طريقة عملية لمذاكرة كتاب
سأكتب الآن أفضل طريقة لمذاكرة كتاب مع ملاحظة ثلاثة أمور:
الأول: هذه الطريقة خاصة بالكتب وليست تتعلق بالمتون أو شروحها؛ فلها آليات أخرى لكنها تتقاطع مع ما سأذكره في التكرار.
ثانياً: هذه الطريقة تصلح لأي كتاب فيه مادة نظرية أياً كان تخصصه دينياً وغير ديني.
ثالثاً: هذه الطريقة تعتمد على تجربتي وعلى توظيف بعض التقنيات التي استخرجتها من كتب مهارات التعلم.
رابعاً: هذه الطريقة تعتمد بطريقة أساسية على التكرار، والتكرار أثقل على النفس من نقل الحجارة، وبالتالي من لم يتحمل غصص التكرار وثقله وملله= لن يتعلم.
الخطوة الأولى: قراءة الكتاب كاملاً قراءة عادية بدون تمعن = ثلاث مرات.
الخطوة الثانية: تقسيم الكتاب إلى أجزاء صغيرة كل جزء يحوي فكرة أساسية متكاملة من أقسام الكتاب، وهي بالضبط فكرة تقسيم الكتاب إلى وحدات المتبعة في الكتب المدرسية، وبالتالي الكتاب المقسم إلى وحدات قد كفاك مؤونته، والكتاب المقسم إلى أبواب وفصول قد قرب إليك الطريق فستعتمد تقسيمه أو قد يبدو لك توسعة القسم أو تضييقه كأن تعتمد فصلين على أنهما وحدة أو تقسم الفصل إلى أكثر من جزء بحسب فهمك لأفكاره من القراءات الثلاث الأولى.
الخطوة الثالثة بعد التقسيم: قراءة كل فصل خمس مرات متتالية واستخراج:
التعريفات-التقسيمات-الفروق- أفكار الفصل والأسئلة والإشكالات التي يثيرها وخلاصة الأدلة عليها- ما تستشكله أنت من الكلام وتنتقده مع الاحتفاظ بالاستشكالات مدونة وتركها تعالج نفسها وعدم شغل الوقت بها وبمحاولة حلها.
الخطوة الرابعة: يُختار من هذه المستخرجات ما يحفظ، وبعد حفظه يختبر الحفظ عن طريق إعادة إنتاج المادة في صورة ملخص ييكتب من الحفظ أو درس يلقى ولو على غير جمهور، المهم أن تؤدي الأفكار شبه تامة بدون مراجعة للكتاب، ومن أفضل الوسائل في هذه المرحلة : جلسات النقاش الجماعية للكتب.
ملحوظات:
أولاً: تختلف الكتب في الوقت الذي تحتاجه هذه الخطوات لكن لو نجح طالب العلم في إنجاز خمسة كتب في العام بهذه الطريقة = فهو إنجاز حسن مؤصل، وهذه الطريقة لها دور كبير في تنمية الأفكار.
ثانياً: لا أحبذ سلوك هذه الطريقة لا في الكتب الوجيزة جداً ولا في المطولات، وأحبذ استخدامها في الكتب المتوسطة أما الكتب الوجيزة فلا يبذل معها هذا المجهود إلا إن كنت ستكتفي بهذا الكتاب الوجيز في ذلك العلم أو كان هو كتاب المادة المدروسة ولا كتاب غيره.
ثالثاً: لا ينبغي أن يكون الاستذكار بهذه الطريقة منهجاً للتعامل مع كل الكتب ولا أن يستغرق وقت طالب العلم بل المطالعة الحرة ينبغي أن يكون لها وقت جيد إلى جوار المذاكرة.
رابعاً: هذه الطريقة أفضل من كتابة تلخيص وحفظه؛ لأن غالب كتابة التلخيصات تكون في مرحلة لم يتم فيها استيعاب الكتاب جيداً وطريقة كتابة التلخيص وحفظه أفضل منها طريقة المتون لو كنت تصر عليها، أما نحن هنا فنتكلم عن طريقة فهم وتفسير وتحليل وقدرة على إعادة إنتاج الأفكار ومعالجتها.
(المصدر)