كان الامتحان مثاليا!
المدارس مغلقة منذ أربعة أشهر، والدراسة متوفقة، والطلاب جالسون في بيوتهم، وجائحة كورونا انتشرت في كل مكان، وقد أعلنت الحكومة عن إلغاء كافة الاختبارات التي كانت تتوقع انعقادها في هذه الأشهر، وقررت تقديم الطلاب إلى صفوف أخرى دون أي اختبار، إذ أعلنت هيئة وفاق المدارس العربية عن بدء الامتحانات، وقررت أن الامتحانات سوف تعقد في جميع الصفوف مع احتياطات طبية، وأكدت على أن كل طالب قبل دخوله في قاعة الاختبار يلبس كمامة، وأيضا تفحص درجة حرارته، فإن لم يكن على وجهه كمامة، أو حرارته مرتفعة فلا يسمح له بالمشاركة في الامتحان...
وفي البداية كل واحد كان يقول: إنه مجرد كلام، ولا يعمل عليه أحد، ولكن لوحظ في النهاية عند بدء الاختبار بأن المختبرين قد أخذوا هذه الأمور بجدية، وأقاموا الطلاب القادمين للامتحان في صفوف وطابور، وقاموا بعملية فحص درجة حرارتهم، ثم عند مدخل قاعة الاختبار وضع الماء والصابون حتى يغسل كل واحد من الطلاب يده بصابون، ثم يدخل قاعة الامتحان...
وفي داخل القاعة ما شاء الله، قد قاموا بتنسيق الطلاب، حيث أجلسوا الطلاب على بعد، وتركوا الفاصلة بين طالبين يمينا وشمالا وأماما وخلفا، حتى لا يمكن لأحد الالتفات إلى أحد خلال امتحانه واختباره، ثم لو حدث شيء بسيط حيث التفت طالب إلى زميله وقد شك في أمره ممتحن، فذلك الطالب لا يبقى في القاعة، وإنما يخرج، وبناء على ذلك لا يتصور النقل في الاختبارات في المدارس الدينية...
وتنعقد الاختبارات والامتحانات في الجامعات والمدارس العصرية، فهنالك تجد نقلا عاما في الامتحانات، ولا يمكن لأحد صده، وقد قامت الحكومة بمحاولات عديدة لصد نقل في الامتحانات حيث ركبت مراقبة الكاميرات في قاعات الامتحانات، ومع ذلك لم ينته النقل، بل فشلت في هذه المهمة...
فهذا هو الفرق بين امتحانات في المدارس العصرية وبين امتحانات في المدارس الدينة، حيث إن الامتحانات في المدارس الدينة تخلو من الغش والنقل بينما امتحانات في المدارس العصرية هي منبع الغش والنقل، فلذا دعني أقول: إن الامتحانات في المدارس الدينة كانت مثالية...