رجاء، لا تعلم طفلك الكذب!
قال الابن: أبي جاء أحد من زملائك، ...
ذهبت للقاء أحد زملائي القديم، فرحب بي ترحيبا ساخنا، وأجلسني في غرفة الضيوف، فجلست، فمددت يدي إلى جريدة موضوعة على الطاولة حتى أطلع على الأحداث التي تحدث في بلدنا، وإذ بي أسمع حوارا جرى بين زميلي وابنه الصغير:
قال الابن: أبي جاء أحد من زملائك، ويناديك؟
الأب: اذهب إلي يا بني، وأخبره أنني لست في البيت.
الابن: أبي كيف تقول هذا الكلام وأنت في البيت.
الأب: لا تناقشني، قلت: لك اذهب وأخبره كما أقوله لك.
فذهب الابن وأخبره.
فلما جاء زميلي إلى غرفة الضيوف، بادرته بحديثي حول الحوار الذي سمعت منهما، فقلت له:
لقد سمعت كل شيء جرى بينك وبين ابنك، فتأسفت كيف تعلم ابنك كذبا، الذي لم يبلغ الثالث من عمره، و لم يفرق بين الصدق والكذب؟!
فأجابني ضاحكا: هذا الأمر بسيط، لا يُحدث شيئا كبيرا كما تظن.
فقاطعته مباشرة، وقلت:
لا تقل إن هذا الأمر هين إلى هذه الدرجة، وذلك بأن الطفل الصغير لا يكذب أبدا، ثم عند ما يكبر فكيف يكذب؟ إنه يتعلم الكذب من الأبوين، ومن الأسرة، والإخوة الآخرين، وزد على ذلك يا حبيبي أنك زرعت اليوم حبة الكذب في قلب ابنك الصغير، فإنها تنبت يوما بعد يوم، وسوف تصبح شجرة ضخمة حتى لا تقوى على قطعها، فلذا أرجوك كل الرجاء لا تعلم أولادك الصغار الكذب، ولا تعودهم عليه...
فخرجت من بيته سارحا في فكرة نفس الموضوع، وتركت هذا الموضوع دون تعليق، فماذا رأيكم أيها الإخوة، هل أنا مصيب في ما قلت، أم مخطئ؟
صفحة التعليق في ناقش: