هل هو شبح أم ظل أم .....
إنه ليل مظلم، لا يرى قادم ولا ذاهب، وخيَّم الهدوء مكانا تاما، فالصوت الخفيف يُسمع بكل وضوح حتى أنفاس يتنفس بها الإنسان، والساعة تدق بأنها واحدة تماما.
كنتُ أغط في نوم عميق، فسمعت صوت أحد كأنه يناديني، فلم ألتفت إليه في أول وهلة، لكنه تكرر على مسامعي، ففتحت عيني لأرى مصدره، فدُهشت أن أحدا واقف بجنبي ظنا أنه شبح من الأشباح، وأنا لم أرى شبحا في حياتي، فدثرت وجهي بمنديل بأنه يذهب، لكنه ثبت في مكانه، وذلك لأنه لم يكن شبحا ولا ظلا بل كان إنسانا.
فناداني مرة أخرى فقلت له ماذا تريد يا رجل؟ فقال لي يا أستاذ، أحد الإخوة يصرخ بتفاقم مرضه، فنهضت مسرعا ناسيا لبس القلنسوة، فذهبت متخطيا على الإخوة النائمين إلى الأخ المريض، فرأيته متقلبا على فراشه لشدة ألم كان يشعره في كليته.
لم تكن لدي سيارة كي أنقله إلى المستشفى، فطلبت من اثنين ينقلانه إلى المستشفى بالعربة الثلاثية، فذهبا به، ثم عُدت إلى السرير للنوم مرة أخرى لكنه أبى أن يطاوعني، رغم محاولات كثيرة غير أنها بائت كلها بالفشل.
فبدأت بتسبيحات حتى دخلت في عالم نوم، فنمت ولم أشعر متى غططت في نوم عميق، فهذا ما حدث معي اليوم ...