20 صفات مهمة لتكون معلما مثاليا

طالما تستقبل المدارس الشرعية الأساتذة البارعين في فنونهم، ولطالما تبحث عن الذين يتحلون بصفات تجعلهم ماهرين في فنونهم، فنحتاج إلى معرفة تلك الأوصاف التي لا بد من وجودها في كل أستاذ، وإليكم محاضرة باللغة الأردية للشيخ يوسف خان، الأستاذ ...

طالما تستقبل المدارس الشرعية الأساتذة البارعين في فنونهم، ولطالما تبحث عن الذين يتحلون بصفات تجعلهم ماهرين في فنونهم، فنحتاج إلى معرفة تلك الأوصاف التي لا بد من وجودها في كل أستاذ، وإليكم محاضرة باللغة الأردية للشيخ يوسف خان، الأستاذ بالجامعة الأشرفية، ألقاها على اجتماع جمع عددا من المعلمين في الأكاديمية الشرعية، وها هو نصها مترجما إلى العربية مع تغييرات طفيفة وإضافات يسيرة.

 

الأستاذ البارع الذي يتمهر على النفسيات والأخلاقيات والروحانيات، وكل ميزة من الميزات الثلاث تنوط بميزة أخرى، فلذا أذكر بعض الأصول المشتركة في الميزات الثلاث:

 

1- الإخلاص

الأستاذ الجيد والبارع دوما يكون مخلصا في فنه، فكلما يتلبث بفنه تزداد رغبته فيه، وتقل المعرقلات الحائلة بينه وبين طريقه، فالإخلاص مهارة وجوهر يحدث متعة في العمل، لذا على الأستاذ أن يكون مخلصا في فنه وعمله.

2- التقوى

الجدير بالذكر أن العلم والتقوى يرتبطان معا، حتى إن القرآن الكريم جعل مدار خشية الله على العلم، ولا يخفى على أحد أن لسان الأستاذ يترك أثرا قويا لكلامه قدرما يتشبث بالتقوى.

3- دوره العملي

تقع أنظار طالب العلم على أستاذه من حيث أخلاقه ودوره ومعاملته، وهذه كلها تنتقل من الأستاذ إلى طالب العلم بغير وعي، ولذا يجب على المعلم أن يحتاط في مشيته وجلسته ومعاملته.

4- المداومة على تلاوة القرآن

ليكن اعتياده على تلاوة القرآن يوميا، والتلاوة على الأقل يكون بصوت تسمع نفس القاريء، و سيشعر إن شاء الله تعالى بأثر تلاوة القرآن في عمله.

5- ذكر الله

يجدر به بعد تلاوة القرآن، وتحديد وقت معين لذكر الله عز وجل، لأن عمله هذا يؤثر في إحياء قلبه.

6- الشكر

المعلم الجيد والناجح الذي يكون في مزاجه الشكر، والشكر ثلاثة أنواع:  (1) قلبا (2)ولسانا (3) وعملا.

فمعنى الشكر قلبا: أن يحترم كل من أسدى إليه جميلا، ويحبه، فالمدرسة التي يدرس فيها لابد من احترام مديرها ومنتظميها، فالأستاذ الذي يذكر مساوئ محسنه أمام طلابه، ويقدح فيه فهو مدرس فاشل.
أما الشكر باللسان فيؤدى بطريقتين:

  1. الطريقة الأولى: تستفاد من سورة الضحى، بقوله تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: ١١]
  2. والطريقة الثانية: أن يشكر محسنه بلسانه كما قال الله عز وجل: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ} [لقمان: 14] وكما قال النبي  صلى الله عليه وسلم : «من لم يشكر الناس لم يشكر الله» (الترمذي: 1955)

وأما الشكر العملي فمعناه أن النعم يستعملها المدرس استعمالا صحيحا فالذي لا يستعملها استعمالا صحيحا فهو مدرس فاشل.

7- الحياء

الأستاذ الجيد هو الذي يتحلى بصفة الحياء، ويجالس الصلحاء، ويشهد له سكان المنطقة بأنه طيب الأخلاق، فليكن مثل العطار كما جاء في الحديث، فكل مار به يتطيب، ولا يكن مثل الحداد ، فالذي يمر به فلا يجد منه إلا النار وحرارتها.

8- الشعور بالمسؤولية

لقد ثبت من التجارب أن تقاعس الطلاب عن مسئوليتاهم عادۃ یکون لأجل تقاعس الاستاذ عن مسئوليته، فلا بد للأستاذ أخذ المسئولية بالجد حتى لايكون سببا لتقاعس الطلاب عن مسئوليتاهم.

9- المجالسة والمصاحبة الصالحة

من صفات المعلم الجيد مصاحبته للصلحاء، واختلافه إلى مجالسهم، ولتكن صلته قوية بالمجتمع، ووفق الحديث يناسب أن يكون مثل بائع الطيب، فكل مار به على الأقل يكون متطيبا، ولا يكون مثل الحداد الذي لا ينال إلا حرارة الأكوار، فلايصاحب حثالة الناس إلا بنية الإصلاح لا بنية الصداقة.

