الإسلام الصوفي والتعددية
التعايش السلمي هو الأساس لتطور أي مجتمع من المجتمعات ونموه وارتقاءه حيث تنتج في صياغة البلدان المتضامنة محكمة البناء. إنما يتبرعم الانسجام والتعايش السلمي بين الفرق المتشعبة في المجتمع بغرس المحبة والوحدة والاتحاد وبتشجيع التفاهم المتبادل وباستئصال الحقد والضيق والأنانية. ومما لا يجادل إثنان أن البلدان العالمية أحيانا تصل إلى وشك الحرب والقتال حتى رأينا مؤخرا ما وقع بين كوريا الشمالية والأمريكا. وفي بلد واحد نفسه، يرتفع الاضطراب والقتال بين الديانات المختلفة والفرق المتشعبة والأحزاب المتنوعة كما نشاهد الآن الاضطرابات التي وقعت في الهند بين الهندوسيين والمسلمين المتطرفين والتي أدت إلى قتلات عديدة من فرقتهما.
وفي هذه الحالة المستعصية، يرتفع أهمية التعددية ونتائجها. ومن المعترف، أن جميع الديانات المشهورة حثت التعددية مع أتباع غير دينهم. وعلى الرغم من أن الحق هذا إلا أن مناوئي الإسلام يحاولون محاولة للغاية لتصوير القوانين الإسلامية السمحة قبيحة ومحتوية على المعاني المتطرفة وأنه دين لمجرد الجهاد بتغيير وتبديل قوانينها وبتجسيم الواقعات والأمثلة من قبل المسلمين المتطرفين بما فيهم السلفية والوهابية الذين كسروا قيود التقليدية ورأسوا الفكر المتحرر و أذنوا لكل إجازة الاجتهاد في القرآن الكريم والأحاديث النبوية. وهذه المشكلة أدت إلى إنشاء هوية خاصة لأتباع أهل السنة والجماعة. وبدأ أن يستعمل "الإسلام الصوفي" لكي يمثل فرقة أهل السنة والجماعة التي هي الإسلام الحقيقي حيث أنها الوحيدة التي تسير على نهج حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأتباعه الصالحين وعلى تقليده بغض النظر عن الفكر المتحرر. من أجل هذا، نفهم أننا نناقش في هذه المقالة ليست مجرد آراء فرقة من فرق الدين الإسلامي. بل نبحث عن الإسلام الحقيقي الذي هو منحصر في هذه الفرقة.
التعددية ليست هي الفكرة بأن كل الأديان حق كما توهمه البعض. لكن هي قوة تسع الأفكار المختلفة والأديان المتنوعة مع اعتقاد أن الحق واحد و هي اعتقادنا. إذا أمعنا النظر إلى لفظ 'التعددية' ندرك أن التعددية أنواع- التعددية الدينية والبيئية والسياسية والثقافية والقانونية. وفي جميع هذه الأنواع يقدم الإسلام أفكارا وآراء موافقة وملائمة. وهذه الآراء يمكن أن ننظر في حياته صلى الله عليه و سلم حينما صارت المدينة دولة إسلامية. تمتع أتباع الأديان غير الإسلام بكل ما يكتنف من الراحة و السكينة والبهجة أكثر ما كان فيما قبله. و إذا فقدت التعددية بين الأديان لا شك أنه يسبب إلى إحداث المشاكل العويصة التي تؤدي إلى القتال والحقد كما قرأنا من ورقات تاريخ الأندلس حينما فتح النصارى من المسلمين وهم أضرموا نار الحقد حتى كتب القسيس إلى شخص آخر مؤكدا أنه لا يبقى أحد من المسلمين في تلك البلاد.
الإسلام الصوفي يقدم الآراء الكريمة و الأفكار العظيمة اقتباسا من نهج حياة النبي صلى الله عليه و سلم الذي هو النموذج الشامخ في توثّق التعددية وتوطّدها. وهذا الإسلام الصوفي يقوم على التسامح و التضامن مع جميع أنواع القوم بينما يمثل السلفية والوهابية في التطرف والإرهاب وهذه التفرقة يكون واضحا عندما نبحث عن مزار العلماء والأولياء. الكفار الذين يصلون إلى مزارهم أدل دليل لكيفية عيشهم مع غير المسلمين إلاّ أن السلفية والوهابية يخالفه بتهمة دخول أتباع سائر الأديان إليها.
