فلسفة كثرة النوم
هنالك نظريات يختلف فيها اثنان وثلاثة، لكن الفلسفة التي أقدمها إليكم لا تسمح لاثنين أم الثلاثة أن يختلفوا فيها، وهي أن قيمة الشيء لا تعرف إلا بضدها.
إذا أردنا أن نعرف قيمة أي شيء فنعود إلى ضدها حتى نعرف، كالنهار والليل، فإن النهار لا قيمة له إن لم يعقبه ليل، والليل لا قيمة له إن لم يليه نهار، وهلم جرا.
الراحة لا يمكن لأحد معرفتها إلا إذا عرف التعب، وعكس ذلك، أي أنك لا تقوى على أخذ الراحة إن لم تتعب نفسك، فكذلك النوم.
إنه لا يعرف إلا بالسهر، فإن سهرت ليلا تحتاج إلى النوم، وله قيمة وإن لم تسهر فلا قيمة لمثل هذا النوم.
وأزيد على ذلك أن كل واحد منا يحاول من جديد إكمال نومه يوم إجازاته من العمل، فيكثره كي يكتمل، لكن الخبرة الطويلة في هذا المجال تخبرني غير ما يتخيل كل إنسان، فأقول وأكرر هذا الكلام أمام زملائي بأن النوم لا يكتمل في دنيانا مهما بذلنا جهودنا في إكماله، أزيد على ذلك أنه كالعلك، كما أن العلك يمتدد بتمديده كذاك يكثر النوم بإكثاره لكن أنا على يقين لو قللت من نومك يتقلل.