كيف تخطط للتربية والتعليم؟

خطة التربية والتعليم مشتركة بين الأستاذ والوالدين

بسم الله الرحمن الرحيم

فقد روى ابن عمر وأبو ذر ومعاذ وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أدب أهلك، وأنفق عليهم من طولك، ولا ترفع عنهم عصاك، أخفهم في ذات الله»
واللفظ لعبد الرزاق في مصنفه. وقد روى هذا الحديث أحمد والطبراني وغيرهما. وحسن الهيثمي طريقين من هذا الحديث، فالحديث على هذا صحيح لغيره.
عملية التربية مشتركة بين الأستاذ والوالدين
وهي دائمة مستمرة بينهما، ولا يمكن إلا بالتعاون من الجانبين.
وهناك بعض الملاحظات لتحقق الأهداف ورفع مستوى الطالب العلمي والخلقي:
1. بداية التربية من حضن الأمهات؛ فهي أول معلمة ومرشدة، وهي التي تربي حقيقة تربية خالصة، وتربيتها لا يساويها تربية.
يقول الحافظ إبراهيم:

الأم مدرســـــــة إذا أعـددتها                أعـددت شـعبا طـيب الأعـراق

2.اتفاق الأبوين على منهاج التربية، والمشورة لها، والدعاء لأولادهم فإن السعادة بيد الله سبحانه وتعالى.
3.التزام الوالدين بالشريعة والسنة، والآداب الإسلامية الخالدة، وأخذ العزائم دون الرخص إيثارا للتربية.
4.من خطب الحسناء لم يستكثر المهر، فعلى هذا قد يكون العقاب والعتاب المناسب من قبل الأب والأستاذ للحفاظ على الدوام الدراسي والتربوي مع كثرة المحبة من الأولاد.
5.إظهار المحبة وعدم المعاتبة عند العقوق أو فساد التربية أو عدم المواظبة قد تؤدي بالطالب إلى التخلف الكثير والتعود على البطالة والكسل.
6.وبالعكس إخفاء المحبة والأخذ بالحزم خصوصا عند أوقات التربية والتعليم تبرز نتائج تتسبب في رفعة الوالدين في الدنيا والآخرة ودعاء الولد لهما مدى العمر.
7.فإذا رفعت الشكوى إليه فلا يستعجل في اللوم على الأستاذ أو غيره، بل يورثه احترام الأستا ذ والتأدب معه، والصبر عليه من أهم الأسباب لحصول بركة العلم وخاصة في عملية الحفظ.
8.ويرغب الطالب على تحمل المشاق في سبيل طلب العلم، والصبر عليه خصوصا في حفظ الأحاديث الشريفة.
9.قال النبي صلى الله عليه وسلم «إنما العلم بالتلعم» رواه البخاري تعليقا بصيغة الجزم، والتعلم فيه معنى التكلف وتحمل المشاق والتلمذ على الأستاذ كما قاله الشراح.
10.وعن يحيى بن كثير قال: "لا يستطاع العلم براحة الجسد"
11.وقال الإمام الشافعي رحمه الله:

أخي لن تـنال العـلم إلا بـستة                 سأنبيك عن تفـصيلها بـبــيان

ذكاء وحرص واصطبار وبلـغة                         وصحبة أستاذ وطول زمان

12.ثم يراجع الأستاذ المباشر، لعلها تتضح الحقيقة، ويتفاهمان مع الأستاذ ولا يسب الأستاذ أو يقول فيه إلا خيرا أمام أبناءه.
13.والعلم ينتقل من صدر إلى صدر، وإنما الكتب وسائل، وواسطة العلم هو الأستاذ وتربيته.
14.والحفظ لا يرغب فيه الإنسان طبيعيا، فيحتاج إلى ترغيب مستمر، والأخذ بالحزم والمواظبة والجدية.
15.عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةً، وَإِنَّ لِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةً، فَمَا كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّةٍ فَقَدِ اهْتَدَى، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ ضَلَّ». رواه ابن خزيمة في صحيحه وابن حبان بنحوه، وعند تمام في فوائده: «فَإِنْ صَاحِبُهُمَا سَدَّدَ وَقَارَبَ فَارْجُوهُ، وَإِنْ أُشِيرَ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ فَلَا تَرْجُوهُ»
وفسر طاوس والطحاوي "الشرة" بالاجتهاد والحدة في الأمور وفسر "السنة" بالتمسك والدوام وقال: وَرُوِيَ عنه صلى الله عليه وسلم في كَشْفِ ذلك الْمَعْنَى أَنَّهُ أَحَبُّ الأَعْمَالِ إلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ.
16.فبناء على ذلك المرجو تفريغ وقت يومي لمراقبة الولد، وسماع درسه الجديد، والاهتمام بالواجبات، ومشورة الأستاذ في أمره، خصوصا حفظ الدرس الجديد حفظا متقنا غاية الاتقان.
17.وهي صدقة جارية إلى يوم الدين، وقد روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من دل على خير فله مثل أجر فاعله.
وعنه أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من دَعَا إِلَى هدى كَانَ لَهُ من الْأجر مثل أجور من تبعه، لَا ينقص من أُجُورهم شَيْئا. رواهما مسلم.

شمس الدين الصديقي

مدرس، طالب، تلميذ، معلم
مجموع المواد : 60
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024

التعليقات

يجب أن تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب

يستغرق التسجيل بضع ثوان فقط

سجل حسابا جديدا

تسجيل الدخول

تملك حسابا مسجّلا بالفعل؟

سجل دخولك الآن

اكتب معنا


يمكننا نشر مقالك على شبكة المدارس الإسلامية، دعنا نجرب!

أرسل من هنا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024