القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الزَّقّاق البَلَنْسِي الكل
المجموع : 7
يا شمسَ خِدْرٍ مالها مَغرِبُ
يا شمسَ خِدْرٍ مالها مَغرِبُ / أَرامةٌ دارُكِ أمْ غُرَّبُ
ذهبتِ فاستعبرَ طرفي دماً / مفضَّضُ الدمعِ به مُذْهَبُ
اللهَ في مهجةِ ذي لوعةٍ / تَيَّمَهُ يومَ النَّقا الرَّبرب
شامَ بريقاً باللِّوى فامترى / أضوءُهُ أم ثغرُكِ الأشنب
أشبه غَمّاً يومُهُ ليلَهُ / حتى استوى الأدهمُ والأشهب
سُرورُهُ بعدَكُمُ تَرْحَةٌ / وصُبْحُهُ بعدكمُ غَيْهَبُ
ناشدتكَ اللهَ نسيمَ الصَّبا / أين استقرَّتْ بعدَنا زينبُ
لم تسْر إلا بشذا عَرْفِها / أو لا فماذا النَّفَسُ الطيبُ
و يا سحابَ المُزنِ ما بالُنا / يشوقُنا ذيلُكَ إذ يُسْحَبُ
هاتِ حديثاً عن مغاني اللِّوى / فعهدُكَ اليومَ بها أقرَبُ
إيهٍ وإن عذَّبني ذِكرُها / فمِن عذابِ النَّفسِ ما يَعْذُبُ
هل لعِبَتْ بالعَرَصاتِ الصَّبا / فمحَّ منها للصِّبا مَلعَبُ
أمرضَها سُقياك إذ جُدْتَّها / كم غصَّ ظمآنٌ بما يشرَبُ
يا مَن شكى من زمنٍ قسوةً / أين السُّرى والعيسُ والسَّبْسَبُ
أفلحَ من خاضَ بحارَ الدُّجى / وصهوةُ العزِّ له مركبُ
أليسَ في البيداءِ مندوحةٌ / إن ضاقَ يوماً بالفتى مذهبُ
لأخبطُ الليلَ ولو أنّهُ / ذو لبَدٍ أو حيةٌ تَلْسُبُ
من همَّتي حادٍ ومن عَزمتي / هادٍ ولو ضلَّ بيَ الكوكبُ
تحملُ كوري فيه عَيْرانَةٌ / إلى سوى مَهْرَةَ لا تُنْسَبُ
أَسري إلى العَليا بها في الدُّجى / وفَوْدُهُ من شُهْبِهِ أَشْهَبُ
وإنما تُعْرَفُ سُبْلُ العُلى / يسلُكها الأنجبُ فالأنجبُ
إن كان للفضل أبٌ إنَّهُ / نجلُ بني عبد العزيزِ الأبُ
المُنْتَضَى من جَمَراتِ الأُلى / على السِّماكينِ لهمْ مَنْصِبُ
من أُسرةٍ إنْ شهدوا نادياً / زانَ بهم أو وَلَدوا أَنجبوا
تنحطُّ قحطانٌ وساداتُها / عنهمْ وتمشي خلفهمْ تغلِبُ
بيضٌ مصاليتُ قضى سَرْوُهُم / أنَّ جَداهُمْ مَطَرٌ صَيِّبُ
لم تخلُ من نارٍ لهمْ في الدجى / ثنيَّةٌ علياءُ أو مَرقَبُ
جنابُهُمْ أحوى وأبياتُهُمْ / تُوسَعُ بالإكرامِ أو تَرْحُبُ
حيثُ قبابُ المجدِ مضروبةٌ / تُعْمَدُ بالعلياء أو تُطْنَبُ
والأسَلُ السُّمرُ وبيضُ الظُّبا / دونَ العِدا والضُمَّرُ الشُزَّبُ
والعزُّ معقودُ الحُبا أقْعَسٌ / والبأسُ مطرورُ الشَّبا مُغْضَبُ
هل شيَّدَ العلياءَ إلا فتىً / راقَ به المَحْفَلُ والمركبُ
لا يرغبُ الدهرُ وأيامُهُ / والسَّعدُ إلا في الذي يرغبُ
يرى العلا من خيرِ ما يُقْتَنَى / والحمدَ من أفضلِ ما يُكْسَبُ
فاليُمْنُ عن يُمناهُ لا ينثني / واليُسْرُ عن يسراهُ لا يَعْزبُ
