المجموع : 19
دَعُونِي أَبُحْ مَا مِثلُ وَجْدِيَ يُجحَدُ
دَعُونِي أَبُحْ مَا مِثلُ وَجْدِيَ يُجحَدُ / عَسى جَمراتٌ في الجوانِحِ تخمدُ
أُجَشِّمُ نَفسي كَتْمَ ما أَنا كاظِمٌ / عَليهِ وما لي بالّذِي رُمتُهُ يَدُ
ووجدي بمَن فارقتُ لولا تجلُّدي / وما قَدْرُ ما يُجدِي عليَّ التَّجَلُّدُ
كوجدِ لبيدٍ أَو كَوجدِ مُتَمِّمٍ / ومَن مالِكٌ مَع من فقدتُ وأَربَدُ
ولمّا تَصافَينا وأَخلَصَ وُدُّنَا
ولمّا تَصافَينا وأَخلَصَ وُدُّنَا / ورُدَّ بيأسٍ كاشحٌ وحَسودُ
طرَتْ هَجرةٌ لم تُحْتَسَبْ وتَقطَّعَت / عَلائِقُ وصْلٍ واستَمرَّ صُدودُ
فليتَ زمانَ الهجرِ ينقصُ من مَدَى / حياتي وساعاتِ الوصالِ تَعودُ
وكانتْ لَيالي الوصلِ مُشرِقَةً بِهِ / كما أَنَّ أَيَّام القَطيعَةَِ سُودُ
أَسيرُ إِلى أَرضِ الأَعادي وفي الحشَا
أَسيرُ إِلى أَرضِ الأَعادي وفي الحشَا / لِبُغضِهمُ نارٌ تَلظّى وَقُودُهَا
إذا زُرتُها طالَتْ طريقي وإِن أَعُدْ / أَرَى الأَرضَ تُطوَى لي ويدنُو بعيدُهَا
إِذا مرَّ ذِكراكُم بقلبي تَضَايَقتْ
إِذا مرَّ ذِكراكُم بقلبي تَضَايَقتْ / ضُلوعِيَ عَمَّا تَحتَهُنَّ من الوَجْدِ
وأَعْجبُ من تَشْتِيتِنَا بعدَ أُلْفَةٍ / ومن نَقلِنَا بعد الدُّنُوِّ إِلى البُعدِ
بِنَفسِي بعيدُ الدّارِ بي مَن فِراقِهِ
بِنَفسِي بعيدُ الدّارِ بي مَن فِراقِهِ / جَوىً لو رآهُ البُعدُ رقَّ ليَ البُعدُ
بِقلبِيَ من شوقٍ إِليهِ ولَوعَةٍ / عليهِ غليلٌ ليسَ يُبرِدِهُ الوِرْدُ
وما بَردُ أَحشائي عَلى ما تَضَمَنَت / منَ الوجدِ إِلّا مثلَما بَرَدَ الزّنْدُ
تَناءَتْ بنَا عن أَرضِ نَجدٍ وأهلِهِ
تَناءَتْ بنَا عن أَرضِ نَجدٍ وأهلِهِ / نَوَى غُربَةٍ كالصّدعِ في الحجَرِ الصّلْدِ
وقَد قِيلَ في اليأسِ الشّفاءُ مِن الهوى / ودَائي الّذي أَقضي بهِ اليأسُ من نَجدِ
بلادٌ بها صاحبتُ شَرْخَ شَبِيبتي / وفارقتُ إِخواني الكِرامَ ذَوِي وُدّي
إذا خطَرتْ منهم على القلبِ خطرَةٌ / تدلَّهتُ حتى ما أُعيدُ ولا أُبْدي
أَقولُ لِعَيني يومَ تودِيعهمْ وقَدْ
أَقولُ لِعَيني يومَ تودِيعهمْ وقَدْ / جَرتْ بنَجيعٍ فَوق خَدَّيَّ مُزِبدِ
خُذي بنَصيبٍ منهُمُ قبل بَيْنِهم / ودونَكِ والدمعَ المخضّبِ في غَدِ
أسَاكِنَ قلبِي والمَهامِهُ بَيننَا
أسَاكِنَ قلبِي والمَهامِهُ بَيننَا / وإنسانَ عَينِي والمَزارُ بعيدُ
تُمثّلُكَ الأشواقُ لي كُلَّ ليلةٍ / فَهمّي جديدٌ والفِراقُ جَديدُ
ومُعظمُ هَمّي أنّ عُمر فِرَاقِنا / مَديدٌ وعُمرِي للشقاءِ مَديدُ
فيا صخرُ ما الخنساءُ مثلي ولا نَهَى / بَوادِرَ دَمعِي ما قَضاهُ لَبيدُ
أبَا حَسنٍ وافى كتابُكَ شَاهِراً
أبَا حَسنٍ وافى كتابُكَ شَاهِراً / صَوارِمَ عَتْبٍ كُلُّ صَفحٍ لها حَدُّ
فقابلتُ بالعُتَبى مَضِيضَ عِتَابهِ / ولم يَتَجَهَّمْهُ الحِجاجُ ولا الجَحْدُ
وأعجَبني عيٌّ لديهِ ولَم أزَلْ / إذا لم تكُن خَصمِي لِيَ الحججُ اللدّ
فيا حَبّذَا ذَنبٌ إليَّ نَسَبتَهُ / وما خطأٌ منّي أتَاه ولا عَمدُ
ولو كانَ ما بُلِّغْتَهُ فظنَنْتَهُ / لكفَّرَهُ حقُّ الأخُوَّةِ والوُدُّ
فأهلاً بعتْبٍ تَستريحُ بِبَثّهِ / ويُؤْمِنُني أن يستَمرَّ بك الحِقدُ
لقَد رَاقَ في قلبي وَلَذّ سماعُهُ / بِسمْعِي فزِدنِيْ من حديثِك يا سَعْدُ
ألا أبلِغَا عنّي أٌناساً صحبتُهمْ
ألا أبلِغَا عنّي أٌناساً صحبتُهمْ / فما حَفِظوا عهداً ولا رَاعَوُا الوُدّا
بأنّي وإن حَالت بيَ الحالُ لم أقُلْ / لهمْ واصِفاً شَوقاً ولا شَاكياً وَجْدَا
خذُوا بِزمَامِي قد رجَعْتُ إليكُمُ / رجوعَ مُريدٍ لا يَرى منكُمُ بُدّا
ولكِنْ ليَ الأَعواضُ في النّاسِ منكُمُ / وكلُّ سَماءٍ من سمائِكُمُ أندَى
وصَاحبٍ لا تُمَلُّ الدّهرَ صُحْبَتُهُ
وصَاحبٍ لا تُمَلُّ الدّهرَ صُحْبَتُهُ / يشْقَى لِنفعي ويسعَى سعْيَ مُجْتَهدِ
لم ألقَهُ منذ تَصَاحَبْنَا فحينَ بدَا / لِنَاظريَّ افترقْنَا فُرقَةَ الأَبدِ
ولكنّنِي ألقَى الحوادثَ وادِعاً
ولكنّنِي ألقَى الحوادثَ وادِعاً / بقلبِ أريبٍ بأسُه يَتوقَّدُ
أبيٌّ على عدْلِ الزّمانِ وجَورِهِ / غنيٍّ عن الأعوانِ إن قَلَّ مُسعِدُ
فما هُو في خَطبٍ وإن راعَ جازِعٌ / مَروعٌ ولا في حادث مُتَبَلّدُ
سأُنْفِق وفَرْى في اكتسابِ مكارِمٍ
سأُنْفِق وفَرْى في اكتسابِ مكارِمٍ / أظَلُّ بها بعد المَماتِ مخلَّدَا
وأسعى إلى الهجاءِ لا أرهبُ الرّدى / ولا أتَخَشّى عامِلاً ومهَنّدَا
بكلِّ فتىً يلقى المنِيَّةَ ضاحِكاً / كأنَّ له في القتلِ عَيشاً مُجَدَدا
