قضية الحديث الموضوع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أما بعد:
كثير من إخواننا تأتيهم رسائل في الجوال وغيره، فيها حديث منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه لا يعرف، هل هو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حقيقة أم من هو كلام مكذوب عليه من دسائس أعداء الإسلام والمسلمين الذين يريدون أن يجعلوا شريعة الإسلام محرفة كتحريف اليهودية والنصرانية، وأكثرهم في ذلك الروافض الخبثاء لعنهم الله فإنهم أعداء الإسلام منذ القرن الأول، حتى لا يميز المسلم بين حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والحديث المكذوب عليه مما هو بريء منه، وهناك فرقة أخرى يسمون أنفسهم السلفية أو غير المقلدين أو الألبانيين الذين غلوا من جانب آخر يهدمون قواعد الإسلام وأمهات الأحكام باسم أنه لم يرد إلا في حديث ضعيف، وجعلوا الحديث الضعيف عند المحدثين والموضوع في ميزان واحد لا يجوز بيانه كما لا يجوز بيان الموضوع، ولا يحل الاحتجاج به، وهذا كله فيما يخالف عقائدهم ونظرياتهم، أو كل حديث يوافق الصوفية فهو ليس بصحيح، واسم الصوفية عندهم سبة وعار لأن الصوفية هم الذين حفظوا لنا ثقافاتنا الدينية، بقطع النظر فيما عندهم من أشياء. وهذه ليست فكرة شيخ الإسلام ابن تيمية ولا ابن القيم ولا الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي، بل هي فكرة جمال الدين الأفغاني الذي كان ماسونيا وفكرة تلميذه الذي تخرج عليه مفتي محمد عبده ومن تبعه. القصة طويلة في وقت لاحق. لأن الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي رحمه الله هو وإن كان يحارب البدع لكنه لم يكن إلا حنبليا محضا، وقد اعترف بذلك في كتبه كثيرا، وهكذا ابن تيمية وابن القيم وابن عبد الهادي وغيرهم كانوا حنابلة، وتفرد عالم في بعض المسائل لا يخرجه من المذهب، وقد قيل: إنهما كانا من أهل الترجيح في المذهب الحنبلي وإن لم يقبلهما جمهور الحنابلة قبل مائة سنة. (وعفوا لا أقصد الصوفية اليوم في بلاد العرب ممن هم غالون في البدعة يسمون أنفسهم صوفية ويريدون تشوية الصوفيين الحقيقين، واعلم أن المنسوبين إلى التصوف أو الصوفية أقسام: من هو يأخذ بالقرآن والسنة ويبحث عن حقائق الشريعة كالحارث المحاسبي والجنيد البغدادي، والإمام الشافعي والفضيل بن عياض، وغيرهم كثير. من هم منتسبون إليهم وهم قد غلب عليهم الجهل، وهم لا يسيئون الظن بأحد، وينظرون إلى المسلمين جميعا بعين واحد ومعيار واحد، لذلك يقبلون من كل أحد الحديث ولا يتحرون صحته، وتوثيق صاحبه، فلذلك كثر فيهم الأحاديث الموضوعة، ولا يشعرون بها. وقد روى مسلم في مقدمة صحيحه عن أحد العلماء: ما رأيت الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث. وعلق عليه مسلم رحمه الله يجري الكذب على لسانهم ولا يتعمدون. وقسم آخر: هم لسوا من الصوفية في شيء ولكنهم روافض أو أعداء المسلمين دخلوا في صفوف المسلمين، فأتوهم من العجائب ما لم يسمعوا هم ولا آباءهم. فالذين يردون على هؤلاء هم محقون. فإنهم أخطر شيء على الأمة.)
فأردت أن أطلعكم على مقالة تفرقون به بين حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين حديث غيره، من غير نظر إلى السند، واعلم أن السند وسيلة لمعرفة صحة الحديث ولكنه ليس معيارا تاما بحيث يقال: كل حديث في سنده راو ضعيف فهو لا يحل الاحتجاج به. لأن اعتناء المحدثين بأحاديث الأحكام أشد من اعتناءهم بالترغيب والترهيب. والله أعلم.
وللكلام مجال لولا طول المقالة:
ولمعرفة المقالة المذكورة انقر على التالي https://www.madarisw...