نجمٌ نجيبٌ بدرُها شمسُها / عمّارُها حُوَّلُها القُلَّبُ
في الدَّسْتِ منه علمٌ أصيدٌ / وفي الوغى خر غامة أغلب
كم خطبَ المجدَ له صارمٌ / في منبرٍ من كفِّه يَخطَبُ
ذو ظمأ يشربُ ماءَ الطُّلا / وليس يُرويهِ الذي يشربُ
تخالُهُ مُنصلتاً بارقاً / أو كوكباً و قبساً يلهبُ
أَرسل في الحرب شُواظاً له / يَصلى لظاهُ البطلُ المُحربُ
تساجلُ الماءَ له صفحةٌ / ويعدلُ النارَ له مَضربُ
كُلِّلَ من إفرندِهِ جوهراً / ينهبُ أرواحاً ولا يُنْهَبُ
كلُّ شهابٍ عنده خامدٌ / وكلُّ برقٍ عنده خُلَّبُ
يفترُّ عن صفحته غمدُهُ / كما انجلى عن مائه الطُّحلُبُ
ويضربُ الهامَ به أروعٌ / سُرادق الفخرِ به يُضربُ
يخترقُ النَّقعَ على أشقرٍ / ينقضُّ منه في الوغى كوكبُ
يطيرُ في الخُضْرِ به أربعٌ / يُطْوى لها المشرقُ والمغربُ
صَهيلُهُ عن عِتقِهِ مُفْصِحٌ / وخَلْقُهُ عن سَبْقِهِ مُعربُ
لو طلب العنقا على متنهِ / راكبُهُ ما فاتَهُ مَطلبُ
الريحُ تكبو خلفَهُ من وَنىً / والبرقُ من سرعته يَعجَبُ
يُزْهَى به كلُّ زُها جحفلٍ / مَجْرٍ ويزدانُ به المِقْنَبُ
له تليلٌ مثلُ ما ينثني / غصنٌ به ريحُ الصَّبا تلعبُ
وحافرٌ إن يكُ ذا خُضرةٍ / فالجوُّ من عِثْيَرِهِ أكْهَبُ
يحملُ في صهوتهِ ضيغَماً / ليس سوى السيفِ له مِخلبُ
قرَّبَهُ من كلِّ أُكرومةٍ / مُهنَّدٌ أو سابحٌ مُقْربُ
أو صَعدةٌ سمراءُ أو مثلها / يراعةٌ تَطعنُ إذ تَكتُبُ
تمجُّ سماً وجَنَى نحلةٍ / فريقُها يُرجى كما يُرْهَبُ
تريكَ من صِبغَتها جوهراً / يُنْظَمُ في الطِّرْسِ ولا يُثْقَبُ
خرساءُ لكنَّ لها منطقاً / أقرَّ بالسَّبْقِ لها يَعربُ
تلك بنانٌ خُلِقَتْ للنَّدى / فما تني أنوارُها تُسْكَبُ
من واهبٍ لم أدرِ من قَبلِه / أَنَّ المعالي جَمَّةً تُوهَبُ
ذي همَّةٍ علياءَ لا تُرْتَقَى / وعزمةٍ صمّاءَ لا تُغْلَبُ
وفطنةٍ قصَّرَ عن نَعْتِها / أو بعضِها المُطْنِبُ والمسهب
حظّي من الأيام نَدبٌ به / يُرْأَبُ ما يُصْدَعُ أو يُشْعَبُ
ومعقلي طودُ عُلاهُ الذي / يزاحمُ النجمَ له مَنْكِبُ
أوفتْ على الأُفْقِ له ذروةٌ / لاذتْ به الجوزاءُ والعَقرَبُ
سنَّيْتُ أبرادَ ثنائي على / عِطْفَيْهِ من حَوكيَ ما تُسلَبُ
سال به الطبعُ مَعيناً كما / شقَّ بساطَ الروضةِ المِذنَبُ
فالطرسُ مذ أُلبسَ منها حُلىً / تحسُدُهُ العذراءُ والشُّيبُ
راغبةٌ فيهِ على أنها / عن كلِّ بيتٍ في العُلا تَرغَبُ
والغادةُ الحسناءُ مخطوبةٌ / وكفؤُها أوَّلُ مَنْ يَخطُبُ
يا رشأً مسكنهُ فاس
يا رشأً مسكنهُ فاس / أَلشمسُ مهما لُحتَ نبراسُ
