الشيخ أحمد حسن رحمه الله تعالى، مؤسس الجامعة الإسلامية - شيتاغونغ، بنغلاديش

 
الداعية الإسلامي والمبلغ الديني البنغلاديشي الشهير فضيلة الشيخ أحمد حسن - رحمه الله تعالى- مؤسس الجامعة العربية الإسلامية جيري، شيتاغونغ، بنغلاديش المتوفى – ١٣٨٦ هج ١٩٦٧ م
 
كان مجاهد الملة الشيخ أحمد حسن- رحمه الله تعالى- من هؤلاء ...

 

الداعية الإسلامي والمبلغ الديني البنغلاديشي الشهير فضيلة الشيخ أحمد حسن - رحمه الله تعالى- مؤسس الجامعة العربية الإسلامية جيري، شيتاغونغ، بنغلاديش 
المتوفى – ١٣٨٦ هج ١٩٦٧ م

 

كان مجاهد الملة الشيخ أحمد حسن- رحمه الله تعالى- من هؤلاء العلماء الأفذاذ والشخصيات الإسلاميين الذين خلقهم الله تعالى فى أرض بنغلاديش عامة وفى محافظة شيتاغونغ خاصة للدعوة الإسلامية، ونشر العقائد الإسلامية الصحيحة المقتبسة من القرآن الكريم والسنة النبوية والسلف الصالحين الى أرجاء البلاد، ومكافحة الشرك والبدعة وطمس آثار الطقوس اللادينية وعبادة قبور الأولياء والنذورلها والسجود أمامها .

وقد بذل الشيخ جهوده فى أعماله الدعوية الدؤوبة لنشر العقائد الإسلامية الصحيحة وإعلاء راية السنة النبوية بمواعظھ المؤثرة المهيجة للقلوب إلى طاعة الله عز وجل حافيا ماشيا يحمل طعامه وشرابه معه إلى قرى ومناطق متنائية لا يمكن الوصول اليها إلا بصعوبة شديدة ويقول لهم: " لا أريد منكم جزاءً ولاشكورًا" .

وقد أثمرت جهوده وآتت أكلها بإخلاصه، حتى أصبحت الأقطار متلألأة بأنوار العقائد الصحيحة، وانتشرت أشعة السنة النبوية إلى آفاق القرى والمدن ودخل الناس في ظل العقيدة الإسلامية الصحيحة أفواجاً بفضل الله تبارك وتعالى. 

ميلاده ونشأته:

ولد الشيخ أحمد حسن -رحمه الله تعالى- عام ١٣٠٠هج الموافق ب١٨٨٢م بقرية جيرى، فتيه، شيتاغونغ فى أسرةٍ دينيةٍ ثريةٍ، وكان أبوه الحاج وصى الرحمن عابداً صالحاً من أهل الثروة يملك العقارات الكثيرة، فنشأ وترعرع فى بيئةٍ دينيةٍ ثريةٍ، وهذا ما أثر فى طبائعه

وأخلاقه منذ صغره ونعومة أظفاره .

و كان الشيخ ابنًا وحيدًا لوالديه فتربى فى ظل والديه بكل سرورٍ وهناءٍ وسعادةٍ مع صلاح ودين، "وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذوالفضل العظيم ." 

تلقيه العلوم الدينية :

تلقى الشيخ أحمد حسن -رحمه الله تعالى- علومه الدينية الإبتدائية فى بيته وفى ظل والديه على أيدى معلمين أولى كفاءات علمية ودينية، فقرأ القرآن الكريم والكتب الدينية و درس كتب اللغة الأردية والفارسية الأساسية إضافة إلى تعلم اللغة الوطنية البنغالية واللغة الإنجليزية

الضرورية .وقد كان لصلاح والديه ومعلميه وعائلته أثر كبير فى تكوين طبائعه وأخلاقه على أنموذج دينى رفيع . 

التحاقه بالمدرسة المحسنية فى مدينة شيتاغونغ ( كلية الحاج محسن حاليا) :

بعد الحصول على العلوم الإبتدائية الأساسية فى بيته التحق الشيخ أحمد حسن-رحمه الله- عام ١٣١٥هج بالمدرسة المحسنية فى مدينة شيتاغونغ وقد بلغ عمره خمس عشرة سنة، وذلك بإيعازومساعدة من زوج أخته الأستاذ عبدالجبار-رحمه الله- وقد كان مدرس المواد العامة بالمدرسة المحسنية آنذاك ، فدرس الشيخ هناك ثلاث سنوات.

