ها هي ثمرات تجربتي الجديدة: من سلسلة يومياتي بقلمي.

      منذ أن جئت إلى المدرسة كلفت من قبل الإدارة بتدقيق كراسات التمارين للطلاب المتخصصين علما أنهم جدد وليسوا قدامى، فعربيتهم تكون جديدة، حيث يكتبون في حل التمارين الأشياء فالأشياء، فيكسرون عظام العربية تماما وكأنهم مجددون في النحو والصرف. وقد تكون عباراتهم خالية من الأخطاء النحوية والصرفية ولكنها مليئة من الأخطاء اللغوية. والسبب فيها هو أنهم أولا يتفكرون بلغاتهم في أدمغتهم ثم ينقلونها إلى العربية، فاعتمادهم على ترجمة كليا يجعلهم يقعون في الأخطاء اللغوية.

      ومن الأخطاء الشائعة بينهم صيغة المتكلم للفعل المضارع، فيقولون: "ننظرون أو نتكلمون" فعندما يسألون عن هذه الصيغة فيجيبون بكل ثقة أنها صيغة متكلم. وليس بمعنى أنهم ضعفاء في الصرف والنحو بل قد يكونون أقوياء جدا حيث لو كلفتهم بتصريف الأفعال يصرفونها بنفس واحد دون تردد ولا خطأ، ولكنهم لا يتفكرون عند كتابتها. فلذلك يرد في عباراتهم وكتاباتهم مثل هذه الأخطاء التي لا تغفر.

      والجدير بالجديد في تدقيق تمارين الطلاب هو أنني أكلف كل طالب بقراءة ما يكتبه، وهذه التجربة كانت لي تجربة جديدة فما كنت أعلم أن الطلاب لا يعلمون ما يكتبون، فكان ظني فيهم أنهم يفهمون ما يكتبون فلذلك ما كنت أسألهم في السنوات الماضية، بل كنت أقرأها بنفسي وأمرر القلم الأحمر على الأخطاء ثم كنت أوقع فيها. ولكن سبحان الله تجربتي الجديدة علمتني أمورا كنت أجهلها من قبل، فعلمت منها أن بعض الإخوة لا يكونون قادرين على قراءة ما يكتبونه في كراساتهم، بل بعضهم لا يفهمون ما يكتبون. فلذلك بدأت أكلفهم بقراءة عبارات التمارين حتى لما يأتونني فيكونون على بينة تماما بأن الأستاذ لا يتركنا فهم يفهمون ما يكتبونه. وبإذن الله أستمر في هذه التجربة حتى أرى ثمراتها.

أ.د.خليل أحمد


مجموع المواد : 507
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025

التعليقات

يجب أن تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب

يستغرق التسجيل بضع ثوان فقط

سجل حسابا جديدا

تسجيل الدخول

تملك حسابا مسجّلا بالفعل؟

سجل دخولك الآن
المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025