المجموع : 15
أفدي التي استودَعْتُها بَطْنَ الثَّرى
أفدي التي استودَعْتُها بَطْنَ الثَّرى / وأبَنْتُها عنِّي برغمي مجبَرا
تاللّهِ ما اخترتُ التوقُّفَ ساعةً / من بعدِ يومِكِ لو خُلِقْتُ مُخَيَّرا
يا ليتَ أنكِ بالضِيَا من ناظِري / وسوادُهُ لكِ موطِئٌ دونَ الثَّرى
غُصنانِ مؤتلفانِ أَفْرَدَ واحِداً / ريبُ المنيَّةِ منهما فتهصَّرا
ما ضرَّهُ فيما جَنَاهُ عليهما / لو كانَ قدَّم منهما ما أخَّرَا
هيهاتَ أنْ يبقى الحُطَامُ بِحَالِه / من بعدِما هصرَ الأغضَّ الأنضرا
أهْوِنْ بصرفِ الدهرِ أنَّ لهُ
أهْوِنْ بصرفِ الدهرِ أنَّ لهُ / حدَّاً إِذا قاومْتَهُ انْكَسرا
واشرحْ له صدراً فلا جَزَعاً / تُبْدِي لما يأتِي ولا بَطَرا
كَمْ قد جَزِعْتَ لوقعِ حادثةٍ / لم تلقَ عند حدوثِها ضَرَرا
ونظرتَ للميسورِ تُدْرِكُهُ / حتَّى إِذا أدْركتَهُ انْحَسَرا
والصفوَ خذهُ ما أتاكَ بهِ / واتْركْ على عِلّاتِه الكَدَرا
ودعِ الطِّباعَ وما يُوافِقُها / فالطبعُ إنْ قاهرتَهُ قَهَرا
والنارُ إنْ صوَّبْتَها صَعِدَتْ / والماءُ إن صَعَّدْتَهُ انحَدَرا
لا يزهدنَّكَ في الجميلِ مقابِلٌ
لا يزهدنَّكَ في الجميلِ مقابِلٌ / حُسْنَ الصنيعةِ منك بالكُفْرِ
فلربما أثنَى عليكَ بفعلهِ / من لستَ تعرفُ حين لا تدري
أَوَ ما سمعتَ مقالَ قائِلهمْ / اِفعلْ جميلاً وارمِ في البحرِ
جاريْتُ في مِضْمارِ عُمريَ عُصْبةً
جاريْتُ في مِضْمارِ عُمريَ عُصْبةً / سبقُوا وها أنا خلفَهُمْ أجرِي
طوراً على ظهرِ البهيمِ وتارةً / من فوقِ أشهبَ سابحٍ غَمْرِ
شَيْبٌ أُفِيضَ على الشبابِ كأنَّما / كشفَ الدياجي غُرَّةُ الفجرِ
صِبغانِ مُقْتَبَسانِ من صِبْغَيهما / طلعَا بلونهما على شَعْرِي
هذاكَ مركوبي وتلكَ جنيبتي / بهما قطعتُ مسافةَ العُمْرِ
أمّا الشبيبةُ والنعيمُ فإنَّني
أمّا الشبيبةُ والنعيمُ فإنَّني / لم أَدْرِ أيُّهما ألذُّ وأنضَرُ
حتَّى انقضَى عَصْرُ الشَّبابِ فبانَ لي / أنّ الشباب هو النعيمُ الأكبرُ
لا تُخْدَعَنْ عنه فبائعُ ساعةٍ / منهُ بدنيانا جميعاً يخسرُ
رشَأٌ فُتورُ لِحَاظِهِ
رشَأٌ فُتورُ لِحَاظِهِ / يروي عن المَلَكينِ سِحْرا
متلثِّمٌ ولِثَامُهُ / غَيْمٌ يُوارِي منه بَدْرا
إنْ خُصَّ حُسْنٌ بالصِّوا / نِ فحسنُه أولَى وأحْرَى
يُخفِي اللثامُ مباسِماً / منهُ مُفَدَّاةً وثَغْرا
