ما لك متقاعسا، وأنت أمل الأمة...!

التشجيع في ما يهواه الإنسان، ليس إلى معين، بل ما يستسيغه....

الحمد لله علم الإنسان، وأبدع في روحه مادة البيان، بعد أن لم يكن لديه قدرة النطق والتبيان، فسبحن ما أعظم شأنه، خلق فأحسن ثم هدى سبل السلام، والإنابة والإحسان...

استطاع الإنسان أن يكون مثاليا وعبقريا، ومن عليه مدار الأكوان...

فإذ قيل: كيف تدعي ذلك؟

قلت: الإنسان له وجود في الخارج لاينكر، ومن اعترفنا بوجوده، كيف يعقل أن ما ينتجه منكر، فإن قبولنا لهذا يستلزم قبولنا لتجاربه الأمينة والقديمة والحديثة، ومؤهلاته المتعدية الفتانة، وقدراته الفذة التي بها قيمته ومدار معيشته وحياته، ولاريب؛ أن من كل خارج يخرج، ومن ولد يولد، إذ باستطاعة الإنسان أن يكون سائقا وموظفا وحارسا وأديبا وشاعرا، وما إلى ذلك من المهن، ولكن لو تدبرنا الموجد الأول في الخارج لكل ما نملكه من ممتلكات، وما نعتاده من معدات، لنجدن ذلك إنسانا لاغير.

فهذه المواهب المكنونة المتقاعسة مثل اللآلي المكنونة في صدفاتها، لاتكاد أن تدرك اليوم، ولا أن تمس بسوء، الواصل إليها هو المنتفع بها، نائمة نوما عميقا في ذاتها لاتريد اليقظة إلا من زعزعها، ورام ارتشافها، بعيدة عن إدراك كل من لايعشق الابتكار، وكل من لايهوى أن يمس يداه البلل إلا بعد وقوع الخلل، ومن هنا عرفنا قيمة ما يكمنه الإنسان في أحشاءه، لاتهبه الرياح، ولاتغشاه الحوادث فتبيد، بل يموت الإنسان وهو يحمل الثغرة التي لم تنسد بعد، يقبرها معه، أو يفوضها إلى من هو أهل له...

فقم أيها المرء المتقاعس، وجد وجاهد، وابحث عن الخير وشاهد، لاتكن حملا على أحد وبادر، إنك خير الناس من ينفع الناس، لاتدع لليأس بابا يسلكه، اسلك فجا وأوجد، وابتكر، وأيقظ الأمة الإسلامية بما تسطيعه من منهل يتداركونه قبل ندامتهم عليه، أو بئرا يتوافدون عليه، أو مأوى يلتجأون عليه.

أنت الأمل كل الأمل، طالب اليوم وقائد الغد، لقد نفدت كلماتي، وأختم عرضي على شعر شاعر قال:

إذا لم تستطع شيئا فدعه

وجاوزه إلى ما تسطيع...

أبو محمد نصيرالله المنصور

التدریس والانتظام
أستاذ اللغة والإنشاء بجامعة ابن عباس بكراتشي.
مجموع المواد : 45
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025

التعليقات

يجب أن تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب

يستغرق التسجيل بضع ثوان فقط

سجل حسابا جديدا

تسجيل الدخول

تملك حسابا مسجّلا بالفعل؟

سجل دخولك الآن
المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025