فإن نلتُ ما أرجو فللجودِ ثمَّ لي / وإن مِتُّ خَلَّفتُ الثَّناءَ المؤَبَّدا
تَلقَّ ذَوي الحاجات بالبِشر إنَّهُ
تَلقَّ ذَوي الحاجات بالبِشر إنَّهُ / إلى كُرماءِ النَّاسِ أشْهى من الجَدَا
عَسى من يُرجَّي سيْبَكَ اليوم يَغْتَني / فتُصبِحُ فيمن تَرتَجي سيبَه غَدَا
إرضَ الخُمولَ تَعِشْ به في نَجْوَةٍ / ممَّا تخافُ ومن مُعانَدَةِ العِدا
دُونَ المعالي عُدوةٌ إن خُضتَها / متقَحِّمَاً أورَدتَ مُهجَتَكَ الرَّدَى
وإذا سَلِمتَ ونلتَ أيسرَ بُغيَةٍ / مِنها جعلْتَ لكَ البريَّة حُسَّدا
فاسمَعْ نصيحَةَ مَن يكادُ لعلمِهِ / بالدَّهرِ يدري اليومَ بالآتي غَدا
أرى شعَراتٍ يَنْتَبِذْن كأنَّها
أرى شعَراتٍ يَنْتَبِذْن كأنَّها / على الماءِ صَدْعٌ في الزُّجاجةِ بادي
وعَهدي بها فيما مَضَى وكأنَّها / على الفِضَّةِ البيضاءِ نقشُ سَوَادِ
إذا ما جَلاَ اللّيلَ النهارُ بنُورِهِ
إذا ما جَلاَ اللّيلَ النهارُ بنُورِهِ / تعقَّبَهُ ليلٌ أَحمُّ ركُودُ
فما لي أرى لَيلَ الشبابِ إذا جَلا / وجاء نهارُ المشيبِ لَيس يَعودُ
نَظَرتْ بياضَ مفارقي فاسترجَعتْ / أسفاً وقالت أين ذَاك الأَسْوَدُ
قلتُ اضمحلَّ فأطرقَتْ وتنفَّستْ / نفساً تُصعِّدهُ حشاً تَتَوقَّدُ
قالت فَهَلْ من مَوْعِدٍ للقائِنا / فأرى نذيرَ البَينِ قُلتُ الموعدُ
نزلنَا بِهِ حتّى إذَا يومُنا انقضَى
نزلنَا بِهِ حتّى إذَا يومُنا انقضَى / رحلنا على العيسِ النّجائِب والجُرْدِ
نؤُمُّ بها البيتَ العتيقَ ونبتغِي / من النَّارِ عتقاً جاءَ في سابِقِ الوعدِ
فيا مَنْ قصدْنَا بيتَه ونبيَّهُ / بكَ العَوْذُ يا مولاَي مِن خَيْبَةِ القَصْدِ
فما أنت إلا الشمس لولاك لم تزل
فما أنت إلا الشمس لولاك لم تزل / على مصر ظلماء الضلالة سرمدا
وكان بها طغيان فرعون لم يزل / كما كان لما أن طغا وتمردا
فبصرتهم بعد الغواية والعمى / وأرشدتهم تحت الضلال إلى الهدى
أقمت عمود الدين حين أماله
أقمت عمود الدين حين أماله / لطاغي الفرنج الغتم طاغي بني سعد
وجاهدت حزب الكفر حتى رددتهم / خزايا عليهم خيبة الذل والرد
أفدت بما قدمت ملكا مخلدا / وذكرا مدى الأيام يقرن بالحمد
وذكرك في الآفاق يسري كأنه ال / صباح له نشر الألوة والند