أدب الأطفال....حاجته وأهم غاياته

مكانة أدب الأطفال:

لا شك أن الإسلام يفوق الأديان في الجامعية والإحاطة، ويضيئ بتعاليمه دروب الحياة الاجتماعية والفردية ولا يترك زاوية من زوايا الحياة المظلمة إلا ينيرها بنوره اللامع. فهو الذي يرشد جميع أفراد المجتمع، ويسلك بهم مسلكا واحدا رغم ميولاتهم المتباينة، ورغباتهم المتشاكسة. وهو الذي يلم بشؤون الفرد والعائلة والمجتمع إلماما تاما، فيكوّن مجتمعا مثقفا مهذبا يقود أقرانه ويهديهم إلى قيم أعلى وأسمى.

والسر في هذا النجاح الباهر أن الإسلام اعتنى بكل فرد من أفراد المجتمع أشد الاعتناء، ولم يهمل أحدا منهم بل اعتبره جزءا أساسيا للمجتمع، وبذل مجهوده في تربيته وإرشاده والسمو به إلى ما هو أرفع.. ورقي المجتمع كامن في رقي الفرد.

ومن هذا المنطلق لم يقصّر الإسلام في تعهد الأطفال بالعناية أي تقصير بل عني بهم عناية كبيرة؛ لأنهم شباب المستقبل ورجال الغد. وينظر الإسلام إلى الطفل كجوهرة نفيسة يجب العناية بها، والمحافظة عليها.  ويبدأ منهج الإسلام لتربية الطفل قبل كونه جنينا حيث أمر الرجل باختيار زوجة صالحة ذات صفات مخصوصة؛ لتكون أما مثاليا تحسن رعايته وتربيته، وتنشئه على أسس سوية رفيعة. ثم تأتي بعد ذلك حقوق الرضاعة، والحضانة، والتعليم، والتأديب، والتربية، وحقوق الثقافة، والتدريب على المهارات النافعة المثمرة؛ للارتفاع بمستوى قدراته العقلية والجسمية وتنميتها.

وأدب الأطفال يلعب دورا كبيرا في تثقيف الطفل وتهذيبه ويمثل لنا عمودا فقريا في تنمية الطفل وتربيته. وأدب الطفل الإسلامي أقوى مقاوم للمحاولات الاستعمارية والغزو الفكري الذي نعاني من شدة بطشه وفتكه ما لا يخفى على أحد. فأدب الأطفال يربط الطفل بقيم الدين ومبادئه، ويعرفه على أسس أخلاقية سوية، ويربيه على تحمل المسؤوليات، وينمي لديه التفكير الإبداعي، ويجعل إدراكه للمعنى أكثر دقة وفهمه أكثر عمقا واستيعابه أشد إلماما وإحاطة، ويحليه بخصوبة الوجدان، واتساع الخيال، ورقي الذوق، ويبعده عن زيف الخرافات والانحرافات والأفكار الضالة والمضلة.

أهم غايات أدب الأطفال الإسلامي:

 لا شك أن أدب الأطفال الإسلامي ينتمي إلى أهداف وغايات سامية نلمح إلى نبذة يسيرة منها:

  1. الحث على خلق قويم من صدق، وبر، وعدل، ورحمة، وحلم، وحياء، وصبر، وشجاعة، وعزة، وتواضع، وشفقة، ووفاء، وعفة، وصلة رحم، ورعاية حق الجار والفقراء، وإغاثة الملهوف، والشهامة، والمروؤة.
  2. تربية الطفل على تحمل المسؤوليات.
  3. إصلاح عقائده وتنقية أفكاره وتصفية تصرفاته.
  4. تزويده بمعلومات عامة لا بد منها.
  5. تزويده بلغة سليمة قوية.
  6. الرقي بذوقه والسمو بأحاسيسه وعواطفه ووجدانه.
  7. إمتاعه وإشباع ميوله إلى المغامرة والمساهمة في تكوين العلاقات الاجتماعية.
  8. مساعدة الطفل على وعي ذاته وعلاقته بالآخرين.
  9. جعل الطفل جزءا متميزا ذا شخصية جلية في المجتمع.

الخاتمة:

هذا سهم من كنانة، وغيض من فيض مما ألف في نظرية أدب الأطفال  ومنهجه. والقصد من هذا التحرير الوجيز جذب الانتباه ولفت الأنظار إلى سعة هذا الموضوع وعمقه، وبيان أننا بحاجة ماسة إلى تقديم لغة ثرية إلى الناشئة، مطبوعة بطابع إسلامي، بعيدة عن زيف الخرافات والأفكار الضالة والمضلة. وهذا التحرير يدعو كل من امتلك ناصية الكتابة الإبداعية الفنية أن يتقدم بكل ما أوتي من علم وفن، ويجول في هذا الميدان الواسع الأرجاء جولة حامية ؛ليكون له حظ وافر في تربية الأولاد وإعداد رجال الغد..

 

كتبه: أحمد عبدالله

أستاذ بمدرسة ابن عباس رضي الله عنهما (فرع إسلام آباد)

شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024

التعليقات

يجب أن تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب

يستغرق التسجيل بضع ثوان فقط

سجل حسابا جديدا

تسجيل الدخول

تملك حسابا مسجّلا بالفعل؟

سجل دخولك الآن
المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024