هل يمكننا تحبيب الدراسة و المطالعة إلى طلاب المدارس العربية ؟

كل منا — نحن المعلمين في المدارس العربية — يشكو عزوف الطلاب عن الدراسة و المطالعة ، و ربما يتألم من هذه الظاهرة ! فكيف يمكن لنا علاج هذه القضية العامة و التي تسبب الكثير من المشكلات في حياتنا.. منها تدني مستويات التعليم في مجتمعاتنا الإسلامية ، ...

كل منا — نحن المعلمين في المدارس العربية — يشكو عزوف الطلاب عن الدراسة و المطالعة ، و ربما يتألم من هذه الظاهرة ! فكيف يمكن لنا علاج هذه القضية العامة و التي تسبب الكثير من المشكلات في حياتنا.. منها تدني مستويات التعليم في مجتمعاتنا الإسلامية ، و عدم الشعور بقضاياها الحقيقية.. و تخلفُ شبابنا في مجالات الحياة المليئة بالتنافسات ؟؟

هذا سؤال في غاية الخطورة ؛ لأنه يكتنف قضيةَ التعليم . و التعليم هو الذي يشكل مجتمعا إنسانيا راقيا ..
الأمر المهم أن يكون بين المدرسة و المجتمع تضامن كامل و تفاهم تام و ترابط وثيق ؛ ليعرف المجتمع أن المدرسةَ صرح علمي ثقافي يهذب العقول و يصقل الأذهان و تشحذ المواهب ؛ و ليست محبسةً يسجن فيها أشرار الأولاد ، و يؤدب فيها أوباش الأطفال...
فإنه إذا لم يكن بين المدرسة والمجتمع هذا النوع من التضامن و الترابط حدث في نفس الطالب ذلك الاضطراب النفسي الذي يتسبب في ابتعاده عن المدرسة و الحياة المدرسية و ينفره من التعليم و المعلمين . فإن المدرسةَ التي يعوزها هذا الترابط و التضامن بينها و بين المجتمع مثل الجزيرة التي ليس لها صلة بالعالم وراء البحار !!
و المجتمع الذي لا يعرف المدرسة أو لا يعرف مكانتها أو لم يكن بينه و بين المدرسةِ وثيق صلة لا يستطيع أن يستفيد من المدرسة بل ينظر إليها و كأنه سجن يسجن فيها الأطفال لمدة طويلة أو قصيرة أو حتى يبلغوا الحلم !!
فيجب أن تنظم المدارس حفلات التواصل و التعارف بين المعلمين و آباء الطلاب و تدعوهم إلى المدرسةِ بين حين و آخر ليشاهدوا أعمال المدرسة و المعلمين و أولادهم ؛ فإننا نرى أن الطلاب الذين تكون صلة آبائهم بمعلميهم وثيقة تكون نسبة نجاحهم أفضل من الذين لا تربط آباءهم بمعلميهم أي صلة !!

و أن تدع المدرسةُ الطلابَ يتمتعون بحريتهم الشخصية في الأعمال الدراسية و لا تكبلهم بالأغلال التي تبعدهم عن الدراسة و التعليم و التي تكلفهم الأضرار الباهضة في حياتهم العملية... فإني رأيت كثيرا من المعلمين يمنعون الطلاب عن دراسة الكتب الهامشية (غير المقررات المدرسية ) سواء كانت دينية و علميةً فضلا عن القصص و الروايات...

و أن تبني المدرسة مكتبات للطلاب و بالقرب من سكنهم و توفر فيها كتبا علميةً و أدبيةً و مجلاتٍ و دورياتٍ ثقافيةً للطلاب ليتمتعوا بها و يتعرفوا على الكتب و الكتاب إذا سنحت لهم الفرصة... فإن المكتبات لها دور كبير في تحبيب الدراسة و المطالعة إلى الطلاب الناشئين !!

نصير الدين القاسمي

معلم اللغة الغربية في مدرسة: خادم الإسلام به‍اكري
مجموع المواد : 41
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024

التعليقات

يجب أن تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب

يستغرق التسجيل بضع ثوان فقط

سجل حسابا جديدا

تسجيل الدخول

تملك حسابا مسجّلا بالفعل؟

سجل دخولك الآن
المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024