صدغاكَ في خدَّيكَ ما لاح أَمْ / أُنبِتَ فيه الوردُ والآس
وعطفكَ اللَّدْنُ انثنى نشوةً / أم غُصُنٌ للأيكِ مَيّاس
حسبيَ أجفانُك خمراً وخدَّ / اك ومن ريَّاكَ أنفاس
لا تسقني الخمرَ إذاً بعدها / قد فعلتْ ما تفعلُ الكاس
ومهفهفٍ أحوى اللَّمى ذي مقلةٍ / تُردي ظُباها بالكميِّ الفارسِ
فَعلتْ شمائلُهُ العذابُ بمهجتي / فعلَ النسائمِ بالقضيبِ المائس
كالغُصنِ هُزَّ على كثيبٍ أَهْيَلٍ / كالصبحِ أُطْلِعَ تحت ليلٍ دامس
أأبا الوليدِ لقد أَدَرْتَ لواحظا / رَسَخَتْ سهامُ قسيِّها في البائس
يا مَنْ سَبا ريّاهُ عَرْفُ الصِّبا
يا مَنْ سَبا ريّاهُ عَرْفُ الصِّبا / وذرَّ من أزرارهِ شارِقُ
ذَرْنِي وعينيكَ أُسائِلْهُما / بأيَّ ذنبٍ قُتِلَ الوامق
تاللهِ ما أَمْلِكُ نجوايَ يا / مملوكُ والدمعُ به ناطق
أنَّى لمثلي فيكَ كَتْمُ الهوى / والدمعُ سَكْبٌ والحشا خافق
غفرتُ للأيامِ ذنبَ الفراقْ
غفرتُ للأيامِ ذنبَ الفراقْ / أنْ فزتُ من توديعهمْ بالعناقْ
ما أَنسَ لا أنسَ لهم وَقْفَةً / كالشهدِ والعلقمِ عندَ المذاق
مزجتُ فيها درَّ أسلاكهم / إذ أزفَ البين بدرِّ المآق
ساروا وقلبي بين أظعانهمْ / فلينشدوهُ بين تلكَ الرفاق
لا مرحباً بالبرقِ ما لم يكنْ / تسقي عزاليه رسومَ البُراق
حيثُ القبابُ البيضُ مضروبةٌ / تحرسُها سُمْرٌ وبيضٌ رقاق
تحملُ في أثنائها غادةً / يحملُ منها القلبُ ما لا يطاق
حاليةً تبسمُ عن مبسمٍ / كمثلِ ما قُلِّد منها التَّراق
من شَفَقِ الليلِ لها وجنةٌ / أو من دمٍ باللحظِ منها يراق
ضعيفةٌ طرفاً وخصراً فما / يُطيقُ ذا اللحظَ ولا ذا النِّطاق
تاهت على البانِ بأعْطافها / وعَيَّرَتْ بدرَ الدُّجى بالمُحاقْ
وأرسلتْ فَرْعَاً غدا لَوْنُهُ / كحالِ مَنْ يُحْرَمُ منها التَّلاق
أَعادتِ الصبحَ ليلةً / حتى تَوَهَّمْتُ صَبوحي اغتباق
سقى ديارَ الحيِّ بالمنحنى / من سَبَلِ المُزْنِ أو الدمعِ ساق
كم ليلةٍ لي بعقيقِ الحمى / قَصَّرتها باللثم والاعتناق
ما ادَّرَعَ الليلُ بظلمائه / حتى كساه الصبحُ منه رُواقْ
فانجفلت أنجمه فاشتكى / للبعضِ منها البعضُ وَشْكَ الفراق
أما الثريَّا فنَوى رأسها / يركضُ نحو الغربِ ركضَ السباق
وطار في إثرِ غرابِ الدُّجى / نسرُ النجومِ الزُّهرِ يبغي اللحاق
وانتبَه الصبحُ بُعَيْدَ الكرى / كذي هوىً مِن غَشيَةٍ قد أَفاق
ورجَّع المُكَّاءُ تَحْنِينَهُ / حتى حسِبناهُ حليفَ اشتياق
في روضةٍ علَّم أغصانُها / أهلَ الهوى العذريِّ كيف العناق
هبّتْ به ريحُ الصِّبا سُحْرةً / فالتفَّتِ الأشجارُ ساقاً بساق
تلك الليالي أعْقَبَتْ بعد ما / أحمدْتُها عيشاً بوشكِ الفراق