10- الصبر والتحمل

الصبر والتحمل  لهما أهمية كبرى في مجال التعلم والتعليم والتزكية، فالله عز وجل قد أمر الأنبياء بهاتين الصفتين غير مرات، فنجاح كل أستاذ بمقدار تحليه بهاتين الصفتين.

11- الزهد

الأستاذ الناجح الذي يتصف بصفة الزهد بكماله، فإن كان نظره على مال تلميذه وأشياءه يكون منحطا في شأنه عنده، كما جاء في الحديث "ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس".

فضع في مكان الناس الطالب، ثم شاهد عمليا أن الحديث قد بين أعظم حقيقة في الزهد، وبالفعل شوهد هذا الأمر بين المجتمع بأن الذي يزهد فيما عند الناس يزداد حبه في قلوب الناس فيحترم من صميم القلب.

12- المسامحة والعفو وسعة القلب

لا ينبغي للأستاذ مؤاخذة طالب علم على كل خطإ صدر منه، بل لابد أن يتوسع صدره، فيسامح الطالب ويعفو عنه، لأن هذا العمل أيضا سنة الله عز وجل كما قال: {أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ} [الشورى: 34].

13- الحماسة في الخدمة، والرغبة فيها

للأسف إن الخدمة التي تعتبر من أهم العبادات يندر وجودها في حياتنا اليومية، فالإخوة الخارجون في سبيل الله يتحمسون في الخدمة مدركين أنها أيضا من إكرام المسلم، لكن ما إن تنتهي مدة رحلته الدعوية يشعرون أنها ذلة ويعيبونها لأنفسهم في بيوتهم، فالأستاذ له دور هام أمام تلامذته، فإذا مثل دور الخدمة أمامهم يتفاقم عظمته في قلوبهم.

14- القوة والأمانة

أفضل وظيفة في الدنيا هي التي تتوفر فيها صفتان: القوة والأمانة، فلا يخفى علينا جميعا ما ذكر القرآن الكريم في بنات شعيب عليه السلام عندما قالت لأبيه: إن خير من استأجرت القوي الأمين.

فقوة الأستاذ في مطالعته وسيطرته على فنه، إذا كانت مطالعته وسيعة، وسيطرته على مادته التي يدرسها كاملة فالأستاذ قوي، وإلا فالأستاذ ضعيف، أما أمانته فمداره على نشره العلم وإيصاله إلى الآخرين، ومدى احتياطه وتثبته في نشرها وإيصالها وبسط يديه بنشرها.

15- الأمل والرجاء

الأستاذ البارع لا ييأس أبدا، فمثله كالذي يبيع الفواكه، فإنه يمدح ويثني على فواكهه أمام زبائنه حتى يضطروا لشراء كمية كبيرة من الفواكه بقوة مدحه، أما لو كرر أمام زبونه: أن موسم الموز قد مضى ولم أجد من يشتريه مني فانظر كيف اسود لون الموز فأشكر الله عز وجل على مجيئك لشراء الموز، فإن سمع هذا الكلام لن يشتريه منه إلا المجنون.

كذلك الأستاذ، فيؤسفني أن أقول: إن العلم الذي يبيعه الأستاذ ليست له أهمية في قلب الأستاذ فكيف تكون في قلب طالب العلم أهميته، ولذا ينتقل من الأساتذة إلى الطلاب اليأس والقنوط.

16- الجرأة الأخلاقية

لاشك أن الأستاذ الجيد يكمن في داخله الجرأة الأخلاقية، وهي منوطة بالأخلاق، فيجب على الأستاذ نيل الجرأة الأخلاقية بالتخلص من الأخلاق الرذيلة من داخله، فإن لم يتخلص منها يفقد الجرأة الأخلاقية أيضا.

17- المطابقة بين القول والفعل

الذي يخالف قوله عملَه، فهو أفشل أستاذ وأفضحه، فلا بد من المطابقة بين قول الأستاذ وعمله.

18- الهيئة والهندام

يجدر بالأستاذ أن يصبغ ظاهره في صبغة الله كما صبغ باطنه فيه، فيكون هندامه وهيئته على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا يتقدم بشخصية ذات وقار.

19- خشية الله

لا يكن همه وخدماته الدينية للدنيا، فيذهب حلاوتها ولذتها، بل يبتعد عن منح طلابه الانطباعات والانفعالات عنها.

20- الدعاء لهم

ينبغي للأستاذ الناجح ذكر تلامذته في دعواته دوما، فإنه يزيد أجرا وإخلاصا، ما أجمل ما قال قاري رحيم بخش رحمه الله، فقال: «لا يسمح لأستاذ أن يضرب طلابه حتى يدعو له في تهجده أربعين ليلا» .

أ.د.خليل أحمد


مجموع المواد : 507
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025

التعليقات

يجب أن تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب

يستغرق التسجيل بضع ثوان فقط

سجل حسابا جديدا

تسجيل الدخول

تملك حسابا مسجّلا بالفعل؟

سجل دخولك الآن
المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025