وعلى الرغم من قلة اعتناء المدارس الإسلامية الحكومية بالجانب التربوى كان الشيخ أحمدحسن -رحمه الله- مواظبًا على أحكام الشرعية ومتمسكا بآداب الدين الإسلامى الحنيف، لأنها رسخت فى قلبه وهو فى بيته وفى ظل والديه.

الشيخ أحمد حسن طالبا فى أم المدارس الإسلامية القومية بنغلاديش

لم تعجب الشيخ أحمد حسن -رحمه الله- الدراسة فى المدرسةالمحسنية بمدينة شيتاغونغ، وذلك لعدم اهتمام مثل هذه المدارس بالجانب التربوى وتكوين أخلاق الطلاب الدارسين فيها۔ فالتحق عام ١٣١٨هج بالجامعة الأهلية دارالعلوم هاتهزارى شيتاغونغ، الشهيربأم المدارس الإسلامية القومية بنغلاديش، فحصل فيها على العلوم الدينية والعربية عندالأساتذة المؤهلين الجامعين بين العلم والعمل والزهد والتقوى والإنابة إلى الله، فتضلع وبرع فى العلوم النقلية

والعقلية وفاز بالتخرج فيها عام ١٣٢٧هج .

وقد كان الشيخ اعتاد الوعظ والخطابة بين الناس منذ شبابه وأيام طلبه العلوم الدينية، فيدعو الناس إلى العقيدة الإسلامية الصحيحة والتجنب عن الشرك والبدعة وإلى إحياء السنة النبوية بموعظته البليغة المؤثرة المثيرة للعواطف الدينية إلى عبادة الله عز وجل۔

بيعته على يد الشيخ حكيم الأمة أشرف على التهانوى -رحمه الله-: 

عندما كان الشيخ أحمد حسن -رحمه الله- طالبًا فى المرحلة الثانوية قدم الشيخ العلام حكيم الأمة أشرف على التهانوى -رحمه الله- إلى بنغلاديش بدعوة من النواب سليم الله داكا، فسافر الشيخ أحمد حسن -رحمه الله- مع أستاذه ومربيه الشيخ العلامة حبيب الله -رحمه الله- إلى داكا ولقى بالشيخ التهانوى وتأثر بمواعظه حتى بايع على يده المباركة . جزاهم الله عنا وعن جميع المسلمين خير الجزاء -

تأسيسه الجامعة العربية الإسلامية جيرى شيتاغونغ:

عندما بلغت دراسة الشيخ فى الجامعة الأهلية هاتهزارى إلى المرحلة العالية تفكر فى إنشاء مدرسة دينية لتعليم أبناء المسلمين العلوم الدينية والعلوم العربية وعقائد الإسلام الصحيحة، وذلك لما رآى أن منطقة فتية وجميع أرجائها قد سادت فيها أنواع من الشرك والبدعات والطقوس اللادينية، فاستشار بأبيه ومعلم بيته الأستاذ ( الماستر) أشرف على الكئيغرامى -رحمه الله- فأنشأ مدرسة دينية فى قرية كئيغرام أولاً .

ولكن لعدم ملائمة طبعه مجتمع كئيغرام وأختلاف الرأئ مع الأستاذ أشرف على انتقل بعد تخرجه من جامعة هاتهزارى إلى قريته جيرى، فأسس توكلاعلي الله تعالي مدرسة دينية باسم ’’مدرسة حمية الاسلام جيري" ثم غير اسمها الي " المدرسة العربية جيري" ثم تحولت الي الجامعة العربية الإسلامية جيرى علي مرور الزمان والأيام.

و كان هذا الحدث التاريخى العظيم عام ١٣٢٨هج الموافق ب ١٩١٠م، وكان تأسیسھا تحت شجرة ( بادام ) كما أن جامعة دارالعلوم ديوبند أنشئت فى ظل شجرة الرمان التاريخية، فكان من فضل الله تعالى وبركة إخلاص الشيخ المؤسس -رحمه الله- أن نبتت بذور هذه الحديقة العلمية بسرعة فائقة، وترعرعت واخضرت فى سنوات قليلة، وجعل طلاب العلم يسعون اليها فوجاً فوجاً .

