هل ارتكبت جريمة الانتحار بنفسها أم أنها قُتِلَتْ بطريقة وأخرى!
إن الانتحار والقتل جريمتان متشابهتان متداخلتان، وسويان في النتيجة، حيث إن كل واحد من هاتين الجريمتين يجعلنا نفقد حياة الإنسان، وقد يكون ذلك الإنسان محبوبا لدينا جميعا، أو على الأقل إنه يكون محبوبا لدى أقربائه، إلا أن الانتحار يحمل معنيين: أولا: يمكن أن المقتول هو الذي اختار طريقة لانتحار نفسه. وثانيا: يمكن أن يأتي أحد من الخارج، ويقتل ذلك المقتول، ويجعل قضية مشابهة كقضية الانتحار. والقتل أيضا على نوعين: قتل النفس بنفسه، والذي يقال له في مصطلح المجتمع الانتحار، وقتل النفس بأيد الآخرين...
وفي كلتي الصورتين أكبر خسارة للإنسانية، ومثل هذه الجريمة لا تأتي في الوجود إلا لعدة أسباب، وهي تكون نسبية، حيث كل سبب يختلف حسب الأشخاص، إلا أنه من البديهي أن السبب لا بد أن يكون قويا لارتكاب جريمة انتحار النفس، والدنيا مليئة من مثل هذه الجرائم، من رغم أن كل إنسان يتأمل الأمن والسلامة والأمان في بيته وفي زقاقه، وفي مدينته، وفي إقليمه حتى يتمنى أن تكون السلامة والأمن سائدا في بلده بأكمله، ولقد وضعت لأجل السلامة ولإحياء الأمن والأمان في البلد كله قوانين صارمة، وعين لها أجهزة الأمن، والتي هي عبارة من مجموعة من الناس المدربين، وبزي خاص، وبوظيفة خاصة، فمثل هؤلاء يضحون أنفسهم لأجل جعل البلد آمنا...
فرغم وجود تلك الوسائل وأجهزة الأمن تحدث الحوادث والجرائم فوق التصور، فما حدث أمس في بلدنا هو جزء من تلك الحوادث والجرائم، حيث إن فتاة تدرس في كلية الطب، ولها مسكن خاص، تقيم فيه فقط الطالبات، وكانت تلك الطالبة في السنة الرابعة أم الخامسة من حيث الدراسة، وحوالي الساعة الثالثة أم الثالثة والنصف عثرت على جثتها مرمية في غرفتها الخاصة بها، فبدأت الحركة غير عادية في كلية من رئيس الكلية إلى أدنى أستاذ، فنقلت جثتها إلى المستشفى، ليعلم أنها نحرت نفسها أما أنها قتلت بجريمة القتل؟
وطبعا أنا وأنت لا نستطيع أن نحكم عليها حكما نهائيا، ولا إشارة، إلا أن الأخبار كانت تشير أنها لم تنحر نفسها، أي لم تقتل نفسها بنفسها، بل إنها قتلت تحت خطة محكمة، وحقيقة الأمر موقوفة على نتائج التقارير التي تأتي من قبل الأطباء الذين يقومون بشرح جثتها، في الطب العدلي، ولكنها كانت شابة.
ولقد أخبرت بعض الصديقات بأنها كانت معنا على الساعة الواحدة والنصف، ثم ذهبت إلى غرفتها في سكن الطالبات، وبعد ساعتين ماذا حدث لها بأنها يقتل نفسها بنفسها، لا شيء. أي إنها لم تقتل نفسها بنفسها، بل قُتلت، ولقد يشهد على ذلك المقطع الأخير الذي انتشر على موقع التواصل الاجتماعي بعد وفاته بأربع ساعات، حيث يرى فيه أن هنالك طالبة ما واقفة أما باب غرفتها، منتظرة لفتحها، فيأتي رجلان من خارج، فما إن يفتح الباب يدخلان فيها، ثم ما حدث في داخل الغرفة لم يسجل عبر كاميرات المراقبة، ثم خرجا، وفرا...
فمن هنالك بعض الخبراء يقولون: إن تلك الفتاة التي كانت واقفة أمام باب غرفتها هي شريكة في الجريمة معهما، حيث إنها أرسلت من قبلهما تحت خطة محكمة حتى تفتح الطالبة المقتولة باب غرفتها، فما إن تفتح باب غرفتها يدخل الرجلان، ويقتلانها، وهذا ما حدث في المقطع المسجل..
لكن لا يزال الوقت مبكرا في الحكم النهائي على هذه القضية، لكن الشيء الوحيد ظل يقلق الآباء والأمهات، هو أن المؤسسات التعليمية والتي خاصة فيها سكن، لم تكن آمنة الآن على الإطلاق، لأن الجريمة التي ارتكبت أمس كانت في ضوء النهار تماما، ومثل هذا القلق لا يزول من قلوبهم بهذه السرعة، ولكن ماذا عسانا وما ذا عساهم يفعلون!