وقع أمر لم أتصوره!
بدأ صوت أذان الفجر من مساجد شتى، وأنا لبست أحذية الرياضة استعدادا للرياضة، علما أنني أقوم بها قبل صلاة الفجر بسبب زحمة المشاغل والأمور، فما إن أصلي صلاة الفجر مع الجماعة في المسجد أشتغل فيما يجب علي اشتغاله، وأقوم بإنجاز أمور حتى أفرغ قبل بدأ الدوام الصباحي، وعادة في وقت الرياضة يكون ظلام فوق سطح المدرسة، فلا يرى أشياء موضوعة بوضوح، فما حدث بي اليوم لن أنساه طوال حياتي...
فلما لبست أحذية الرياضة، وصعدت إلى سطح المدرسة لأتريض، وبدأت بالمشي السريع، فخلال مشيي سمعت صوت خشخشة يصدر من حصير ملفوف موضوع في وسط سطح المدرسة، فكلما أقترب منه يهدأ ذلك الصوت، لكن ما إن أبتعد عنه يبدأ ذلك الصوت من جديد، وفي البداية حسبت أنه يتحرك بسبب الهواء، لكن تذكرت بأن الهواء أيضا لم تكن إلى هذه الدرجة، حتى يتحرك الحصير بقوتها...
ولم أتوقف عن الرياضة، وذلك الصوت ما لا يزال يشوشني، وبدأ يشكل لي مصدرا للقلق والاضطراب، وبدأت الهواجس تعاودني، والأفكار العجيبة تحضرني، فأحيانا أقول: إن حركة ذلك الحصير هي حركة عادية بسب حركة الهواء، ولكن عقلي لم يقبل هذه الفلسفة لانعدام هواء. وتارة كنت أقول في نفسي: من الممكن يكون هنالك مخلوق آخر يصوت من داخل الحصير صوتا، فكنت أخاف نفسي قليلا، ولكنني أطمأنت نفسي بأنه مجرد خيال، لا غير...
أخيرا قررت من الاقتراب من ذلك الحصير، حتى أرى بأم عيني لما ذا يأتي الصوت من داخله، فلما قربت منه زدت حيرة، وعلمت شيئا جديدا، وهو أن الحصير يتحرك بحركة قوية، فأيقنت في البداية أن ذلك المخلوق موجود فيه، فابتعدت عنه قليلا، وكنت أراه من بعد، فأحيانا يتحرك، وأحيانا يتوقف...
فكنت سارحا في لجوج تلك الأفكار المختلفة، ولم أصل إلى النتيجة، حتى اكتشفت علي حقيقة مصدر ذلك الصوت وحركة ذلك الحصير، فالقطة خرجت منه مهرولة إلى سلالم، ففي البداية خفت لكن ثم طردتها تماما، وهي كانت متورطة في الحصير، فكانت في محاولة خروجها منه، فكلما كانت تحاول الخروج منه كان يتحرك، ويصدر منه صوت، فقيدت هذه الحادثة في كلماتي هذه، حتى تكون من ذكرياتي مستقبلا...
حررت هذا التحرير في تاريخ :9-02-2020م / 14-جمادي الثانية 1441هـ