وكان من العلماء الذين امتازوا بالسبق فى التدريس بهذه المنارة العلمية الشامخة فضيلة الأستاذ أبو الحسن هاتهزارى -رحمه الله- وكان مدرسا بالجامعة هاتهزارى من قبل وأستاذا للشيخ المؤسس -رحمه الله- والأستاذ عبد البارى هاتهزارى -رحمه الله- والأستاذ دليل الرحمن خرنديف بوالخالى -رحمه الله- والاستاذ المقرى عبد المجيد مدارشاهى أحمد -رحمه الله- وشيخ الحديث الشهير حضرة العلام الشيخ عبد الودود السنديفى -رحمه الله- والأستاذ عبد الودود الساتكانوى -رحمه الله- والاستاذ محمد اسمعيل أنواروى -رحمه الله- والشيخ العلام محمد يعقوب جيروى -رحمه الله- وقد انتقل بعد إلى جامعة هاتهزارى، أسكنهم الله فى فسيح جناته بفضله وكرمه.

تشرفه بالإجازة والخلافة فى طرق التصوف

وقد أوضحنا فيما قبل أن الشيخ أحمد حسن -رحمه الله- قد بايع على يد الشيخ حكيم الأمة أشرف على التهانوى -رحمه الله- وهو طالب فى الجامعة الأهلية هاتهزارى،
وبعد تخرجه منها حاملاً للعلوم والمعارف الدينية واصل جهوده الدائبة فى حقل الدعوة الإسلامية ومكافحة الشرك والبدعة وإحياء السنن النبوية التى انطمست آثارها من المجتمع،  وبالتالى قد أسس الجامعة العربية جيرى لتعليم أبناء المسلمين وتربيتهم تربية اسلامية صحيحة، حتى بلغ صيته ووصلت أنوار هدايته إلى أقطارالقرى والمدن، فسمع به شيخ كامل فى العلم والمعرفة الشيخ القاضى معظم حسين -رحمه الله- من سكان نظام فور مير سرائى، وقد كان مجازًا وخليفة للشيخ العلامة فقيه الأمة رشيد احمد الغنغوهى -رحمه الله - 

ففى جولة من جولاته الدعوية سافر الشيخ أحمد حسن -رحمه الله- إلى نظام فور، ولقى الشيخ القاضى معظم حسين -رحمه الله- فأراد الشيخ القاضى أن يعطيه الإجازة والخلافة، لكن الشيخ أحمد حسن -رحمه الله- قد أبدى ضيق مقدرته على تحمل هذه المسؤولية الكبيرة .

وفى ليلة من الليالى رآى الشيخ معظم حسين النبى -صلى الله عليه وسلم- فى منامه وهو يذكر دورالشيخ أحمد حسن -رحمه الله- فى إحياء سننه، ويأمره بإعطاء الإجازة والخلافة۔ فشد الرحال إلى الجامعة جيرى وسافر فى فصل الأمطارالغزيرة متحملا متاعب السفر القاسية، وحضر الجامعة جيرى، فأجازه وسلمه الخلافة- جزاهم الله عنا وعن جميع المسلمين خير الجزاء. ووفقنا لاتباع طريقتهم فى حياتنا –

شمائله وأخلاقه ومناقبه:

كان الشيح أحمد حسن -رحمه الله- بدينًا فى جسمه على حدٍّ كبيرٍ، وكان طويلا أسمر اللون ذا لحيةٍ كثةٍ تحيط وجهه من تحت يقطع ما زادعلى القبضة فى كل أسبوع أوأسبوعين، ويقص شواربه بالمقراض وعلى رأسه تظلله أشعار جمة كجمة النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان يجمله كل ليلة بالدهن ويلبس قميصًا من قماش غليظٍ وقلنسوة مدورة على رأسه كالظلة وفى معظم أوقاته يلبس الإزار إلا فى بعض المناسبات يلبس السروال وكان يعتم على رأسه بعمامة بیضاء وفق السنة النبوية ويحمل عصا فى يده فى غالب الأحيان .

