كيف يكتسب المعلم محبة الطلاب؟
إن التدريس أمر مهم جدا، يحتاج للإتقان فيه إلى بذل المجهود الجبارة والتضحية العظيمة والسهر المستمر وإعمال الفكر السليم واستحضار الإخلاص والتفاني، والعزم على تأدية الأمانة، ولاشك أن كثيرا من المعلمين مع صلاحياتهم في كل المجالات لايستطعون أن يصلوا إلى قلوب طلابهم، فيفتقرون أن يجذبوا اهتمامهم بهم و حسن توجيههم في إطار من الود والمحبة المتبادلة.
الوسائل التي يحتاج إليها المعلم لكسب قلوب الطلاب :
v لا بد للمعلم من أن يحصل على شخصية بارزة، تصلح أن تكون قدوة للآخرين، تتميز بالجدية والهيبة، فحصول الشخصية القوية صعب جدا، تعتمد على حسن التصرف، وسلامة المنطق، وفصاحة البيان، وقوة الحجة، والقدرة على معالجة مشكلات الطلاب، وغير ذلك. وهذا لا يتأتى لكل معلم، و ليس كل معلم يملك مثل هذا الشخصية، فلا بد لكل معلم يرغب أن تكون له شخصية بارزة أن يتدرب على أمور كثيرة تقوي من شخصيته، وعلى رأسها الخروج أمام الطلاب في لباس السنة و حسن المظهر، والتقييد بالتكلم باللغة الفصحى ما أمكن، وعدم الإكثار من المزاح والضحك، وإظهار الجدية في التربية والتعليم، واختيارأحسن الطرق لإفهام الدرس، واختيار الطريقة المناسبة عند حل مشكلة ما، والالتزام بالنظام، والوفاء بالمواعيد، والصدق على كل حال. فإن الطالب يظن معلمه قدوة محتذيا له، ويعد معلمه المثال الأول، والنموذج الأسمى، ومن ثم يتبع طريقة تعليمه وتربيته، وتصرفاته، حتى حركاته، ومشيه، وكلامه، حتى يكون المعلم قدوة صالحة لطلابه، فلابد للمعلم أن يحافظ بهذه الأمور.
v لابد للمعلم أن يكون على دراية قوية كاملة بمادته، وأن يكون ذا اطلاع كامل بكل ما هو جديد في مجاله، من الكتب والكتاب والمسائل الجديدة المتعلقة بفنه، حتى يمكن للطلاب أن يعتمد عليه ويسهل لهم أن الاستفادة منه، ولكن الأسف أن المعلمين عامة يمهلون بهذه الأمور، ولابد لكل معلم يحرص أن يكسب قلوب الطلاب أن يمتلك موهبة وملكة كامنة تتميز بها عن سائر الأساتذة مثل موهبة الحفظ أو موهبة أدبية أو موهبة فنية. ولكن ينبغي أن يشحذها إذا أرادت ذلك، ويمكن تفعيلها إذا وتوفر لديه الإرادة،
v ينبغى لكل معلم أن يبدأ الكلام مع الطلاب بالسلام، فإنه يؤثر في قلوبهم إيجابيا، فيشعرون بالود والألفة والسعادة، وفيه أجر عظيم وغنيمة، وهو سنة الأنبياء،وعادة الأتقياء، قال عمر الندي : " خرجت مع ابن عمر فما لقي صغيراً ولاكبيراً إلا سلم عليه".
v وينبغي لكل معلم أن يبتسم أمام الطلاب عندما يلقاهم، فإنهأسرع سهم يملك به المعلم قلوب طلابه، إضافة إلى كونها عبادة وصدقة،فتبســمـك في وجه أخيك صدقة- كما جاء ذلك في الحديث عند الترمذي، وقال عبدالله بن الحارث: ما رأيت أحداً أكثر تبسـماً من رسول الله صلى الله عليهوسلم.
وكذلك ينبغي للمعلم أن يخرج أمام الطلاب في لباس جميل، وشكل حسن، فإنه يجلب المحبة وقرب الناس منه ولذلكنوه الرسول صلى الله عليه وسلم إليها مراراً وتكراراً، فقال صلى الله عليهوسلم:" إن الله جميل يحب الجمال" كما في مسلم. وقال عمر بن الخطاب- رضيالله عنه:" إنه ليعجبني الشاب الناسك نظيف الثوب طيب الريح،وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل- رحمهماالله:" إني ما رأيت أحداً أنظف ثوباً ولا أشدّ تعاهداً لنفسه وشاربه وشعررأسه وشعر بدنه، ولا أنقى ثوباً وأشده بياضاً من أحمد ابن حنبل" .
v لابد لكل معلِّم أن يعلن عن محبته ووده لطلَّابه، وأن يظهر لهم اهتمامه بشؤونهم، ويشعرهم بالمعاملة الحنونة المشفقة، ويغرس في قلوبهم الاعتقادبحرصه عليهم، وفخره بتفوقهم وحسن أخلاقهم.
هذهبعض الوسائل المهمة التي ينبغي على المعلمين ألاَّ يغفلوا عنها، وألاينسوها أثناء ممارستهم لمهنتهم. وبتحقيقها يستطع المعلمون أن يصلوا إلى قلوب طلابهم،ويجذبوهم نحوهم، وبذلك يستطيعون أن يغرسوا فيهم خيرهم وعلمهم.