ثغرٌ هو الإغريضُ قد / جُعِلَ اللثامُ عليه قِشْرَا
لمَّا اعتنقنا للوَدا / عِ وصارَ سِرُّ البَيْنِ جَهْرَا
وأحسَّ بالزفراتِ من / نَفَسِي وقد أُلهبْنَ جَمْرا
ردَّ اللِّثامَ على مبا / سِمَ ضُمِّنَتْ بَرَداً وخَمْرا
خوفاً عليهِ أنْ يذو / بَ بَحَرِّ أنفاسي وحِذْرا
وَلَوَ اَنَّنِي مُكِّنْتُ من / ها هِلْتُها دُرَّاً وعِطْرا
بعثَتْ إليِّ تلومُنِي في هَجْعَةٍ
بعثَتْ إليِّ تلومُنِي في هَجْعَةٍ / أهدتْ إِليَّ خَيالَها المذعُورا
وتقولُ ما للطَّيفِ أبطأَ بعدَما / كنَّا اشترطنا أنْ يُقيمَ يسِيرا
فأجبْتُها بالعُذْرِ وهو مُبَيَّنٌ / لو كان يُنْصِفُ لائِمٌ معذُورَا
أطبقتُ أجفانِي عليه وسُمْتُه / خوضَ الدُّموعِ فما أطاقَ عُبورَا
لاحظتُه والبدرُ ليلةَ تَمِّهِ
لاحظتُه والبدرُ ليلةَ تَمِّهِ / قد لاح فوقَ قميصِه المزرورِ
فرأيتُ صُدْغيهِ وقد سَالا على / وَجَناتِه مِسْكاً على كافورِ
وكأنَّ خَطَّ عِذارِه في خدِّهِ / سَطْرَا ظلامٍ في صحيفةِ نُورِ
وترى شقائقَها خلالَ رِياضِها
وترى شقائقَها خلالَ رِياضِها / أوفتْ مطارِفُهَا على أزهارِها
وكأنَّها والريحُ يصقلُ خَدَّها / والسُّحْبُ تملؤُها بصَوبِ قَطارِهَا
أقداحُ ياقوتٍ لطافٌ أُتْرِعَتْ / راحاً فباتَ المِسْكُ سُؤرَ قرارِهَا
وكأنَّها وَجَناتُ غيدٍ أحدَقَتْ / بخدُودِها حُمْراً خطوطُ عِذارِها
وسَفرْجَلٍ عُنِيَ المصيفُ بحفظهِ
وسَفرْجَلٍ عُنِيَ المصيفُ بحفظهِ / فكساهُ قبلَ البَرْدِ خَزَّاً أخضرَا
صَوْغٌ من الذهبِ المصَفَّى نَشْرُهُ / مسكٌ إِذا حضرَ النَّدِيَّ تعطَّرَا
يحكِي نهودَ الغانياتِ وتحتَها / سُرَرٌ لهنَّ حُشِينَ مِسْكاً أذْفَرَا
يُزْهَى بملمسِه وطيبِ مذاقهِ / ومَشمِّهِ ويروقُ عينَكَ منظرَا
لجلالِ قدرِكَ تخضعُ الأقدارُ
لجلالِ قدرِكَ تخضعُ الأقدارُ / وبيُمْنِ جَدِّكَ يحكمُ المِقْدارُ
والدهرُ كيف أمرتَهُ لك طَيِّعٌ / واللّهُ حيثُ حللتَهُ لك جارُ
ولك البسيطةُ حيثُ مدَّ غِطاءَهُ / ليلٌ وما كشفَ الغِطاءَ نَهارُ
والفَيْلقُ الجَرّارُ بينَ يديهِ من / سطواتِ بأسِكَ فيلَقٌ جَرَّارُ
ومَهابةٌ ممزوجةٌ بمحبَّةٍ / دانتْ لها الأشرارُ والأخيَارُ
طابتْ بكَ الأيامُ والدُّنيا بما / فيها وطابَ بذكرِكَ الأَخبارُ
هذا هو العصرُ الذي سبقتْ بهِ ال / بُشرَى وجاءَ بذكرهِ الآثارُ