وكان الشيخ أحمد حسن -رحمه الله- يمتاز بأخلاق حسنة، ويتصف بالصفات العليا، وكان نموذجًا رائعًا لخلق النبي -صلى الله عليه وسلم- وسننه، فكان متصفا بالصبر والحلم والتواضع وتضحية النفس فى دين الله، و التمسك بالسنن النبوية فى جميع شؤون حياته كما كان يتميز بالصبر والغناء والبلاء فى الدعوة إلى الله و إحياء سنة رسوله فى المجتمع آنذاك۔

 الحالة الاجتماعية والعائلية:

كان الشيخ أحمد حسن -رحمه الله- متزوجًا بأربع زوجاتٍ، ولم يتزوج فى حياة زوجته الأولى، ثم تزوج بثلاث زوجات أخر بإلحاح من أبيه لأسباب دعته اليه، ولم يكن للشيخ أحمد حسن -رحمه الله- أحد من الأبناء، بل ماتوا فى صغرهم، وهذا أيضا من شدة الموافقة بأسوة النبي -صلى الله عليه وسلم۔ 

وكانت له خمس بنات : وقد زوج الشيخ جميعهن فى حياته على وفق السنة النبوية بصداق فاطمة -رضى الله تعالى عنها- بنت النبي -صلى الله عليه وسلم- بكل بساطة ويسر، وهن هاجرة خاتون، آسية خاتون، أم حبيبة، زليخا، رقية -رحمهن الله رحمة واسعةََ۔   وقد خرجت من سلسلة بناته جماعة من العلماء الكبار والمحدثين وأهل الفتيا والدعاة الي الله تعالي الذين مازالوا يؤدون خدمات جليلة في تعليم العلوم الدينية ونشرها الي أنحاء البلاد۔
مرضه و وفاته:

مرض الشيخ أحمد حسن -رحمه الله- قبل وفاته بستة أشهر، فأصيبت يده اليسرى بمرض الشلل، فانقطعت أسفاره ورحلاته الدعوية وجلس فى بيته، فأملى وصاياه وتراجم أساتذته واستكتب عن حياة علماء ومشائخ عصره فى بلاده، وكان فى ست وثمانين سنة من عمره يملك ذاكرة قوية يحفظ كل شاردة ونادرة عن وقائع حياته وحياة أساتذته وعلماء ومشائخ عصره، فأملاه بكل ثقة واتقان، وقد تم الإملاء والكتابة على يد الأستاذ نيازالرحمن ساتكانوى -رحمه الله- مدرس العلوم العصرية بالجامعة العربية جيرى وقتئذ۔

وبعد مدة من مرضه بدأ يزداد ضعفه وظهر فى جميع أعضاه حتى تعطل جسمه تماماً، فكان لا يتحرك بنفسه وقدرته۔ فانتهزهذه الفرصة السعيدة خادمه المولوى ظهير الدين قطبي -رحمه الله- طالب جامعة جيرى آنذاك ومدير مدرسة بهدارغاتا صكرية بعد، فكان يحمله بيديه ويعتنى بنظافته ويحافظ على وضوءه وغسله وصلواته وقضاء حوائجه الطبيعية إلى حين وفاته، فبفضل تلك الخدمة وبركتها أصبحت له مكانة مرموقة بين علماء منطقته وصار مديرًا لمدرسة شهيرة فى صكرية كوكسبازار .

وفى ليلة وفاته فوجئ بقدوم الشيخ العلام عبد الودود -رحمه الله- فجاء من وطنه سنديف وحضر الجامعة العربية جيرى، فلما رآه الشيخ أحمد حسن -رحمه الله- عانقه وألزقه بصدره وبكى حتى سالت الدموع على صدره، ثم همس فى أذنه يتكلم عن الجامعة ويوصيه بالصلاة عليه، ورفع يده اليمنى إلي السماء يفوض الأمر إلى الله تعالى .

فما كاد الصبح الصادق من تلك الليلة أن يطلع إلا وقد لقى الشيخ أحمد حسن -رحمه الله-برفيقه الأعلى -إنا لله وإنا إليه راجعون۔ وانتقل الى رحمة الله. وكان هذا الحدث الأليم يوم الإثنين ١١ شوال ١٣٨٦هج الموافق ب ١٩٦٧م وقد بلغ عمره ستا وثمانين سنة .

وقد صلى عليه بوصيته قبل وفاته الشيخ العلامة عبد الودود -رحمه الله- شيخ الحديث الأول بالجامعة العربية جيرى وثانى المحدثين المشاهير فى مدارس بنغلاديش الدينية القومية - جزاهم الله عنا وعن الأمة الإسلامية أحسن الجزاء و وفقنا اتباع سننهم بفضله وكرمه.

