إذا كان لديك زملاء مثل الإخوة فأنت محظوظ!

ينما أتفكر ماضيَّ أجد من فقدته من حولي، وهو كان أقرب إلي، وكان مخلصا معي، فأحزن لكني من ناحية أخرى عند ما أنظر حولي فأجد من حولي مخلصا معي، فكأنه أخي الشقيق، ولا أبالغ في كلامي إنهم بالفعل إخوتي الأشقاء، فأشكر الله على هذه النعمة وأسأل الله بقاءهم معي ما دمت حيا...

     بما أن الكتابة يوميا كواجبي، فكنت متفكرا من صبيحة اليوم إلى أن تدق الساعة تمام العاشرة ليلا، وأنا لم أوفق باختيار موضوع للكتابة، ولإكمال واجبي، فأخذت حاسوبا أكثر من خمس مرات لأكتب شيئا، لكني أرجعته إلى مكانه في كل مرة بلا جدوى، فيئست أخيرا بأنني اليوم لا أتمكن من كتابة موضوع ما، لكني في لحظة أخيرة وجدت موضوعا لكتابته...

حينما أتفكر ماضيَّ أجد من فقدته من حولي، وهو كان أقرب إلي، وكان مخلصا معي، فأحزن لكني من ناحية أخرى عند ما أنظر حولي فأجد من حولي مخلصا معي، فكأنه أخي الشقيق، ولا أبالغ في كلامي إنهم بالفعل إخوتي الأشقاء، فأشكر الله على هذه النعمة وأسأل الله بقاءهم معي ما دمت حيا...

     والإخلاص لا يكون مكتوبا على الجدران بل يفتي قلبك بأن هذا الأخ مخلص معك، فجزاهم الله خيرا وأسأل الله تبارك وتعالى البركة في حياتهم، إنهما من زملائي وإخوتي، فاليوم بعد العشاء طلبت اللبن وقلت للطالب: اطبخ لنا الشائ فسألني مباشرة: هل يأتيكم الضيف يا أستاذي المكرم، فقلت له: يأتيني أخواي، فطبخ الشائ...

     فلما حضر الشائ حضر زميلاي أيضا فقدم الطالب كوبي الشائ أمامهما وأمامي أيضا وضع كوبا لكنه أصغر من كوبيهما، فلم أتمكن من الطالب الاستفسار عن هذه الفلسفة خوفا أنني أكون سبب خجله أمامهما، فتركته متصرفا في توزيع الشائ...

     فبدأنا شرب الشاي مع الحديث، فكان حديثنا متداولا في مواضيع متنوعة، فخلال حديثنا أحد زملائي قال لي: أخي، أنا لدي حساب في المصرف، وأودعت فيه مبلغا كذا وكذا... فإن مت فوزع ذاك المبلغ على الفقراء والمساكين، فقلت له: نعم، بتحريك رأسي، لكن كلامه قد جرحني جرحا عميقا قد لا يندمل، لأنني لم أتفكر بأننا أيضا قد نتفارق، فصمت لحظة واحدة متفكرا في وفي زملائي، ما ذا يحدث بعد فراقنا؟

     لكن في النهاية لا بد من الفراق، فشعرت بأن لو كان حولك زملائك فهم مثل إخوتك، فحببهم جميعا واحترمهم كأنهم إخوتك الأكبرون، وأنت أصغرهم، فوالله إنها نعمة عظيمة لا تقدرها إلا بعد فقدانها، فأسأل الله تعالى أن يجمعنا تحت ظل عرشه يوم القيامة كما جمعنا في هذه الدنيا، وأن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى...

أ.د.خليل أحمد


مجموع المواد : 507
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025

التعليقات

يجب أن تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب

يستغرق التسجيل بضع ثوان فقط

سجل حسابا جديدا

تسجيل الدخول

تملك حسابا مسجّلا بالفعل؟

سجل دخولك الآن
المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025