دولة النيبال، في تردد بين الهند والصين
لقد عانى النظام النيبالي الحالي من اضطراب في علاقته مع إدارة نريندرا مودي و إدارة شي جين بينغ. منذ عام ماض لم تتحسن العلاقات بين دولة النيبال والإدارة الهندية على الأرض المتنازعة في غرب النيبال . وهذه القطعة من الأرض بقيت متنازعة بين الدولتين منذ سنوات ، ولم يبلغ أحد إلى أي نتيجة حتى الآن. وإضافة الى هذا انحلت الصين على بعض قطعة من أرض الهند بمقاطعة لداخ في ولاية كشمير ، وقد قبضت عليها وزعمت أنها في ملكية إدارة الصين ، وفي جانب آخر رفضت الهند تلك الزعم من الصين.
وبعد هذا جاءت النيبال تدعي بعض الأراضي في غرب النيبال التي الآن في ملكية الهند ، والحال أن الهند ليست في أي قرار تلك الدعوى. و إنما زعمت النيبال هذا الزعم بعد وساوس حصلت عليها من الإدارة الصينية. ووقعت الحكومة النيبالية في تردد بين الهند والصين. إن مدت يدها المعية إلى الصين تفقدت صلتها بالهند القديمة ثقافة و تجارة ، وإن مدت بالعكس انحلت عليها الحكومة الصينية. قد ساقت سفارة الصين النيبال إلى تنازع شديد بين الدولتين. وهذه المنازعات بين الدولتين لا تتيح الصين فرصة على النجاح في مقصدها لأن الكتب التاريخية شاهدة على أن صلة النيبال بالهند صلة البنت والخبز ، وصلة قوية دينا وثقافة وتجارة. وقد جرى ضرب المثل على هذه الصلة بين الدولتين بصلة الأختين من أم واحد. ستعود قريبا هذه الحيل التي طرحتها الصين شبكة عليها.
لكن كي. في. شرما أولي ( الوزير الأعظم لدولة النيبال حالياً ) وقع في هذه الشبكة المطروحة من جانب الصين. فزعم ما كان لا يزعم به. وادعى إن كالا باني (الأرض المتنازعة فيها بين الدولتين) مع البلاد الأخرى في جوانبها واقعة في مملكة النيبال غصبتها الهند. ولم يقف على هذا بل إنه أعلن الحظر التام عن الإعلام الهندي في النيبال و أوقفه من البث في كل أنحاء الدولة. ومن البديهي أن هذه الأقدام المقدمة من جانب حكومة أولي لا تترك أي أثر على الهند ، بل الدولة هي نفسها تؤثر أكثر من الهند إذ ليس لديها كثير من المواد الوافرة. فكيف بسكانها الذين يكسبون في الهند إن أوقفت الهند الدخول فيها للكسب والعمل وصرفت وجهها كما صرفت النيبال وجهها عن الهند زعما أنها حاصلة على قوات من الصين.
إن لم تصلح الحكومة النيبالية هذه كلها الآن سوف تقع في خطر عظيم. لا يكون لديها أي لمد أيدي النصرة والتعاون. والهند أيضا ستفقد جارها الصديقة منذ الزمن الأول. فهذه ستسوق خطر لكل منهما. في الجملة كل واحد منهما محتاج إلى الآخر.
ثم الهند غاضبة بعد أن زعم كي. في. شرما أولي أن رام (أحد آلهة الهندوسية) ولد بمقاطعة بيرغنج (أحد إقليم النيبال) وأن أيودهيا (مكان ميلاد رام) في الأصل يقع في النيبال. لكن لم تعلن الحكومة الهندية أي شيئ صراحة عن هذه المزاعم التي زعمها أولي. ولكن قيل إنها طلب الكف عن هذه المزاعم الكاذبة.
ثم هذا إن جري بين الدولتين إلى زمن طويل يؤثر على التجارة النيبالية في مستوى واسع أكثر من أي شيئ. فإن النيبال لديها عجز تجاري ضخم مع الهند. وكما تشير القرارات الدبلوماسية والسياسية إلى أن الهند هي أكبر شريك تجاري للنيبال. ولكن التجارة تميل بشدة لصالح النيبال. ثم إن مجموعة السلع التي تستوردها النيبال من الهند ضخمة. السلع المستوردة من الهند مثل السلع المطعامة والملبوسات ، بل الأكبر من هذه كلها الذي ستفقده الدولتان هي الهوية القومية والأخوة والصداقة التي بدأت قبل تشكيلها كوطن ومملكة. ومن ناحية أخرى ، فإن ٣٠٪ من مكونات السيارات في النيبال يتم تلبيتها من الهند. ونحو ٤٠٪ من سوق الألعاب والدرجات في البلاد مشغولة بالمنتجات الهندية.
وفي جانب آخر إن ترفض النيبال معية الصين في هذه المعركة التجارية والسياسية على الأرض المتنازعة فيها ستفقد النصرة الحاصلة من الصين علو مستوى واسع في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية والسلع الاستهلاكية والسلع الصناعية والهواتف الذكية والسلع الصناعية والخلايا الشمسية والمنتجات الصيدلانية الأساسية بما في مرض السل والجذام والمضارات الحيوية وغيرها الكثير.
فليس هناك للنيبال أي سبيل للنجاة من هذه الأخطار العظيمة الواقعة سوى الطريقة الإصلاحية والتصالح بين هذه الثلاث ، والتقدم إلى الفعاليات المتطورة من جديد. وكل منها إلى حاجة من تحديد الدبلوماسية وإبقاء الصداقة والأخوة كما كانت.