إليكم الفرائد العشرة ، هدية لكم على عتبة رمضان...!
الحمدلله مقلب الشهور والأيام...
لاريب في أن الله جعل المواسم والفصول والشهور المختلفة للمؤمنين، ليتداركوا ما فاتهم على حسب طبقاتهم وأنواعهم وجنسياتهم، وليتسابقوا في تحصيل الحسنات، وليتعرضوا للنفحات، حتى ترفع دعواتهم، وتكفر عنهم السيئات، وإن شهر رمضان لمن أعظم المواسم وأجلها وأكثرها أجرا، ولا ننسى أن الحسنات تضاعف كالتطوعات تتبدل بالفرائض أجرا، فلا نكن من الغافلين...
وإليكم هذه الفرائد العشرة، جمعتها لتعم فائدتها، ولتكن ذكرى لأولي الألباب، وأسأل الله العلي القدير أن يلهمنا الرشاد والسداد، وأن يوفقنا لصالح الأقوال والأفعال...
أولا:
جرد القصد و النية لله عز وجل، واجعل الصيام والقيام لله خالصا، واحرص على أن يكون لك خبيئة من العمل لايراها إلا الله.
ثانيا:
اجعل عبادة القلب تسبق عبادة البدن، فعليها المدار وبها القبول، وكم سبق الجالس السائر بعبادة قلبه.
ثالثا:
اعقد العزم على أن تكون من المسابقين إلى الخيرات، المشمرين إلى الطاعات، فإن الحسنات تضاعف، ويوشك الموسم أن ينقضي، ولات ساعة مندم.
رابعا:
بقدر استطاعتك عش مع كتاب ربك قراءة وتدبرا، وحفظا ومراجعة، واعكف عليه كلما لاحت لك فرصة.
خامسا:
أكثر من العطاء بكل أنواعه في شهر الجود والبذل، فقد كان عليه الصلاة والسلام أجود مايكون في رمضان.
سادسا:
الدعوة إلى الله من أعظم القربات أيضا، فاغتنم إقبال الناس في هذا الشهر، واحرص على إهداء الكلمة الطيبة الصادقة لهم.
سابعا:
أخي الكريم تذكر إخوانك الذين غيبهم الثرى، أو وارتهم السجون، أو حاصرهم الأعداء، أو تخلى عنهم الأهل والأعوان، بدعوة صادقة فإن ذلك من أقل حقوقهم علينا.
ثامنا:
أمك وأبوك بابان للجنة، فاحذر من أن يغضبا عليك في هذا الشهر، وأكثر من برهما فإنه من أجل القربات كذا.
تاسعا:
استقبل هذا الشهر بتوبة صادقة، ونية جازمة على عدم العودة، وتحلل من أهل الحقوق، وطهر قلبك من الغل والحقد، ولا يدخل عليك رمضان، وأنت تحقد إخوانك.
عاشرا: تعرض للنفحات، فرب دعوة توافق بابا مفتوحا، يكتب الله بها لك سعادة الدنيا والآخرة. طالع ثم طبق هذه الدرر المفيدة، وانشرها...