حافظ على أثمن شيء في حياتك... الوقت
بينما كنت جالسا عند عتبة باب الغرفة، إذ انتهزت بصوت صديقي قائلا: هلم بنا إلى سوق الأربعاء التي تنعقد كل يوم الأربعاء في ساحة على بعد مسافة كيلومتر وواحد...
أنا ملتمس ومعتذر إليه للخلاص منه ولكن بلاجدوى، وبالعكس إنه كان مصرا وملحا على مرافقتي ومصاحبتي بحجة أننا نتمتع ونسير بين خلاء الخالق، كما قال الخالق جل وعلا: قل سيروا في الأرض فانظروا ...
فما كان لي بد إلا المرافقة، وها نحن يا سادة في الطريق إلى السوق، وإذ بنا نرى الناس متكالبين على العربات المتنوعة مثل: عربة الفواكه والخضروات، وأنا أسأل رفيقي ما بهم مجتمعين ومتكالبين عليها؟ ترى هل هم متسولون أم متبرعون؟
ففاجئني صاحبي بقوله: إنهم متكالبون لتغطية حوائجهم، فقلت لصاحبي: هيأ بنا لنساهمهم في التكالب لشراء حوائجنا، فتقدمنا إليها...
ثم أحببنا أن نتقرب إلى خيمة ضخمة منصوبة في ساحة السوق، لكني تراجعت وأبيت عن الدخول فيها لما فيها من زحمة الرجال والنساء والأطفال...
ليست الزحمة في خيمة واحدة فحسب، بل كانت السوق بكاملها مزدحمة...
لكن الأمر الذي حيرني أن الأشياء المعروضة للبيع كانت بأسعار مناسبة، وأدهشني أن الناس بكافة الأنواع قد قدموا إلى هذه السوق لشراء ما يحتاجون من الأطعمة والخضروات والأقمشة والأواني وغير ذلك ما سواه...
للأسف الشديد استغرقنا ساعتين والنصف بلا فائدة، وكان بإمكاننا أن نرجع مبكرين...
لو لم يكن أهمية الوقت لبقي صديقي إلى ساعة متأخرة في تلك الساحة، فلا بد أن نأخذ درسا مما حدث معي اليوم بأن أثمن وأغلى شيء في حياتنا هو الحفاظ على الوقت...