المجموع : 9
فإنّ عظيمات الأمور مَنُوطَةٌ
فإنّ عظيمات الأمور مَنُوطَةٌ / بمستَوْدَعاتٍ في بُطُون الأساودِ
أيا حُسْنَها من روضةٍ ضاع نَشْرُهَا
أيا حُسْنَها من روضةٍ ضاع نَشْرُهَا / فَنادَتْ عَلَيهِ في الرياضِ طيورُ
ودُولابُهَا أَضْحَى تُعَدُّ ضُلُوعُهُ / لِكَثْرَةِ ما يبكي بها ويدُورُ
يَجِلُّ عَنِ التَشبيه في الحُسْنِ وجهُهُ
يَجِلُّ عَنِ التَشبيه في الحُسْنِ وجهُهُ / فَبَدْرُ الدُّجَى من حُسْنِهِ يتعجَّبُ
جَنى وتَجَنَّى وَالفُؤادُ يُطِيعُهُ
جَنى وتَجَنَّى وَالفُؤادُ يُطِيعُهُ / فَلا ذَاقَ مَنْ يُجْنَى عليه كما يَجْنِي
فَإِنْ لَم يَكُن عِندي كَعَيني وَمَسمَعي / فَلا نَظَرت عَيني وَلا سَمِعَت أذُني
إلى المُرْتَضَى حثّ المطيّ فإنّه
إلى المُرْتَضَى حثّ المطيّ فإنّه / إمامٌ على كلّ البريّة قد سما
ترى الناسَ أرضاً في الفضائل عندهُ / ونَجْلُ الزَّكِيّ الهاشميِّ هو السَّما
خَلَوْتُ بمن أهواه بعد تَفَرُّقٍ
خَلَوْتُ بمن أهواه بعد تَفَرُّقٍ / بأرضٍ إلى صَوْبِ النَّدَى أن يصوبها
فكان عَويلي رَعْدُهَا وابْتسامُهُ / وَمِيضاً وأهواء القُلُوبِ جنُوبها
وجادَ غمامٌ من دموعي لِرَوْضِهَا / فَضَوَّعَ أنفاسَ الخُزَامَى وطيبَها
وقرَّب مِنّي الدَّهْرُ حُبّاً رَجَوْتُهُ / وأَبْعَدَتِ الأيّامُ عَنّي رَقيبَها
أَيا مَلكَ الدُّنيا الحُلاحل والَّذي
أَيا مَلكَ الدُّنيا الحُلاحل والَّذي / له الأرضُ دارٌ والبريَّة أعْبُدُ
وَلَيسَتْ بِدَعوى لا يَقومُ دليلُهَا / وَلِكنّها الحقُّ الذي ليس يُجْحَدُ
أَخو غَزَواتٍ كَالعُقُودِ تَناسَقَتْ / تَحلُّ بِأَجيادِ الجِيادِ وَتعقدُ
لِسانٌ بذِكْر اللَّه يَكسو نَهارَهُ / بَهاءٌ وَحتّى في الدُّجَى لَيس يرقُدُ
وبذْلٌ وعدْلٌ أَعْرَقا وتألّقا / فلا الوِرْدُ مثمودٌ ولا الباب مُوصَدُ
مرامُ سمائي وحزْمُ مُسَدَّد / وَرَأي شِهابيّ وَعَزم مُؤَيَّدُ
أيا مِلكاً ألقى على الشِّرْك كلكلاً
أيا مِلكاً ألقى على الشِّرْك كلكلاً / أَناخَ عَلى أماتِه كِلكَلَ الثَّكلِ
جَمَعْتَ إلى فتح الرُّها سدّ بابهِ / بِجَمعكَ بينَ النَّهْب والأسر والقتْلِ
هُو الفَتح أَنسى كُلَّ فَتحٍ حَديثُهُ / وَتَوَّجَ مَسطورَ الروايَةِ والنَّقْلِ
