هل تعادي الهند مسلميها؟
كان انطباعنا عن الهند قبل سنوات أنها دولة محافظة مسالمة ديموقراطية. و حقوق الأقليات محفوظة فيها ، من بينها ممارسة الأديان بحرية ومشاركة الشعب كله في التصويت كما ينص عليه الدستور الهندي.
فماذا الذي تغير حاليا ؟
هناك حزبان رئيسيان موجودان في الهند ، الكونغرس الهندي و حزب بهارتيا جانتا. الأول يساري بينما الثاني يميني متطرف. وهذان الحزبان يحكمان الهند بشكل متبادل منذ استقلالها سنة 1947.
ومنذ أن تولى الحزب اليميني المتشدد زمام الرئاسة عام 2014 فاصبح يخنق المسلمين بطرق شتى . مرة بتدخلها في قانون الأحوال الشخصية للمسلمين و ثانية منع رفع الأذان بمكبرات الصوت و ثالثة بحظر ذبح البقرات و أكل لحومها و أخيرا بالتطاول على خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم.
وفي الآونة الأخيرة بلغ السيل الزبى واصبح الوضع صعبا للمسلمين لأنهم يريدون تحويل بعض المساجد التاريخية إلى معابد هندوسية بإدعائهم الباطلة تاريخيا أن المسلمين حولوها إلى مساجد في الماضي. ولو كانوا فعلوا كما يدعون فما بقيت آثارالمعابد القديمة التاريخية.
وبالطبع حولوا مسجدا تاريخيا " مسجد بابري" إلى معبد هندوسي قبل عامين تحت ضغوط الحكومة على المحكمة العليا مما خلق إنطباعا للمتطرفين أن بإمكانهم تحويل أي مسجد أو مكان تاريخي إلى معبد هندوسي حسب هواهم و سيجدون الدعم الكامل من الحكومة.
مسجد كيان وابي و تاج محل و قطب مينار هذه الآثار التاريخية مستهدفة استهدافا شديدا من قبل المتطرفين.
الحكومة الحاكمة بدعم من القنوات الإخبارية تنشر الأخبار المزيفة و حقائق باطلة من مصادر التاريخ المفترئة لتقسم الشعب الهندي و تفرق جمعهم كما قيل سابقا "فرق تسد".
ورغم أن المحكمة العليا رفضت القضية وكبحت استبدادهم لكن مادامت الحكومة المركزية تمهد طرق الاستبداد لهم ستظل الآثار التاريخية التي تنعى بمجد المسلمين الضائع هدفهم الرئيسي.