جميع الموظفين تم تعطيلهم إلا موظفا واحدا
رسالة لم تكن مكتوبة بتكلف، ولم تكن عباراتها أدبية، ولم تكن كلماتها غامضة، ولا مبهمة، بل كل كلمة من كلماتها كانت واضحة في دلالتها في معانيها المطلوبة، حتى لو قرأها المبتدئ يفهمها بكل بساطة، ودون أن يراجع إلى أي قاموس من قوامس اللغة العربية، لأنها كانت بسيطة، ولم تكن صعبة كما تكون في رسائل أدبية...
فنظرا إلى كلماتها القاري يتركها دون قراءتها، لأنها كلمات متداولة، لكن نظرا إلى معانيها فكل كلمة من كلماتها تحتوي في طيها مفهوما، يجعل الإنسان يستيقظ من نومه العميق، ويجعل أعينه مفتوحة، ويجبره على أنه يشغل دماغه للتدبر والتفكر، فمثل هذه الرسائل قل وجودها في زمننا نحن، إلا أنها موجودة...
وبما أن المرض الوبائي الذي انتشر في كل بلد جعل سكان كل بلد محبوسين في بيوتهم، وعطلت الجامعات والمدارس، وعطلت الشركات الموظفين والعاملين، حتى الحكومة عطلت موظفيها، فأصبح كل واحد مرتاحا من عمله، جالسا في بيته، إلا أن تلك الرسالة قد أيقظتني، وجعلتني أتفكر فيها، وهي "تم تعطيل جميع الموظفين إلا موظفا واحدا، وهو الأم والزوجة" صدق من كتب هذه الرسالة، فالأم والزوجة لم تكن في الإجازة، بل ازدادت مسئوليتهما منذ أن أصبح الجميع محبوسين في بيوتهم، فنجد الأمهات والزوجات مشغولات في أمور البيت من الصباح إلى المساء، فأحيانا في الطبخ، وأحيانا في النظافة، وتارة في غسل الثياب، وتارة في غسل الأواني، ولم نجدهم في الراحة، فقلت في نفسي: بالفعل إن هذه الرسالة صادقة في مفهومها، حيث تم تعطيل جميع الموظفين إلا موظفا واحدا...
حررت هذا النص بتاريخ: 30-03-2020م يوم الإثنين