فَضَضْتَ بِهِ نَقشَ الخَواتِمِ بَعدَه / جُزِيتَ جزاء الصّدق عن خاتَم الرُّسْلِ
تَجرَّدتَ للإِسلامِ دونَ ملوكِهِ / تُبَتِّكُ أسباب المَذَلَّةِ والخَذْلِ
أَخو الحَربِ غذَّتْهُ القراع مفطَّماً / يَشوبُ بِإِقدامِ الفتى حنكَةَ الكهلِ
وما يومُ كلبِ الرُّومِ إلّا أخو الّذي / أَزحتَ بهِ ما في الجَناجنِ مِن نبلِ
أَتاكَ بِمِثلِ الرّومِ حَشداً وإنّهُ / لَيَفْضُلُ أضعافاً كثيراً عن الرملِ
فَقاتَلتَهُ بِاللَّه ثمَّ بِعَزمةٍ / تصُكُّ قلوبَ العاشقين بما تسلي
تَوهَّمَ أنَّ الشامَ مَرعىً وما دَرَى / بِأَنّكَ أَمضى مِنهُ في الشزرِ وَالسجلِ
فَطارَ وَخَيرُ المَغْنَمَيْنِ ذِمَاؤُه / إذا ردَّ عنه مغنمُ المال والأهلِ
أَبوكَ أبٌ لو كانَ للنّاسِ كلّهم
أَبوكَ أبٌ لو كانَ للنّاسِ كلّهم / أباً وَرَضوا وَطءَ النّجومِ لَفنّدوا
وما ماتَ حتَّى سَدّ ثلمَةَ مُلْكِهِ / بِكَ اللَّه ترمي ما رماهُ فَتَصردُ
صَدَمتَ ابنَ ذي اللُّغْدَيْنِ فَاِنحلَّ عِقدُهُ / وَكالسِّلكِ قَد أَمسى يَحلُّ وَيعقِدُ
يُقَلِّبُ خَلفَ السجفِ عَيناً سَخينَةً / وَيَبكي بِأُخرى ذاتِ شَترٍ وَيسهدُ
وَلا غَروَ قَد أَبقى أَبوهُ وَجدُّهُ / لَهُ كلَّ يَومٍ ثَوبَ عجْزٍ يُجَدَّدُ
فَيا راكِباً إِمّا عَرَضتَ فَبَلّغَنْ / يَبوتاً عَلى جيرون بِالذُّلِّ تعمّدُ
وَقُل لِمُبيرِ الدّينِ وهوَ مُجيرُهُ / بِزَعمٍ لَهُ وَجهُ الحَقيقَةِ أَزبدُ
حَمَلتَ الصّليبَ باغِياً وَنَبذتَهُ / وَثَغرُكَ مَطووس النَباتِ وأَدردُ
وَحارَبتَ حِزبَ اللَّه واللَّهُ ناصِرٌ / لِناصِرِهِ وَدينُ أَحمَدَ أَحمدُ
تَنَصَّرْتَ حيناً وَالبلاءُ مُوكل / ولابُدَّ مِن يَومٍ بِه تَتَهَوَّدُ
وَأَقسَمَ ما ذاقَ اليَهودُ بِإِيليَا / وَمَوضِعها مِن بُخْتُنَصَّرَ أسودُ
كَبَعضِ الَّذي جَرَّعتَهُ فَسَرطتهُ / وَأيَّدَ فيهِ مِن عماكَ المؤيَّدُ
وِلايَتُهُ عَزلٌ إِليكَ مُوَجَّهٌ / وَتَصفيحُهُ قَتْلٌ عَلَيكَ مُؤبّدُ
رَماكَ بِباقلّا دِمشقَ فَلَم تَكُن / سِوى بَقلَةٍ حَمقاءَ بالحُمْقِ تُحْصَدُ
وَجالَدت جَلّاداً وَأَنتَ مُؤنَّثٌ / تَذَكّرْت وَالجلّادُ أَدهى وَأَجلدُ
تَطاوَلتَ لِأَنفُس تسمّى ولا أبٌ / وَراءَكَ زَحفاً إِنّما أَنتَ مُقْعَدُ
