تربيته في حضن أبيه- 100 قصة من حياة عمر بن عبد العزيز ـ رحمه الله تعالى ـ (2)
إن عمر بن عبد العزيز ـ رحمه الله تعالى ـ مرة تأخر عن أداء الصلاة مع الجماعة، ولم يدركها بل وصل المسجد بعد فواتها، فأستاذه صالح بن كيسان سأله عن سبب تأخره عن أداء الصلاة مع الجماعة. فقال له: كنت مشغولا في تسريح أشعاري، فتأخرت.
فجوابه هذا قد حير أستاذه، وفهم الأستاذ أنه مهتم بأشعاره أكثر من اهتمامه بأداء الصلاة مع الجماعة، حتى شغفه أخره عن أداء الصلاة مع الجماعة. فلذلك كبت رسالة إلى أبيه "عبد العزيز" فأخبره فيها كل ما جرى بينه وبين ابنه وأيضا كتب فيها الجواب الذي تلقاه من ابنه.
وبما أن أباه كان واليا على حلوان في مصر، فلما تلقى رسالة من قبل أستاذ ابنه مباشرة أرسل أحدا إلى المدينة المنورة، فلما وصل ذلك الشخص إلى المدينة المنورة لقي أولا عمر، وحلق رأسه بناء على أمر أبيه، ثم لقي أستاذه وكلمه.
فعلم من هذه القصة أن أبا عمر "عبد العزيز" اهتم بتربية ابنه، وبناء على ذلك أنه أصبح من قدوة هذه الأمة، وقد تحلى بأعلى صفات حسنة، وهذه كلها بسبب تربية أبيه.