منهجه فى الدعوة إلى الله:

كان الشيخ أحمد حسن -رحمه الله- يملك منهجه المتميز والرائع فى الدعوة الى الله وتبليغ دين الإسلام، والذى ربما يستبعده الدعاة المعاصرون ومبلغو الدين في عصرالعلوم والتكنولوجيا، لأنهم يقومون بأعمال دعوية وهم يركبون فى سيارات فاخرة، ويبيتون فى غرف مكيفة، ويتناولون أطعمة شهية متنوعة۔ لكن الشيخ أحمد حسن -رحمه الله- يتصف بالتقشف والبساطة فى حياته، فكان يقوم برحلاته و أسفاره الدعوية ماشيًا برجله أو بالبواخر والمراكب العادية وهو يحمل طعامه فى حقيبته ولا يطلب من أحد أجرًا .

وكان يسافر إلى الأقطار النائية والقرى الشاسعة من محافظة شيتاغونغ، فيجمع المسلمين فى بيت أو مسجد أو ساحة، ويلقى عليهم بصوته الجهير مواعظه الساذجة التى تؤثر فى القلوب وتلين الأفئدة .وكان يعلمهم المفاهيم الدينية الصحيحة، ويؤلبهم عن الشرك والبدعة والعادات الزائغة السائدة آنذاك فى المجتمع المسلم، ويدعو المسلمين الحاضرين إلى إحياء السنن النبوية فى حياتهم ومجتمعاتهم .

فكان يوضح عليهم منافع استعمال السواك و استعمال الأحجار فى الإستنجاء، ويبين ضرورة الحجاب للمرأة المسلمة وأهميته، وطريقة عملها خارج البيت بالحجاب كما يدعوهم إلى الاجتناب عن تناول المخدرات والتدخين وما يضر فى صحة الانسان وسلامة جسمه، وهذا عمل عظيم تصرف الحكومات فى ترويجها ومكافحة المخدرات أموالا طائلة۔

وبذلك يتضح أن الشيخ أحمد حسن -رحمه الله- لم يكن داعيًا إسلاميًا ومبلغًا دينيًا فحسب، بل كان مطورًا ومصلحًا اجتماعيًاعظيمًا قلما ينجب التأريخ مثله .

وكان يدعو أهل القرى إلى إنشاء المساجد والجوامع لإقامة صلواتهم الخمس وإقامة جمعاتهم كما يرغبهم إلى بناء الكتاتيب والمدارس الدينية الإبتدائية لتعليم أطفالهم وإلى بناء الحمّامات لقضاء حوائجهم الطبيعية و نظافتهم الجسمية، والتى تتوقف عليها صحة الصلوات التي هى أفضل العبادات والطاعات .

فبفضل جهوده المتواصلة ودعواته المخلصة انتشرت فى أرجاء شيتاغونغ وقراها النائية عن العلم والثقافة والحضارة عقائد الإسلام الصحيحة و انمحت اثار الشرك والبدعات والعادات الزائغة معظمها۔ سقاہ اللہ ثراہ وجعل الجنة مثواہ۔

دوره فى وضع الحجر الأساسي للجامعة الإسلامية فتية شيتاغونغ:

كانت منطقة فتية انذاك مظلمة بالشرك والبدعة ومنغمسة فى ورطات الطقوس الضالة من عبادة القبور والنذورلها والسجود أمامها وما إلى ذلك .

فكان الشيخ أحمد حسن -رحمه الله- يتفكر دائمًا أن ينشئ فيها مدرسة دينية لمكافحة الشرك والبدعات وإنقاذ المجتمع المسلم من تيارات العادات الزائغة، فكان يحاول فى رحلاته الدعوية أن يحصل على أراض صالحة لبناء المدرسة، وبعد جهود ومحاولات متواصلة استطاع أن يحصل على قدر قليل من العقارفى موضع المسجد الحالى للجامعة، فقد قام فيها بإنشاء كتاب (مكتب) لتعليم الأطفال القرآن الكريم والعقائد الإسلامية الصحيحة، وعين فيه معلما يصرف راتبه من الجامعة العرببة الإسلامية جيرى .

