الإسلام دين المحبة

 

إن من فطرة الإنسان أنه يرى عيوب غيره بدون أن يرى عيوب نفسه، ويتهم الآخرين بتهم كاذبة وافتراءات باطلة رغم عيوبه التي أحاطت به، ومن الحقيقة أيضاً أن الإسلام داعى الأمن والسلامة، ودائرة أمنه واسعة واضحة إلى حد بعيد يشكل على الرائى رؤية نهايتها، وأن الإسلام كما هو واسع أمنا وسلامة فكذلك جعل فردا إنسانياً مستحقا للمساواة والمرتبة، وأن الإسلام لا اعتبار فيه للون والحسب والنسب، وأن الإسلام استحسن الإنسانية وثقفها وهذبها بدرجة ما ترك فيها الاعوجاج، الإسلام دين ‎الحب... الإسلام دين ‎التأخي... الإسلام دين ‎التسامح... الإسلام دين ‎السلام مع النفس و مع الاخرين... الإسلام دين الفطرة السليمة... فلنحمد الله ان تفضل علينا فخلقنا ‎مسلمين، وإن المسلمين لا تسوؤهم الخسارة في الأموال إن سلم الدين والأهل،

لكن للأسف الشديد الأوروبيين الناقدين الناقصين في الإسلام، يقولون: أن الإسلام مخزن البغي والبغيضة ومنبع الفساد والخراب، لكن الأوروبيون هم الذين لطخوا أنفسهم بدماء بعضهم البعض لما فيهم من الفساد والبغي والفوضى،وإنهم من تعصبهم المذهبي وجنونهم النفسي يعرضون الإسلام بشكل يتنفر منه كل من ضعفت أواصر علاقته بالإسلام، وبالإضافة إلى ذلك، عمل الإعلام الغربي على ترسيخ صورة مغلوطة عن الإسلام من خلال إظهاره على: إنه دين يقوم على القهر والغلبة، ويفرض نفسه غصباً على جميع الأجناس والأديان، وإنه دين توسع بحد"السيف" ، وشاع باستخدام الظلم والإكراه والجبر، وإنه دين يحرم حرية الأراء والعقيدة، ويحجر على أبناء الديانات الأخرى، لكن هذه الدعوى ليست إلا الهذيان والثرثرة، ويخالفهم فيها كل من يملك الفطرة السليمة والعقل الصرف، وخالية من الصدق والحقيقة، وبعيد عن العدل والحق؛ لأن الله تعالى رد هذه النظرية الباطلة في كتابه الكريم، وجعلها من الأوهام الباطلة، وقال: ( لا إكراه في الدين ) .

إني كما ذكرت، أن الفطرة خاصة فطرة الأوروبيين، أنهم يعدون عيوبك ولا يرون عيوب ما في أنفسهم، ويعترضون على فريضتنا المقدسة الجهاد، دومًا يخرج من أفواههم، حذار الإسلام....وحذار الإسلام، وإنهم لو نظروا في تلابيبهم، وأمعنوا النظر على تاريخهم، لوجدوا أنفسهم، كم استهانوا بالإنسانية، وكم سال دمها بحروبهم الشهواني والجنوني، بدون أي استثناء الصبيان والنساء والعجوز، هذا ما تجده في تاريخهم القبيح، الذي ترتجف يد المؤرخ بكتابته، وتقشعر الجلود من حيوانيتهم، وتمج الأسماع بيانه، ويستكرهه من هو سليم الفطرة، ويخرجه من قائمة الإنسانية.

الحروب التي اندلعت في أوروبا سنة 1700م إلى سنة 1872م يصل عددها إلى مأئة وعشرين (120) ، منها حرب الــ"كريما" والحرب بين فرنسا وجرمن، و بين أمريكا و إسبانيا، والحرب المشهور بــ"ترانسوال" (ڈچ: zuid - Afrikaansche Republiec, ZAR), والحرب بين الروس واليابان، وإن في الحرب العالمية الأولى قد وصل عدد القتلى إلى ثمانية ملايين، وكذلك انظر بنظرة عابرة إلى ظلم"الجيريا" و"ويتنام" وإلى الدول التي تجري فيها أنهار الدماء من أفغانستان والعراق والشام وغيرها من الدول الإسلامية والعربية التي احتلوها.

إن صاحب الفكرة السليمة لو طالع قوانين الحرب في الإسلام لظهرت له الحقيقة البيضاء كالشمس الساطعة على وجه السماء، وإن حقيقة الجهاد ليست كما ظنوا، بل إن الجهاد عبارة عن الصبر والاستقلال والضبط والإيثار، ولا تعتبر الغنيمة في حقيقة الجهاد، ولا إظهار الغيظ والغضب، ولا من خاصته اللازمة، بل إنما هي أشياء عارضية ضمنية، وما يقصد من أهداف الجهاد إنما هو أعلى وأشرف بكثير منها، وإن الإسلام جعل الدنيا خالية من الفساد والخراب بواسطة الجهاد، ورمى الدنس والخبث منها، وتركها نقية صافية ذكية للعالم الإنساني بقطع جذور الأشرار والإرهاب، وقد كشف الله تعالى الستار في كتابه عن هذه الفلسفة ووضع هدفًا أساسيا أن نهاية الحرب بالحرب، وقال: ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ).

أبو أحمد سعيدآغا


مجموع المواد : 2
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024

التعليقات

يجب أن تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب

يستغرق التسجيل بضع ثوان فقط

سجل حسابا جديدا

تسجيل الدخول

تملك حسابا مسجّلا بالفعل؟

سجل دخولك الآن
المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024