ولَّى ظلامُ الظُّلمِ فيهِ فما لهُ / أثَرٌ وشاعَ بعدلِه الأنوارُ
رقَّتْ حواشيهِ وراقَ رُواؤُهُ / فهجيرُهُ وأصيلُه أسحارُ
عمَّ البريّةَ والبسيطةَ عدلُهُ / فالخَلْقُ شخصٌ والبسيطةُ دارُ
شكراً فقد آتاكَ ما لم يُؤْتِهِ / أحداً سِواكَ الواحدُ القَهَّارُ
ورآكَ إذْ ولَّاكَ أمرَ عِبادهِ / تَدعُ الذي تهوَى لِما يختارُ
تُعطِي وتَمْنَعُ من تشاءُ بإذنِهِ / وبكفِّكَ الأرزاقُ والأعمارُ
ينساقُ نحوَكَ ما تُرِيدُ بعزمةٍ / ما كدَّها الإِيرادُ والإصدَارُ
تتفاوتُ الأقدارُ ما بينَ الوَرى / فإِذا ذُكِرْتَ تساوتِ الأقدَارُ
وإِذا هَمَمْتَ جَرى القضاءُ بما تَرى / فكأنكَ المُتحكِّمُ المختارُ
وأسوتَ جُرْحَ الحادثاتِ وطالما / كنَّا وجُرْحُ الحادثاتِ جُبَارُ
جرَّدْتَ عزمَك للجِهَادِ فقبلَ أنْ / جَرَّدْتَ سيفَك زُلْزِلَ الكُفَّارُ
طَرَقْتهُمُ من حَدِّ بأسِكَ رَوْعةٌ / هُدّتْ لها الأمصارُ والأَعصارُ
وَلَوَ اَنّها رامتْ عِتاقَ الطيرِ لم / تَثْبُت على شَعَفاتِها الأوكارُ
خَيلٌ بأرضِ الرَّقَّتَيْنِ وراءَها / نَقْعٌ كمُرْتكِمِ الغَمامِ مُثَارُ
نشأتْ بأعلى الشامِ من سَرَعانها / سُحُبٌ لها العلقُ المشاعُ قَطارُ
رِيعَ العدوُّ وقد أحسَّ بِقُرْبِها / فالجنبُ نابٍ والرُقَادُ غِرارُ
وغدا الذي كفرَ الجميلَ وجاملَ ال / كُفَّارَ أحسنُ حالتيهِ إِسَارُ
في رأسِ شاهقةِ المرامِ منيعةٍ / والقِدُّ طَوقٌ والحديدُ سِوَارُ
وجنى على عُصَبِ النِفاق كما جَنَى / في الغابرينَ على ثَمُودَ قُدَارُ
وعلى خليجِ الرومِ منكَ مَهابَةٌ / من خوفِها يتطامنُ التيارُ
لا البيدُ بِيْدٌ إذ تَهُمُّ بنهضَةٍ / نحو الخليجِ ولا البِحارُ بِحَارُ
ولقد درى الرومي أن وراءه / خطراً تقاصَرُ دونه الأخطارُ
يومٌ يقوتُ المُرْهَفاتِ وقد غدتْ / غرثَى ويُروي السُمْرَ وهي حِرارُ
وبأرضِ بُرقةَ والصعيدِ روائعٌ / لِلَهيبِها في الخافقَيْنِ شرارُ
وإِذا عَدا فرعونُ فيها واعتَدى / فعصا الكليم لواؤُكَ الخَطَّارُ
عَلَمٌ بهِ نُصِرَ الهُدى فكأنَّهُ / عَلَمُ النبيِّ وحولَهُ الأنصارُ
تتلقّفُ الإفْكَ الذي سُحِرتْ به ال / ألبابُ والأبصارُ والأفكارُ
أيَّدْتَ دينَ الهاشميَّ فلم يضِعْ / لبني الشريعةِ عندَ سيفِك ثارُ
وهتكتَ سِتْرَ الباطنيّةِ بعدَما / لُطَّتْ وراءَ غُيوبِها الأستارُ
