إذا أمسكت اللغة العربية الفصحى نطقا وكتابة فاعلم أنك حافظ على علومك.

عند ما ترغب أحدا بتعلم اللغة العربية الفصحى نطقا وكتابة، فأول سؤال يوجه إليك هو ما ذا نستفيد من تعلم اللغة العربية الفصحى؟ لا فائدة في تعلمها؟ هكذا يكون الكلام من قبل أولئك الذين تشجعهم على تعلم اللغة العربية، وليس الجميع بهذا الكيف، بل البعض منهم تجدهم حاملين أفكارا جيدة حول تعلم اللغة العربية الفصحى، فما إن ترغبهم بتعلمها فيقبلون دعوتك، ويتوجهون إلى تعلمها حسب طاقتهم وحسب وسعهم، ولا يسألون ما ذا نستفيد من تعلم اللغة العربية الفصحى نطقا وكتابة؟

      مثل هذا السؤال يأتي في دماغ كل واحد يريد أن يتعلم اللغة العربية، وفي البداية يعتقد أنه لا فائدة في تعلمها، ولكنه لم يكن متيقنا، فلا يترك تعلمها، بل يتقدم في تعلمها مع أنه يحمل في دماغه ذلك السؤال، فأنا أيضا في البداية كنت مثل هؤلاء، ولكن واصلت الطريق ولا أزال في قطع مسافة ذلك الطريق، فوجدت أثناء مسيرتي جواب ذلك السؤال، وهو هل يفيدنا في شيء تعلم اللغة العربية؟ وهل نستفيد منها؟ فوددت كتابة جواب ذلك السؤال حتى الذي يريد أن يسلك ذلك الطريق، فيصعد عليه ودماغه يكون فارغا من هذا السؤال، ويكون عازما على قطع تلك المسافة، ثم يمكنه إنفاق كل طاقاته في سبيل تعلم اللغة العربية الفصحى إن علم فائدة عظيمة من تعلمها...

      حينما بدأت تعلم اللغة العربية الفصحى، فأستاذنا ـ حفظه الله ورعاه ـ رغبنا ترغيبا ساخنا، وأخبر جميع الطلاب الحاضرين في الصف بأن تعلم هذه اللغة العربية الفصحى يفيدكم إفادة تامة، ثم بدأ بذكر بعض الفوائد، ومن تلك الفوائد ذكر أن اللغة العربية الفصحى تجعلك تتدارك كل ما فاتك حين ما كنت دارسا، وكان يقصد من كلامه أن الطالب مهما يكون مجتهدا غير أنه يفوته بعض الدروس حيث إنه لا يفهمها، فتعلم اللغة العربية الفصحى يملأ ذلك الفراغ، ويجعله قادرا على تدارك ذلك النقصان الذي أصابه خلال دراسته، ولقد صدق ما قال أستاذنا، فوالله لم أفهم كلام أستاذنا في ذلك الوقت، وجعلته مجرد كلام، وقلت: إنه ـ حفظه الله ورعاه ـ فقط يقصد من كلامه ترغيبنا نحن، ولكن اليوم يشهد أن كلامه كان في محله، وقد أفادني تعلم اللغة العربية الفصحى مثل ما قال أستاذي، وقد تداركت بها ما فاتني من الدروس حينما كنت دارسا...

      والأمر الثاني الذي ذكر أستاذنا في ضمن فوائد تعلم اللغة العربية الفصحى، هو أنه يجعلك قادرا على فهم القرآن الكريم فهما مباشرا، حيث ما إن يتلو أحد آية واحدة أمامك فأنت تفهم معناها مباشرة، ويتأثر قلبك، وربما تسقط الدموع من عينيك، وقد حدث بي هذا، فمنذ أن تعلمت اللغة العربية الفصحى حينما أتلو القرآن الكريم فأجد الدموع على آية من الآيات تسقط من عيني دون أن أشعر، وما كنت على يقين على أن كلام أستاذي يكون في محله، فجزاه الله خيرا على ما قدمه إلينا في البداية...

      والفوائد لم تتوقف على هذين الأمرين، فهنالك فوائد كثيرة، حيث لو بدأت تدوينها فربما أحتاج إلى صفحات عديدة وقلم جديد، وحبر كثير، ومع ذلك لا أستطيع إكمال تدوين تلك الفوائد، ولكن الأمر الأخير من تلك الفوائد الذي ذكره أستاذنا حينما كنت دارسا في تعلم اللغة العربية الفصحى، بأنه قال: لو تعلمت اللغة العربية الفصحى وأتقنتها، فكأنك حافظت على علومك، فكلامه هذا لم يقبله دماغي في أول وهلة، وقلت: ربما يكون فيه مبالغة، كيف يمكن هذا؟ أحدهم لا يدرس بعض الكتب الفنية، وهو قادر على نطق اللغة العربية الفصحى، فيكون هذا سبب حفاظ على علومه، ولكن هذا اليوم يشهد على أن ما قال أستاذنا في البداية كان صحيحا، وقد جربت هذا، فأقول لك: بأنك لو تعلمت نطق اللغة العربية الفصحى فكأنك حافظت على علومك، وكلام أستاذي ربما لا يقبل دماغك الآن، ولكنك سوف يقبل كلامه مع مرور الأيام والأشهر والسنين، وكلما تتقدم في سنك وأنت ملازم بنطق اللغة العربية الفصحى، فكلما تجد أن علومك هي محفوظة في دماغك، فقط تحتاج إلى مراجعتها  مراجعة بسيطة، ولا تحتاج إلى مشقة عالية، وهذا ما لدي من فوائد تعلم اللغة العربية الفصحى نطقا وكتابة...

أ.د.خليل أحمد


مجموع المواد : 507
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025

التعليقات

يجب أن تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب

يستغرق التسجيل بضع ثوان فقط

سجل حسابا جديدا

تسجيل الدخول

تملك حسابا مسجّلا بالفعل؟

سجل دخولك الآن
المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025