسبب يجهلني، ولكني كنت في محاولة كاذبة، حيث ما كنت أترك عيني للفتح ظنا بأن النوم يلازمني، ولكنه على حد علمي حلف بالله بأنه لا يلازمني اليوم إلا في ساعة متأخرة...

      الصراع بين السهاد والرقاد كان مستمرا، والحلبة لِما يكون؟ هذا ما كان يمكن في بداية الجولة، بل لابد من الانتظار حتى النهاية، ثم أعلم نتيجة نهائية لذلك الصراع الساخن، فالسهاد لم يكن خالي الأيدي، بل جاء بأدلة تثبت أني لم أكن أهلا اليوم للرقاد، ومن أكبر أدلته هو كثرة النوم في النهار، وعدم التزام النوم على الوقت المحدد، وبلا شك أن كلامه لم يكن مجرد كلام، بل كان مبنيا على الحقيقة، ولكن الرقاد أيضا لم يدخل الحلبة للتفرج، بل جاء ليصارع السهاد، فكان في حوزته أدلة تثبت أني أهل للنوم...

      وقد قدم دليلا واحدا من تلك الأدلة، حيث كان يقول: لا شك أن كثرة النوم في النهار تجعل النوم بعيدا عن الأعين، وعدم النوم على الوقت المقرر يجعل السهاد يلازم الأعين، إلا أن الليل هي للنوم، فلابد من النوم...

      وأنا لم أدخل بينهما كحكم، بل كنت كمتفرج على صراعهما، فلم أتمكن من الحكم بينهما، والصراع لم يتوقف ولم ينته من خلال ساعة واحدة، بل استمر حتى بدأت الساعة الجدارية تشير إلى أنها الساعة الآن الثانية والنصف ليلا، فقلت في نفسي: لما ذا تورطت في هذا الصراع السخيف، ولا يعود إلي فائدة ذلك الصراع، ولقد أتعبني تقلبي على فراشي دون أي سبب...

      ثم لا أدري متى انتهى ذلك الصراع، ولكني أعلم أن الغلبة كانت في النهاية للرقاد، والذي عادة يفوق على السهاد، وهذا أيضا لم أعرف ذلك الوقت، بل لما استيقظت صباحا لصلاة الفجر، عرفت أن الرقاد قد غلب على السهاد، وهزمه هزيمة ساحقة، المهم الحلبة كانت ساخنة بينهما...

أ.د.خليل أحمد


مجموع المواد : 506
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024

التعليقات

يجب أن تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب

يستغرق التسجيل بضع ثوان فقط

سجل حسابا جديدا

تسجيل الدخول

تملك حسابا مسجّلا بالفعل؟

سجل دخولك الآن
المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024