أَمَسْعاةَ نورِ الدّينِ تَبغي وَدونَها ال / أَسِنَّةُ بُتْرٌ وَالعَوامِلُ تعضدُ
بِمَحمودٍ المَحمود سَيفاً وَساعِداً / حملتَ لَقد ناجَتكَ صُمّاً مؤيّدُ
وَهَل يَستوي سارٍ تَأسّد طاوِياً / وَنَشوانَ يُعْلَى مِعصَماً وَيُؤيّدُ
تَنَصَّرتَ أُمّاً بَل تَمجَّسْتَ والِداً / وَعَمّاً فعِرْقُ الكُفْرِ فيك مردّدُ
تَخِذتَ بني الصّوفيِّ أسراً وأُسرةً / لِكَي يُصلِحوا ما في يَديكَ فَأَفسَدوا
لَعَمْري لَنِعْمَ العَبدُ أَنتَ تُجيعُه ال / مَوالي وتُوليه هواناً فَيحمدُ
إِلَيكُم بَني العلّاتِ عَن مُتشاوسٍ / لَه الشّامُ مَرفا وَالعِراقُ مَرفدُ
وَما مِصرُ إِلّا بَعضُ أَمصارِهِ الَّتي / إِلى أَمرِهِ تَسعى قماءً وتَحفدُ
أَنيبوا إِليهِ فَهوَ أَرحمُ قادرٍ / لَهُ الصَّفحُ دينٌ وَاِقبَلوا النُّصْحَ تَرْشدُوا
وَلا تَرشفوا نَفثَ المُؤيّد إنّهُ / عَنِ الخَيرِ يزوي أَو إِلى المَيْنِ يسندُ
وَفِرُّوا إلى مَولاكُم وَالَّذي لَهُ / عَلَيكم أيادٍ وَسْمُهَا لَيسَ يُجحدُ
وَلا تَكفُروهُ إِنَّما أَنتُم لَهُ / وَمِنهُ وَيَوم عِندَ حَوْرانَ يُشهدُ
غَداةَ عَلى الجَوْلان جَول وَلِلظّبا / رُعودٌ فَربص المَوتِ مِنهُنَّ يرعدُ
وَلَمّا اِكْفَهرَّ اليوم وَاِرْبَدَّ وَجهُهُ / وَعَوّذَ مَرهونٌ وَفَرّ مزيدُ
وَأَيقَنَ مِن بَينِ السُّدَيْرِ وَجاسِمٍ / بِأَنَّ الجِرارَ السُّود بِالجرّد تجردُ
رَدَتهم على بُصْرَى وصرخد خيلُه / وقد أبصرت بُصْرَى رادَها وصرخدُ
وَطاروا تَهزُّ المُرهِفاتِ طِلابُهم / كَما اِنصاعَ مِن أُسدِ نَعامٍ مُشرّدُ
وَلَيلَةَ أَلقى الشركُ بِالمَرجِ بركهُ / وَمارِجِ نِيرانِ الوَغى تَتَوقَّدُ
رَمى وَأَخوهُ مَغرِبَ الشَمسِ دونَكم / بِمَشرِقِها غَضبانَ يَعْدو وَيسئدُ
فَمُذ وَرَدَت ماءَ الأُرَنْطِ مُغِذَّةً / أثارت بثَوْرَا غَلَّةً ليس تبردُ
أيا سَيف شامَتْهُ يدُ الملكِ صارِماً / فَيمهَدُ إذ يَسْري ويَسْري فَيَهمدُ
دِمَشقَ دِمَشقَ إِنّما القُدسُ سَرحَةٌ / وَمَركَزُها صَرْحٌ عَلَيها مُمَرَّدُ
حَموها لِكَي يَحموا وَقَد بَلَغَ المَدى / بِهِم أَجَلٌ حَتمٌ وعُمْرٌ محدَّدُ
مَتى أَنا راءٍ طائرَ الفَتحِ صادِحاً / يُرَفرِفُ في أَرجائِها وَيُغرَّدُ