التعددية في منظور القرآن والأحاديث النبوية
لم يستعمل في القرآن الكريم والأحاديث النبوية لفظ 'التعددية' بينما أعلن القرآن والحديث سائر القوانين المعترفة المعلنة في العصر الراهن للتعددية بشكل واسع. الإسلام لم يقصر التعددية على مجرد النظر بعين العطف بل قبل السياسات الجلية التي يمنح لهم اهتماما بالغا في ذروة المجتمع. يعلم الإسلام أن يقرأ ويفهم التنوع الطبيعي نعمة وآية من الله سبحانه و تعالى يقول الله سبحانه و تعالى في القران:
وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (سورة الروم)
وقال الله سبحانه وتعالى : ولقد كرمنا بني آدم (إسراء)
لقد أوجب الإسلام على المسلمين أن يراعوا الكرامة الإنسانية التي وهبها الله تعالى الإنسان فضلا منه ورحمة ولم يفرق فيها بين المسلم و غير المسلم. إن الإنسان في المنظور الاسلامي مكرم. وهذا هو الإعلان الاسلامي بغض الصرف عن الفرق بين اللون و الدين والطبقة والعنصر. لانجد أي دين سوى الإسلام أعلن آراءه مثل هذا الشكل الواسع.
إن كلمة "الرحمن" في أول كلام القرآن "بسم الله الرحمن الرحيم" يشير إلى أن الله سبحانه و تعالى لا يفرق في الدنيا بين المسلم و غير المسلم في إعطاء النعمة ومنح الإحسان وكذا يريد الله أن يكون المسلمون متمسكين بأخلاق الله سبحانه و تعالى كما أشار إلى ذلك الأولياء المقربون. وآخر سورة وآخر كلمة في القرآن هو" الناس" يدل إلى تضمنية جميع أفراد العالم الانساني.
يدعو الإسلام إلى الإحسان للناس كافة والتعامل معهم بالحسنى على أساس أن الجميع عيال الله وخلقه تعالى. وأن أحب الخلق إلى الله أنفعهم وأجداهم لعياله لذا أمر الرب عباده والناس كلهم طوعا او كرها أن يقولوا التي هي أحسن وأطيب.
يقول: وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزع بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا(الإسراء)
وقد توهم بعضنا أن الإسلام لا يسمح بالتكلم مع غير المسلمين و يأمر أن يعيش بكل الغضب والحقد لانهم كفار تستحق النار. ولكن الحقيقة ليست كذلك يقول الله سبحانه و تعالى:
ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون(سورة العنكبوت)
و قال عز وجل: ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم(أنعام)
يقول الإمام القرطبي عند تفسير هذه الآية الكريمة:
“لا يحل لمسلم أن يسب صلبانهم ولا دينهم ولا كنائسهم ولا يتعرض إلى ما يؤدي إلى ذلك لأنه بمنزلة البعث على المعصية وحفظ الكرامة الإنسانية يتجلى لنا في التعامل النبوي مع غير المسلمين حتى مع الأموات منهم. فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: مر بنا جنازة فقام لها النبي صلى الله عليه و سلم وقفنا به فقلنا: يا رسول الله إنها جنازة يهودي؟ قال إذا رأيتم الجنازة فقوموا وفي رواية فقال النبي صلى الله عليه وسلم أليست نفسا؟!”.
على وفق الدراسة الصوفية، يدرس الأستاذ للتلاميذ الأحاديث النبوية بدءا بحديث "الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء (أبو داود) وهذا يدل على منظور الإسلام من غير تكوين الناس فرقا و على كيفية معالجتهم الدقيقة مع تأدية المحبة والألفة. يقول الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين(سورة الأنبياء). كان النبي صلى الله عليه و سلم ليس صاحب المحبة المتعصبة. وهذا نستطيع أن تستخرج من مئات الواقعات في عيش النبي صلى الله عليه و سلم. يقول ابن حجر العسقلاني في تفسير الرحمة: يحرض النبي صلى الله عليه وسلم أن يرحم لكل من الأخلاق يتضمن فيه المؤمن و غير المؤمن والحيوانات (فتح الباري)
اعتنى الإسلام عناية متكاملة لنفس الإنسان وأعلن الإسلام أن قتل واحد من الناس كقتل الناس جميعا. يقول الله: من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا(سورة المائدة) . ولم يقتصر النهي عن قتل غير المسلمين بجانب ذلك، نهى عن الظلم والجور عليهم.