وبعد عدة سنوات لفتت أهمية المدرسة أنظارالشيخ العلام المفتى عزيزالحق -رحمه الله- فاستشار بشيخه أحمد حسن -رحمه الله- لإنشاء مدرسة دينية هناك علي مستوي أعلي.

وبعد جهود متتالية من الشيخين وجدا أراضى أخرى لبناء المدرسة. ففى اجتماع جماعة من العلماء تم إنشاء الجامعة الإسلامية فتية عام ١٣٥٧هج، وعين الشيخ أمجدعلى جيروى -رحمه الله- مدرسًا فيها مع الأستاذ اسمعيل نواخالوى -رحمه الله- الذى كان معلمًا هناك من قبل إضافة إلى إرسال الشيخ العلام أحمد مهروى -رحمه الله- (إمام صاحب) من جامعة جيرى۔ وكان مدرسا هناك. وكذالك عين الأستاذ عيسى -رحمه الله- من سكان نائخائين، فتية معلمًا بعد۔ وقد تم افتتاح التعليم بها بنظام فى شوال عام ١٣٥7هج بعد نقل ثلاثة طلاب من كل صف إلى صف الثانى الثانوى (چهارم) مع كتبهم المقررة من الجامعة العربية جيرى.

وكان الشيخ المفتى عزيز الحق -رحمه الله- مازال أستاذا بالجامعة العربية جيرى، فكان يشرف على هذه المدرسة الناشئة مع الإستشارة بشيخه أحمد حسن -رحمه الله- فى تطوير تعليمها وتربيتها .

وبعد سنتين من تأسيسها إنتقل الشيخ العلام المفتي عزيز الحق -رحمه الله- إلى فتية واستلم مسؤولية إدارةالجامعة بنظام، وكان ذلك عام ١٣٥٩ هج .

وبفضل الله تبارك و تعالى وجهود فضيلة المؤسس وشيخه المستمرة وإخلاصهما بدأت الجامعة تتقدم كل يوم إلى الأمام حتى أصبحت اليوم جامعة إسلامية عالمية شهيرة ومنارة علمية شامخة تفتخر بها الأمة الإسلامية .

وكذلك كان له دور كبير في إنشاء "الجامعة الإسلامية مظاهرالعلوم" بمدينة شيتاغونغ حيث عين الشيخ اسمعيل أنواري -رحمه الله- المدرس بجامعة جيري مديراً لها بعد تأسيسها۔

وكذلك أنشأ تلميذه المتخرج في الجامعة العربية جيري فضيلة الأستاذ نور أحمد -رحمه الله- "مدرسة نورالعلوم تجويد القران شاهميرفور" فتیة الغربیة، وکان ذلک بإشارة الشیخ أحمد حسن -رحمه الله-

وكذلك كان له دور عظيم في تأسيس مدرسة راجانغر، برنغونیة الشمالیة وکذا مدرسة جافوا مہشکالی۔ ومدرسة دارالعلوم غورا خالی بفتواخالی والذی أسسھا بأمرہ العالم المتخرج من الجامعة العربیة جیری الأستاذ زین العابدین -رحمه الله-، المدرسة مراحلھا التعلیمیة تبلغ إلی الثانویة فی الوقت الراھن وتجری الدراسة بنظام۔

وکذلك کانت له جھود جھارة فی إنشاء مدرسة دارالعلوم دیو بوغ، نارائن غنج۔ والتی تأسست علی ید العالم الشھیر المتخرج فی جامعة جیری الشیخ رضاءالکریم اسلامابادی -رحمه الله-

وهكذا تأسست المدارس الدينية والكتاتيب الكثيرة علي يده في أقطار بنغلاديش المختلفة۔

رحمہ اللہ تعالی رحمة واسعة، وتقبل جھودہ وخدماتہ وجعلھا فی میزان حسناتہ یوم القیامة۔ اٰمین۔

___________

المصادر:

(1) مجلة "الحسن"  العربية تصدرمن الجامعة العربية الإسلامية جيرى شيتاغونغ .2012م۔
(2) "مشائخ صاتغام" حضرة العلام المفتى أحمد الله -حفظه الله- 
(3) دليل الجامعة العربية الإسلامية جيرى

شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024

التعليقات

يجب أن تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب

يستغرق التسجيل بضع ثوان فقط

سجل حسابا جديدا

تسجيل الدخول

تملك حسابا مسجّلا بالفعل؟

سجل دخولك الآن
المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024