لي سَكَنٌ شَطَّتْ به غُرْبَةٌ
لي سَكَنٌ شَطَّتْ به غُرْبَةٌ / جادتْ لها عينايَ بالمُزْنِ
ما حَسُنَ الصبحُ ولا راقني / بياضُهُ مذ بانَ في الظَّعن
كأنما الصُّبْحُ لنا بعدَهُ / عينٌ قد ابْيَضَّتْ من الحزن
طُرَّةُ ليلٍ فوقَ صُبْحٍ مُبينْ
طُرَّةُ ليلٍ فوقَ صُبْحٍ مُبينْ / أم حَلَكُ اللَّمةِ فوقَ الجبينْ
وابِأبي مَنْ أرتضي حُكْمَهُ / في مُهْجَتي وهو من الظالمين
أَغْيَدُ في وَجْنَتِهِ رَوْضَةٌ / يجري بها ماءُ الشباب المعين
قلتُ وقد أقبل يختالُ في / بُرْدَتِهِ يَسْبِي نُهى الناظرين
هذا هو البدرُ وغصنُ النَّقا / فلا تكنْ فيه من الممترين
عُلِّقْتُهُ أحوى حَوى بهجةً / تَمَثَّلَ السحرُ بها في العيون
مطرَّزُ الخدِّ بماءِ الصِّبا / ناهيكَ مِنْ وردٍ ومن ياسمين
أطعتُ فيه نَزَعَات الهوى / ولم أزلْ أعصي به العاذلين
وصنتُ نفسي عن هوى غيرِهِ / من روضِ خَدَّيْهِ بوشيٍ مَصون
ولو سِوَى مَنْظَرِهِ راقني / لألاؤُهُ كنتُ من الخاسرين
يا غُصُناً أزرى بِسُمْرِ القنا / وشادناً أودى بأُسْدِ العرين
طلعتَ منْ قَوْمِكَ في أنجمٍ / أَوْضَحَتِ الظلماءَ للمدلجين
أمسيتَ فيهم قمراً زاهراً / يُعشي سناهُ أعينَ الناظرين
يا لَهَنا المجدِ الذي حُزْتهُ / إنَّكَ منهُ في أي مكانٍ مكين
وليهنأ النبلُ سماتٍ بدت / عليك من فهمك للسامعين
ما لمحيَّاك يروقُ الضحى / وما لأعطافكَ تَسْبي الغصون
هل أنتَ إلا قِبْلَةٌ للورى / قد وقعوا طُرَّاً لها ساجدين
أبا الوليد انتضِ سيفَ الهوى / واخضبْ ظُباه بدما العاشقين
قد نمَّق الحسادُ في وصلنا / زخارفَ الخالين والحاسدين
راموا انقلابَ الودِّ فلْترْمِهِمْ / بردهم ينقلبوا صاغرين
يا قَمَراً مَطلَعُهُ فِي الحَشى
يا قَمَراً مَطلَعُهُ فِي الحَشى / سُبحانَ مَن في خَلَدِي خَلّدَك
لَم يُعطَ ما أَعطِيتَ خَلقاً وَلا / أَفرَدَهُ اللَهُ بِما أَفرَدَك
لَو قُلتَ لِلبَدرِ أَلَستَ الَّذي / فُقتُكَ في الحُسنِ لَما فَنّدك
صِلنِي وَلَو في غَمراتِ الكَرى / وَعِد وَإِن لَم تُنجِزَن مَوعِدَك
كَم قُلتُ لِلكأسِ وَقَد نِلتَها / لَمّا دَنَت مِن فيكَ ما أَسعَدَك
هِمتُ فَما أَدناكَ مِن مُهجَتي / وَدِنتَ بِالهَجرِ فَما أَبعَدَك
قَد خَصَّك اللَهُ عَلِيّاً بِما / شِئتَ مِنَ الحُسنِ وَقَد أَيَّدَك
مَلّكَكَ الدُنيا وَأَربابَها / وَصيّرَ الناسَ بِها أَعبُدَك
فَاِحكُم عَلى الكُلِّ بِما شِئتَهُ / أَنهَضَكَ اللَهُ بِما قَلّدَك
وَامدُد فُؤادِي بِجُنودِ الهُوى / أَيَّدَكَ اللَهُ وَأَعلى يَدَك

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025