التعددية في عيش الصحابة وتابعيهم
حذا الصحابة حذو النبي صلى الله عليه و سلم في جميع أمورهم بما فيها التعايش السلمي مع غير المسلمين. و في الخلافة الراشدة والأموية و العباسية و العثمانية نال غير المسلمين مناصب عالية وإكراما شامخة في المجتمع. يقول ول ديورانت: لقد كان أهل الذمة يتمتعون في عهد الخلافة الأموية بدرجة من التسامح لا نجد نظيرا لها في البلاد المسيحية. ولقد كانوا أحرارا في ممارسة شعائر دينهم واحتفظوا بكنائسهم ومعابدهم وكانوا يتمتعون بحكم ذاتي يخضعون فيه لعلمائهم وقضاتهم وقوانينهم.
تاريخ الأندلس الإسلامية يقص علينا قصص المجد و التضامن. وغير المسلمين تمتعوا حقوقهم للغاية وترسخت الجذور بين المسلمين و غير المسلمين. وبعد تولية فردناند الثاني وإيسابلا، أنشؤوا ورقة رسمية يجبر إما أن يكون نصرانيا وإما أن يكون مهاجرا ولا ثلاث.
كثيرا ما نقرأ حياة عمر رضي الله عنه. ومن ميزاته الشجاعة و الهمة. ولكن حينما نبحث عيشه ومعاملاته مع غير المسلمين نجد وحيدا جمع معنى التعددية بصورة أبلغية حتى أوصى في حالة الموت التي أدت من سيف العدو. وقال: تحملوا الذميين ولا يكرهوهم ولا يعذبوهم. فقد خاف عمر رضي الله عنه مرة أن يصلى في الكنيسة حينما أتى وقت الصلاة وهو يتكلم مع القسيس ورفض دعوى القسيس لأداء الصلاة في معبدهم لاحتمال أن يدعي المسلمون أن ذلك المعبد مستحق للمسلمين بدليل تأدية صلاته فيه.
يقول توماس أرنولد في كتابه الشهير "الدعوة إلى الإسلام" : وقد حافظ المسلمون على كنائس النصارى ولم يمسوها بسوء يقول البطريق النسطوري ياف الثالث في رسالة بعث بها سمعان مطران ريفاردشير ورئيس أسافقة فارس: وإن العرب الذين منحهم الله سلطان الدنيا يشاهدون ما أنتم عليه وهم بينكم كما تعلمون ذلك حق العلم ومع ذلك فهم لا يحاربون العقيدة المسيحية بل على العكس يعطفون على ديننا ويكرمون قسسنا وقديسي الرب ويجودون بالفضل على الكنائس و الأديار ( الدعوة إلى الإسلام، توماس أرنولد)
لا شك أن الاسلام لا يدعي أن الحق للعيش في هذا العالم يختص بالمسلمين فقط ولا حق لغير المسلمين أن يبقى في الأرض لأن الأرض كلها لله. وهذا خطأ فاحش. والإسلام بجانب سمح الإذن للعيش في الأرض أمر أن لا يجبر أحدا ليصير مسلما وأنه شيء اعتقادي يحتاج إلى حضور القلب الكامل. وضح الله سبحانه و تعالى في القرآن :لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي (سورة البقرة)
التعددية في منظور الفقه الاسلامي
إن المسلمين يرتب أمور دينهم و يفعلونها على وفق الفقه الإسلامي على الرغم من أن القرآن الكريم والأحاديث النبوية يحث للتعددية الإسلامية. وقد توهم البعض أن الفقه الإسلامي ضيق بينما يكون الأحاديث النبوية واسعة. والأهم الذي لا بد لنا أن نفهم أن المصادر في الشريعة الإسلامية هي القرآن الكريم الأحاديث النبوية. وقد رأينا التعددية الواسعة فيهما ولا يختلفهما الفقه الإسلامي. وقد حاور العلماء في الفقه عن غير المسلمين محاورة طويلة بما فيها من المعاملة و التجارة معهم والدعاء والمعاونة لهم .