ملكوا قِلاعَ الأرضِ واتَّسقَتْ لهمْ / حِيَلٌ يَضِلُّ بمثلِها الأغمارُ
غرَّتهمُ الأقدارُ إذ أملَتْ لهمْ / فتكاملَ الآثامُ والأوزارُ
حكَّمتَ سيفَكَ فيهمُ فصدعْتَهُمْ / صدعَ الزُجاجةِ صَكَّها الأحجارُ
وأخذتَ ثأرَ الدينِ منهمْ بعدَمَا / شاطَ الدماءُ وضاعفَ الأوتارُ
دبُّوا الضَّراءَ مخاتلينَ وأَعْمَلوا / أفكارَهُمْ في الكفرِ وهو سِرَارُ
ففتكتَ جهراً لا طِعانُكَ خِلْسَةٌ / في المارقينَ ولا الضِرابُ ضِمَارُ
لما رأوكَ ولم يَرْوا لنفوسِهمْ / أنْ يُقْدِموا عندَ اللِّقاءِ وحاروا
بعثُوا أَناسِيَّ الحِداق فما انثنتْ / إلا وأشفارُ الجفونِ شِفَارُ
فلتهنأِ الأيامُ أنّك مالكُ ال / دنيا وطوعُ مرادِكَ الأقدارُ
يا مالكَ الدُّنيا الذي بشبيههِ / عقُم الزمانُ وضنَّتِ الأدوارُ
أوليتَنِي النِّعَمَ التي سارتْ بها ال / ركبانُ وامتلأتْ بها الأقطارُ
ورفعتَ ذكري بعد طُولِ خمولهِ / فكأنني عَلَمٌ عليهِ نارُ
لا شرْكةٌ فيما اصطنعتَ ولا يَدٌ / لِسواك فيها ذلَّةٌ وصَغَارُ
وكفيتَني مِنَنَ الرِجالِ ولم يزلْ / مِنَنُ الرجال يعافُها الأحرارُ
فلأُفردنَّك بالمدائحِ إنَّها / دررٌ وهنَّ على عُلاك نِثَارُ
وَلأَشكرنَّ جميلَ ما أوليتَني / شُكراً تسيرُ بذكرهِ الأشعارُ
ولأطلِعَنّك إن بقيتُ على مدى / سِرٍّ تقاصَرُ دونَه الأسرارُ
فَبقِيتَ مرهوبَ الجَنابِ مؤمَّلاً / من شأنِكَ الإغناءُ والإفقارُ
أيامُك الأعيادُ وهي نواضرٌ / زُهْرٌ وعودُكَ في العَلاء نُضَارُ
اِسعَدْ بيومٍ قد أتاكَ مبكِّرا
اِسعَدْ بيومٍ قد أتاكَ مبكِّرا / بصعودِ جَدِّكَ في العَلاءِ مبشِّرَا
واستقبل العامَ الجديدَ مُحَكَّماً / فيما تراهُ لك العُلى ومخيّرا
واستجلِ وجهَ الدهرِ أزهرَ واضحا / والمُلكَ ملتفَّ الحدائقِ أخضرا
ملكٌ أقمتَ قناتَهُ ورفدتَهُ / بالرأي عَضْباً والعديد مجمهرا
أسهرتَ ليلكَ في صَلاحِ أمورِه / وكفيتَ ربَّ سريرهِ أن يَسْهَرا
قد قال حينَ بلاكَ بعدَ عِصابةٍ / من قبلُ كلُّ الصيدِ في جوف الفَرا
ما أسعدَ السلطانَ بالرأي الذي / فيك ارتأى مستكفياً مستوزَرا
حقّاً لقد ولَّى الأمورَ مجرِّبَاً / إنْ همَّ أمضَى أو تدفَّق أغزرا
يتوقَّف القدَرُ المُتاحُ عنِ الذي / لا يشتهي فإِذا أشار به جرَى
ولي الأمورَ فكان أحسنَ منظراً / ممن تقدَّمهُ وأكرمَ مخبَرا
