إلى زملاء الدردشات على مواقع التواصل الاجتماعي

هذه المواقع الاجتماعية قد أتاحت لكثير من الزملاء الذين لم يُوفَّقوا لإكمال دراستهم زمن الطلب و الذين يتأسفون على ما فاتهم من التعليم فرصا ذهبية للنهل من منابع العلم .

لله در من قال : " اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد " أو كما قال . فالذين فاتهم شيء — و كل منا فاته الكثيييير— من أبواب العلم و الأدب و الثقافة يمكنهم استغلال هذه المواقع الاجتماعية و انتهاز هذه الفرص المتاحة للتزود بزاد العلم و المعرفة و الأدب .

و قد تعلمت أنا الكثير الكثير من الأدب و الثقافة العامة بفضل هذه المواقع الإلكترونية التي تحمل إلينا أنواعا من الأدب و المعرفة و ضروبا من الثقافة العامة صباح كل يوم .

فأطلب إلى الزملاء الذين يقضون معظم أوقاتهم في الدردشات التي لا طائل لها و لا عائد أن ينفقوا شيءا من أوقاتهم الفارغة في تعلم كلمة جديدة من كلمات القرآن و الحديث ، أو تعبير بديع من التعابير البلاغية ، أو حديث من أحاديث نبينا محمد صلى الله عليه و سلم .

هذه المواقع مكنتنا من التعلم و الدراسة و نحن في منزلنا و في فرشنا ، في حين كان الناس في سالف الزمن يقطعون مسافات شاسعة لكتابة أو نسخ حديث من أحاديث النبي صلى الله عليه و سلم.. وكثير منهم كانوا يقضون أعمارهم كلها و في قلوبهم لوعة لرؤية الجامع الصحيح للبخاري .

أما اليوم فقد بات بإمكان كل أحد أن يزود هاتفه الذي يلازمه أكثر من ملازمة ظله له بكتب الحديث كلها حتى التي لم تكتحل برؤيتها عيونُ كثير من المحدثين .

كان البحث عن حديث في الجامع الصحيح للبخاري يعد أصعب الأشياء نظرا لضخامة هذا السفر العظيم... أما الآن فقد بات بإمكاننا أن نصل إلى الحديث المطلوب في بضع ثوان... نعم في بضع ثوان فقط.. 

فعلى الزملاء الذين يودون أن يتعلموا — وهم في أشغالهم المتنوعة و أعمالهم اليومية— أن يستغلوا هذه المواقع الاجتماعية و هذه الشبكة العنكبوتية و يضعوا لأجل ذلك نظاما و جدول أعمال لأنفسهم كي يتجنبوا إهدار الأوقات الثمينة و يستثمروها لصالح أعمالهم و حياتهم .