إن الإسلام يقسم غير المسلمين إلى أربعة أقسام. الأول:أهل الحرب- هو الكافر الذي بين المسلمين وبين دولته حالة حربي و الثاني: أهل الذمة - الكفار المقيمين تحت ذمة المسلمين بدفع الجزية. الثالث: المعاهد- الكافر الذي بينه و بين المسلمين عهد مهادنة. الرابع: أهل الأمان- هو الحربي المقيم إقامة مؤقتة في ديار المسلمين.
يرى الإسلام أن الصدقة للغير المسلمين من التطوع. "وتحل لغني وكافر ولو حربيا" (تحفة) وفي مكان تبيين مسؤولية المجتمع يقول ابن حجر الهيتمي رضي الله عنه أن دفع الضرر لغير المسلمين الفقراء فرض كفاية للأغنياء المسلمين. ومتى جاء إليه طالبا النصر بالمال يكون فرض عين (تحفة)
وهذا يفهم لنا أن النصر والمعاونة من قبل المسلمين لغير المسلمين ليس مجرد جائز. بل فوق ذلك يكون سببا لثواب في الأخرة وأحيانا يكون واجبا. ولو لم يعتبر ذلك، سوف يواجه العقاب في الآخرة لأجل ذلك.
ومما لا شك أن الإسلام دين يمنح ذروة الأهمية للأبوة و البنوة. لأنه يعتبر لهم عناية بالغة لأجل أنهم ربّوه. يأمر هذا الدين السمح أن لا يقطع العلاقة بين الوالدين وبين الولد إذا أسلم الولد. بجانب ذلك، على الولد المسلم أن يعطي لهما الإنفاق إن كان الوالدان فقيرين. وكذا يرشد الإسلام أن يعطي لإمرأة غير المسلم التي ربت الولد المسلم اعتناء أمه.
وكذا حرض الإسلام المعاملة مع الكفار بكل الإنصاف والحق و الأمانة و لم يقصر الإسلام البيع والاشتراء في المسلمين فقط. "و الكفار المذكورون حربيون ومع ذلك لا تجوز معاملاتهم بالربا و لا خيانتهم في كيل ولا وزن ولا غيرهما" (الفتاوى الكبرى)
لم يحاول الإسلام للاضطراب الطائفي بين المجتمع التي سوف تؤدي إلى القتال ونقض الاتحاد و الألفة. منح الإسلام الجواز في طب المسلم للكافر وكذا من طبيب كافر بشروط. ويجوز الدعاء للكافر بنحو صحة البدن وللهداية (حاشية الشرواني) و جائز للمسلم أن يطلب من الكافر عملا حتى في عمل المسجد. والكافر يجوز له أن يدخل في المسجد للحاجة مع إذن المسلم (حاشية النهاية). وله أن يجيب للدعوة من الكافر. ويحرم اللعنة على الكافر و لا يسمح الإسلام أن يقول الغيبة عنه.
وهذا هو الفقه الاسلامي. ما أجمل هذه القوانين المحترمة. ليس فيها أي جهود المتطرفة و الطائفية و لا ننسى أن الهندوسيين جاؤوا إلى الدين الاسلام بتأثيرهم بالأخلاق الكريمة من قبل المسلمين.
نهج الأولياء ومعاملاتهم مع الناس
إن الإسلام انتشر في جميع أنحاء العالم ليس بأيادي الملوك و السلاطين. إنما هي من قبل الصوفيين أو الأولياء الذين رتبوا عيشهم على وفق شريعة الإسلام وفعلوا جميع الأمور لوجه الله تعالى. أما الملوك والسلاطين سببوا أحيانا لفر الناس منهم من أجل الأفعال الفادحة والأخلاق الذميمة . قرأنا الصوفيين الذين أحبوا الوحدة بتجنب معاملة الناس. يقول زين الدين المخدوم المليباري في مصنفه "الأذكياء" أن المعاملة للقوم مع إمكان حفظ الاعتقاد والإيمان أفضل من الوحدة:
ولكل واحدهم طريق من طرق - يختاره فيكون من ذا واصلا
كجلوسه بين الأنام مربيا - وككثرة الأوراد كالصوم الصلا
وكخدمة للناس والحمل الحطب - لتصدق بمحصل متمولا
من رام أن يسلك طريق الأوليا - فليحفظن هذا الوصايا عاملا
إن أغلب الصوفيين و العلماء لم ينحصر عيشهم في المساجد و المعابد و غيرها. فوق ذلك، هم دخلوا في القوم وتداخلوا في أمورهم حتى صاروا ملجأ لكل أمورهم. ومعاملتهم لم يقصر في المسلمين فقط بل جاء إليهم غير المسلمين. و لا ننسى أبدا أن معين الدين الجشتي الأجميري تسبب في إسلام فوق مائة آلف نسمة من غير المسلمين بلا أي إكراه ولا إجبار. بل هي حقيقة الأشعة النورية من القلب إلى القلب. نشاهد أن الهندوس المتطرفة يدعون أن المسلمين في بلاد الهند يحاولون لتحويل الهندوسيين إلى الإسلام بينما لم يقذفوا أي لوم على معين الدين جشتي على الرغم من أنه سبب لإسلام آلاف الناس. فوق ذلك، جميع رؤساء وزراء الهند زاروا مزاره بعد الانتخاب.
