سبب المشكلة هو نحن الآباء!
بدأ يرن جوالي في ساعة متأخرة من الليل، فلم أكن قادرا على الرد، لكن في اللحظات الأخيرة قمت بالرد عليه، فسمعت صوت زميلي يملأ من الحزن واليأس، قائلا:
أخي الكريم أنا في مشكلة كبيرة وبحاجة إلى مساعدتك، فهل يمكنك تقديم المساعدة إلي؟
فقلت: كيف لا فأنت أعز صديق لي!
فقال: لدي بنتا أردت زواجها، فالخاطب الذي ترغب فيه بنتي هو عالم، فقير، لا يملك إلا شرفه وخلقه وعزة نفسه، ولايملك الدنيا ولا المال، فهناك شاب آخر جميل غني مدلل وحيد أبويه، الذي يملك وزنه ذهبا، وأنا أرغب فيه لكن بنتي لم تقبله، لأنه ليس بصاحب علم ، ولا بذي مهنة، وأنها أبت من أريده، وأنا أبيت من تريده، فأخشى أن تبقى بنتي بلازواج طول الحياة، فأرجو أن تحل مشكلتي هذه، وأنا حائر في هذه المشكلة لا أدري ماذا أصنع؟
قلت: سبب المشكلة هو نحن الآباء الذين نحسب بناتنا سلعة، فنريد بيعها، لمن يدفع فيها الثمن الأكبر، ونظن أن الزواج هو صفقة تجارية، فنتمنى أن نخرج منها بالربح الأوفى، وجعلنا الزواج معاملة مالية، نبحث فيها المهر والجهاز، والحفلات الولائم، قبل أن نبحث عن التوافق والحب، والسعادة الزوجية.
نحن الذين وضعنا الأشواك في طريق الشباب، الذين يريدون بناء البيت، وإنشاء الأسرة، وإرضاء الله والخلق، وأقفلنا في وجوههم أبوابنا، ففتحنا لهم بذلك باب الفجور والفساد، وعبّدنا لهم طريق البغاء والمرض والإفلاس.
فنحن الذين نضحي بصحة بناتنا، وبأخلاقهن وبسعادتهن في سبل التفاخر والتكاثر، والعظمة الفارغة، فنحن مسئولون عن هذه المشكلة!