يُنْبِيكَ نورُ جبينهِ عن جُودِه / كالصُّبْحِ دَلَّ على الغزالةِ مسفرا
يا أيُّها المولَى الذي إنعامُه / شملَ البريةَ مُنْجِداً أو مُغْوِرا
هذا ابنُ عبدِك زارَ بابَكَ راجياً / ظَفَراً لديك فهل ترى أن يَظْفَرا
أَنضى اليك الجُرْدَ يجشِمُها الفلا / عَجِلاً وخاضَ البِيدَ يطوِيها السُّرى
هو غرسُ أنْعُمِكَ الجزيلةِ فاسقِهِ / بسِجالِ أنعُمِك الجِسامِ لِيُثْمِرا
وَاصعَد إِلى درجِ العُلَى متمهِّلا / واسلم على غِيَرِ الزمان معمَّرا
قد كان حظِّي في الكتابةِ ناقصاً
قد كان حظِّي في الكتابةِ ناقصاً / أيامَ حظِّي في الشبيبةِ وافرُ
حتَّى إِذا خدمَ اليراعةَ خاطرِي / قعدَ الجُدودُ بها وهن عواثِرُ
هذا ليمتنعَ الكمالُ ويعلمَ ال / جُهَّالُ أَنَّ اللّهَ فَرْدٌ قادِرُ
أمنَ السويَّةِ أن أكونَ معطَّلاً / ويلي الكتابةَ مستميتٌ جائِرُ
أشكو وما لشكيَّتِي من سَامعٍ / وأصيحُ مضطَهداًوما لي ناصرُ
قد كادتِ الأيامُ تنقصُ شَرْطَها / في الفضلِ لولا أنّهنَّ غوادِرُ
كانت تقاتلُنِي وما ليَ ناصرٌ / واليومَ تقتُلنِي وما لي ثائِرُ
فلئِنْ جُنِنْتُ فلا عجيبٌ أَنَّهُ / قد جُنَّ هذا المنجنونُ الدائِرُ
فعَسى معينُ المُلْكِ يطْلعُ سَعْدُهُ / ويعودُ عيشٌ في ذراهُ ناضِرُ
للمجدِ فيه مواعِدٌ مضمونَةٌ / واللّه ناصرُهُ ونِعْمَ الناصِرُ
فضحَتْكَ رائحةُ الذنوبِ بنتنِها
فضحَتْكَ رائحةُ الذنوبِ بنتنِها / فتعطَّرَنْ منهنَّ باستغفارِ
ورقدتَ ليلَكَ آمِناً متمِهّلاً / ونَسِيتَ كيف طَوارِقُ الأسحارِ
الصلب يخلط بالرطوبة مدة
الصلب يخلط بالرطوبة مدة / فيصير رطباً سائلاً طيارا
والرطب يخلط بالصلابة مدة / فيصير صلباً يشبه الأحجارا
والصبغ روح بالحصان تولدت / وتعودت وسط الجحيم قرارا
والروح في التركيب غاضت فاغتدت / أجساده روحاً يروم مطارا
وبهذه الأجساد لما جن في ال / أجساد قد صار الثخين نضارا
فإذا البخارات ارتقت في رأسها / عكست لتنزل لا تطيق قرارا
كالأرض عفّنها المياه وصعّدت / منها السخونة في الهواء بخارا
حتى إذا بلغ البخارات المدى / نزلت وصارت ديمة مدرارا
وتغلغلت في الأرض وهي جدية / فاستخرجت من قعرها الأزهارا
فلذاك وسعنا الأداة وهكذا / تبني العوالم مركزا وقرارا
فافطن لحكمتنا التي ضربت لها ال / أمثال واستنبط بها الأسرارا
واستبقِ بالكتمان ملكك إنه ال / الملك الذي قد أوتي الأبرارا