ومن المعترف، إن الإسلام دخلت في كيرالا من أيادي مالك بن دينار وأتباعه. و هذا التبديل من دين آخر ليست نتيجة الإجبار والإكراه. بل هم رأوا الأخلاق الروحانية التي ترفرف من قبل الصوفيين. وعاملوا مع أتباع غير المسلمين بكل الإعتبار والعناية.
التعددية الحقيقية
هذا هو الإسلام الذي أعلن الله سبحانه وتعالى الدين الحق بقوله: إن الدين عند الله الإسلام. ولم ينضم إليه أفعال يخالف طبيعة الإنسان بل هو الدين الذي اعتنى أكثر الاحتياط في حفاظة الراحة البدنية والروحية. وقد أسلم غفير من الناس من أجل الأفعال المخيفة في دينهم السابق. وهذا الدين لم يحرض للقتال و الحرب. والتي بعثت إليهما في مسيرته الانتصارية الضرورات و المدافعات التي لو لم يقع تلك الحروب والقتال لم يبقى هذا الدين السمح في هذا العالم.
نستطيع أن نرى كلمة "جهاد" في القرآن قبل نزول جواز الحرب. ومن الواضح وضوح الشمس في رابعة النهار أن الجهاد الاكبر هو مجاهدة النفس التي هي أفضل من الجهاد الأصغر. وكذا قد وضح الإسلام أن من أسلم بالإكراه لا يكون مسلما حقيقيا كما أسلم فرعون في آخر وقته بالإكراه (سوره يونس)
لا يعنى بتضمين الإسلام التعددية أنه يتجنب الحرب بحيث لا يحاول لأي حرب واضطراب ولو وضع الأعداء قيودا لحرية الاعتقاد. إن الإسلام لا يرشد أن يظهر الوجنة الثاني إذا ضرب في وجنة. وهذا ليس موافق لنظام جيد.يسمح الإسلام أن يحاول محاولة شديدة وأن يجاهد جهودا مضنية بإقامة الاضطرابات والاحتجاجات ليتحقق الحقوق المستحق له وللدفاع عنها. ومن أجل ذلك أعلن القرآن أن يقيم الحرب لقادة مكة الذين نقضوا حرية الاعتقاد.
وكان تلك الأخلاق السامية التي رسختها المبادئ الإسلامية في التعامل مع غير المسلمين من اليهود والنصارى و المشركين و المجوس سببا بارزا في التعريف بالإسلام ووسيلة مهمة في الدعوة إليه. دخل الإسلام معظم أنحاء آسيا و أفريقيا عن طريق التجار المسلمين العزل من أي سلاح سوى العقيدة الراسخة الذين جذبوا أنظار السكان الأصليين بالأمانة والصدق و مكارم الأخلاق و نجحوا في دعوتهم إلى الإسلام بالقدوة الحسنة و التعامل الحسن مع غير المسلمين هو الذي دفع الكثيرين منهم إلى دراسة الإسلام ومطالعة القرآن. وكان ذلك سببا في قبولهم الإسلام وانضمامهم إلى صف المسلمين.
المراجع
القرآن الكريم -1
الصحاح الستة-2
الإسلام والتعددية للدكتور عمر الفاروق الثقافي -3
الدعوة إلى الإسلام لتوماس أرنولد-4
الصوفية لحسين رنداتاني-5
فتح المعين-6
تحفة-7
الأذكياء-8
تاريخ العرب لكي هتي-9
الفتاوي الكبرى-10