الأدب الاسلامي

الفرق بين الأدب الإسلامي وغير الاسلامي

كثير من الناس يظنون أن الأدب إذا كان جاهلياً فكان فاسقاً،وإذا كان دينياً لم يستحق أن يدعى أدباً لأنه خلا من المتعتة واللهو،وهذا صحيح بأن الأدب قديكون فاسقاً ولكن ليس الفسق من مقومات الأدب ولا من خصائصه اللأئقة،أما بنسبة إلى الإسلام قدسبق الدينية كما نشاهد في الإبتهالات والدعاء والوعظ.....ولايعجز الأدب في الإسلام عن تلبية حاجات الإنسان الطبيعية،ولاعن تمثيل لصورة الحياة الإنسانية،ولايُشعر في الأدب الإسلامي بعجز أو قصور إلا الذين يتهمون الإسلام في ذاته ومع ذلك أن الإسلام براء،وخير مثل في ذلك حياة الرسول صل الله عليه وسلم فقد كانت حياة انسانية حافلة شاملة وقد صورها لنا أدبه صل الله عليه وسلم.

و للأدب صلة وثيقة بالحياة ؛يمثل الحياة ويصورها ويعرضها للقارئ والسامع صورة تنعكس جميع مجالات الحياة،ويعرض عرضا جميلا ومؤثراً لشتى جوانبها وأشكالها،وعند يفوتنا النظر مباشرة إلى الحياة ننظرها بمرآة الأدب،فباالأدب يصل الإنسان الى فهم ظواهر الحياة وتذوق كيفيتها،وقديكون هذا الفهم أحسن وأقوى من تذوقنا الى الحياة مباشرة،ولو أن الظواهر حقيقة ومباشرة لكن الأدب ينوبها منابا قوياً.

 

صلة الأدب بالحياة:

 ومن أغزر اللغات أدبا وأطولها عمرا هي اللغة العربية وآدابها،فإن امتدادها خمسة عشر قرنا،ولم ينقطع في هذا الإمتداد المدّة،ولم تنسحب في جميع المجالات إلا ضعف بسبب بعض الإعتورات،وقد كان الرسول هذا الدين وهو الداعي الأعظم للإسلام من أكثر أهل هذه اللغة وآدابها قوة واجادة،ولم يكن قائلا بالشعر ولكنه مجيدا لفهمه ومتذوقا لمعانيه،أما في النثر الأدبي فقد كان النبي صل الله عليه وسلم أروع الناس كلاما فيه،ثم إن الدين الإسلام لم يكن دينا قاصرا محدودا في العبادات حتى إذا كان معه الأدب نقول:الأدب قاصر ومنحصر،بل الإسلام هو الدين الفريد الذي اتسع كاتساع الإنسان وامتد كامتداد حياته فلأجل هذا لم يكن صعوبة للأدب في منادمة الإسلام ومسايرته.

فموضع الإختلاف بين الأدب الإسلامي وغير اسلامي هذا؛بأن الأدب الإسلامي يراعي مصلحة حياة الإنسانية،والأدب غير الإسلامي لايراعي مصلحة حياة الإنساني،بل يدخل أين ماشاء وكان مثل؛البهيمة الحاملة الهائمة،ولاتفرق بين الصافي والعفن،والطيب والخبيث،أما الأدب الإسلامي لايحب هتك العورات ولاإثارة الشهوات،وهو أدب نافع وهادف،ويتلقى روحه وهدايته من الإسلام ومن حياة النبي صل الله عليه وسلم،أما الأدب غير الإسلامي يتلقى روحه وهدايته من هوى الإنسان ويعمل عمل خبط عشوا.

فليس الأدب الإسلامي محدود وقاصر بل وسيع تشمل على السخط والرضاء،وعلى الغضب واللطف،وعلى البكاء والضحك،وعلى الكراهية والحب،وعلى الجد والمزاح،وعلى العقل والوجدان،ويصور سلوك الصديق مع الصديق،وسلوك الرجل مع المرأة،ويعين الإنسان في قضاء حاجاته؛لأنه أدب اسلامي يمثل الحياة.

والأدب أكبر وسيلة قوية مؤثرة من وسائل الدعوة إلى الله لكل عالم داعي مسلم،يدعو الى الله،ويذود به عن بالإسلام وقضايا الأمة الإسلامية،ويبرز أمراضها وأخطارها،ويصف لها الدواء والحل،ويلزم على كل أديب وكاتب أن يهتم ويشتغل بالتعبير الفني اهتماما بالغا واشتغالا كبيرا،وتشتمل التعبيرالفن.

١-على جمال الروعة؛أن يعبر ما في ضميره بالروعة والجمال حتى يتلذذ القارئ من قراءة كل سطر ويزداده شوقا.

٢-الهدف؛أن تكون كتاباته ذات هدف ورسالة ودعوة،ألاّ يكون اشوائيا بلا جدوى.

٣-الإلتزام الدينية؛أن تكون كتاباته ملتزما بالدين.

٤-الإلتزام الأخلاقية؛ملتزما بأخلاق الإسلام وآدابه لايحيده عنهما.

٥-الدعوة الى وحدة الأمة والتغنى بامجادها.

ثم الأدب الإسلامي لاينحصر في الخطبة والقصة والدرس،بل يشتمل عليها وعلى التاريخ والسيرة والوصف والحوار......بل إنه مرآة كلامية صادقة للحياة الإنسانية في الأحوال النفسية والكونية.

عبد الحميد بلوشي

طالب في الصف الثالث
طالب بجامعة دارالعلوم زاهدان
مجموع المواد : 17
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025

التعليقات

يجب أن تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب

يستغرق التسجيل بضع ثوان فقط

سجل حسابا جديدا

تسجيل الدخول

تملك حسابا مسجّلا بالفعل؟

سجل دخولك الآن
المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025